سي ان ان — عندما بدأ منتخب الأرجنتين مشاركته في نهائيات كأس العالم في البرازيل هذا العام، سيكون الحصول على لقب ثالث أفضل أحلامه لاسيما أنه ربما يأتي على أرض منافسه اللدود البرازيل.
وفي الحقيقة فإنّ التكهن بهوية فائز في مسابقة رياضية يعدّ أسوأ ما يمكن أن تطلبه من صحفي، فهو يعنى بنقل الحقائق والوقائع وليس الرجم بالغيب والتبصير.
مع ذلك فإنّ الرأي أنّ الأرجنتين هي من ستحرز الكأس لأنّ لديهم الرغبة والموهبة الضرورية والخبرة المحلية في التعاطي مع أبرز مرشح، مرشح الأرض المستضيفة.
والأهم من كل ذلك، أن للأرجنتين قدرة جبارة على التهديف حيث أن السيليساو سجّل أكبر عدد من الأهداف في تصفيات أمريكا الجنوبية — أليكس طوماس وبفارق بعيد جدا عن وصيفه منتخب كولومبيا.
ويعلمنا التاريخ السبب وراء معطى رافق النهائيات وهو أنّ المنتخب الأفضل لا يفوز دائما بالكأس، وذلك بسبب أن كرة القدم هي رياضة لا تشهد نسبة عالية من تسجيل النقاط على غرار كرة السلة والرغبي.
وللأرجنتين ماكينة تهديف هائلة تتألف من ليونيل ميسي وسيرجيو أغويرو وغونزالو هيغوين وأنخيل دي ماريا. ونضيف إلى ذلك أنّ مبدأ “نستطيع تسجيل أهداف أكثر منكم” الأرجنتيني الصرف، لا ينطبق على نظام الدوري ولكنه ملائم جدا لنظام التجمع والبطولات المصغرة قصيرة الأجل.
وقد تقولون إن أداء الأرجنتين يرتبط دوما بأداء نجمه، أفضل لاعب في العالم أربع مرات على التوالي ليونيل ميسي، لاسيما أنه محل انتقادات لكونه لا يقدم مع بلاده نفس الأداء الذي يقدمه لناديه الإسباني، ولم يستطع تسجيل سوى 10 أهداف في 14 مباراة أثناء تصفيات البرازيل 2014.
لكنني أذكركم بإصابته التي جعلت من موسمه السابق الأسوأ تقريبا، وأعتقد أنّ غيابه كان فرصة له حتى يستعيد الأنفاس تماما أثناء النهائيات مما يزيد من قوة هجوم بلاده العنيف أصلا. وقد أثبت ميسي ذلك الأمر حيث أنه كان اللاعب الأكثر حسما في النهائيات حتى الآن متبوعا بالهولندي روبن.
أوروبا.. لكن
ليست قوة الأرجنتين وحدها التي دفعتنا لترشيحها، وإنما أيضا الشكوك التي تتعلق بالمنافسين والتي أشرنا إليها منذ شهور في نفس هذا المقال الذي يتم تحديثه بين الفينة والأخرى.
قلنا من قبل إنّ إسبانيا من دون أدنى شك تبقى مرشحا قويا يعج بالمواهب، ولكننا عبّرنا عن الاعتاقد بأنّ سيطرة الماتادور على العالم ونهائيات أمم أوروبا ستنتهي.
فعام 2010، رفعت إسبانيا اللقب بعد أربعة انتصارات بالحد الأدنى (1-0) في الدور الإقصائي، كما أنها بدت غير ملهمة في نهائيات أمم أوروبا 2012 حتى النهائي ضد إيطاليا، وأثناء تصفيات كأس العالم لم تسجل سوى 14 هدفا في 8 مباريات مما يضعها في المركز 25 من حيث الهجوم في أوروبا.
على العكس منهم، كانت ألمانيا أفضل منتخب من حيث خط الهجوم بستة وثلاثين هدفا ولهم مزيج خلاب من الشباب والمخضرمين.
لكن 16 منتخبا كانوا أفضل من منتخب المانشافت من حيث الدفاع وهو أمر مثير للرعب في البرازيل وهذا ما حصل أمام غانا التي سجلت في مرماها هدفين وأمام الجزائر التي سيطرت وهددت المرمى أكثر من المانشافت.
أما إيطاليا، بطلة عام 2006 فقلنا إنها تبقى مرشحة رغم أنّه ليس لديها نجم هذه المرة، فأندريا بيرلو يبلغ الآن 35 عاما من العمر أما النجم الآخر ماريو بالوتيلي فمازال مزاجه يتحكم في كل شيء، وذلك ما ثبت في الدور الأول ودفع الأزوري ثمنه غاليا.
لكن ماذا عن البرازيل الدولة المستضيفة؟ يكفي القول إنها الدولة التي جعلتنا نحب كرة القدم لكن شغف شعبها بهذه اللعبة قد يلعب ضدها وعندما استضافت البطولة قبل 60 عاما، خسرت على يد أوروغواي، وفي بطولة هذا العام سيكون تحدي الجمهور المحلي مضاعفا 100 مرة.
وفي السنوات الأخيرة، لم يكن أمام البرازيل سوى بطولة رسمية وحيدة قوية هي تلك التي استضافتها وفازت بلقبها على حساب إسبانيا وبنتيجة لا غبار عليها. وانعكست تلك المعطيات على مباريات البرازيل وشكّلت مباراتها أمام شيلي في ثمن النهائي البروفة الأكثر وضوحا.
بقي أن نذكر أيضا أن كولومبيا تأتي في صدارة المفاجآت التي قد تحرز اللقب للمرة الأولى، وبلجيكا و المنتخب الوحيد الذي خالف توقعاتنا هو كوستاريكا وذلك هو سر كرة القدم وما يضفي عليها نكهة لا يعرفها إلا من يعرف اللعبة الأكثر شعبية في العالم.