أصبح غياب النجوم السوريين، عن دراما بلادهم، أو عودتهم إليها، ظاهرةً تستحق الرصد كل عام، بسبب المتغيرات التي تفرضها انعكاسات الحرب الدائرة في البلاد، فبعد غياب عدد من النجوم السوريين عن العاصمة دمشق، حيث يتركز نشاط الدراما المحلية، عاد الكثير منهم هذا العام، فيما استمر آخرون بالغياب، بسبب مخاوفهم، أو مواقفهم السياسية مما يجري، وبعضهم بدافع خوض تجارب جديدة، ومنهم مَنْ يعيشون نجوميّة حقيقيةً في مصر، وأصبح حضورهم أساسياً على “تترات” المسلسلات المصرية في الموسم الرمضاني.
قصي خولي
أما النجم قصي خولي فأخذته مصر، من الدراما السورية هذا العام، حيث يخوض أوّل تجاربه التلفزيونية المصرية في مسلسل” سرايا عابدين” الإنتاج الأضخم في تاريخ دراما “المحروسة”، مجسّداً شخصية “الخديوي إسماعيل”.
كذلك يغيب النجم السوري جمال سليمان عن الدراما السوريّة للموسم الثالث على التوالي، لكنّه سيطل على الجمهور العربي، بشخصيّة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، في مسلسل “صديق العمر”، وهو ما اعتبره من أهم المحطّات في مشواره الفنّي، الحافل بالمحطّات البارزة.
ويواصل النجم سلوّم حداد، غيابه عن الدراما السوريّة، في العام الحالي، بعد أن اعتذر في اللحظة الأخيرة، عن المشاركة بالمسلسل السوري “بواب الريح”، رغم كل الإغراءات، والتطمينات المقدّمة له من الشركة المنتجة، واكتفى حدّاد بدورٍ ثانوي في مسلسل “الأخوة” السوري- العربي المشترك، الذي عرض على عدة محطّات عربية، قبل رمضان.
واختار النجم تيم حسن المسلسل ذاته “الأخوة”، ليطل من خلاله على الجمهور السوري، والعربي، خارج الموسم الرمضاني، بعد أربع سنواتٍ من الغياب عن الدراما السوريّة.
وتغيب كندة علوّش أيضاً عن الدراما السوريّة هذا الموسم، حيث تواصل مشوار تألقها في مصر، وتتقاسم البطولة مع نجومٍ مصريين آخرين، في مسلسلي “عد تنازلي”، و”دلع البنات”.
موسم العودة إلى “الشام”
بالمقابل شهدت دمشق، منذ بداية التحضيرات لموسم دراما 2014، عودة مكثفّة لنخبةٍ من أبرز النجوم السوريين، الذين غادروا البلاد، في العامين الماضيين تحت ضغط ظروف الحرب.
أول العائدين هي النجمة أمل عرفة، التي تعود بكثافة إلى الشاشة الصغيرة هذا العام، من خلال مسلسلات: “القربان”، “الغربال”، “الحقائب/ ضبّوا الشناتي”، “بقعة ضوء10″، و”صرخة روح2”.
والأمر ذاته بالنسبة للنجم عبد المنعم عمايري، الذي تألق مؤخراً، عبر مشاركته بالموسم الأوّل من برنامج “شكلك مش غريب” على شبكة mbc، وفوزه بجائزة البرنامج الكبرى، بعد أن ترك انطباعاً استثنائياً لدى الجمهور، عبر محاكاته لشخصيّاتٍ فنيّةٍ بارزة في العالم العربي، كـ: سلطان الطرب جورج وسّوف، والموسيقار ملحم بركات، والفنّان دريد لحّام بشخصية “غوّار الطوشة”، والعملاق الراحل وديع الصافي.
عمايري دخل الإنتاجات العربية المشتركة من بابها العريض هذا العام، في مسلسلي “لو”، و”حلاوة الروح”، إلى جانب مشاركته ببطولة المسلسلات السوريّة: “خواتم”، “الغربال”، “صرخة روح2″، و”بقعة ضوء10″، وكان يفترض أن يكون أحد أبطال مسلسل “ماوراء الوجوه”، لكنه انسحب من العمل، بعد تصويره عدة مشاهد فيه، بسبب خلافه مع المخرج مروان بركات.
كذلك تعود النجمة كاريس بشّار إلى جمهورها العربي، والسوري، عبر مسلسلي “قلم حمرة”، و”خواتم”.
وبعد غيابٍ وصفه أيمن زيدان بـ “القسري” عن سوريا، والدراما السورية العام الفائت، يعود النجم السوري هذا الموسم، بشخصيّةٍ جديدة في “باب الحارة6″، حيث يلعب دور “أبو ظافر” بالجزئين السادس والسابع من السلسلة الشاميّة الشهيرة، كما تقاسم بطولة مسلسل “ماوراء الوجوه” مع النجم بسّام كوسا، لكن الشركة المنتجة للعمل أعلنت مؤخراً عن تأجيل عرضه إلى مابعد الموسم الرمضاني.
كما تجاوز النجم السوري باسم ياخور مخاوفه، وعاد إلى دمشق وسط إجراءاتٍ أمنية خاصّة بناءً على طلبه، وشارك بعدّة لوحات من عاشر أجزاء السلسلة الانتقادية الشهيرة، “بقعة ضوء”، تحت إدارة المخرج عامر فهد، منها ما وقف فيه مجدداً، أمام النجم أيمن رضا، بعد خلافٍ بينهما استمر لسنوات، وإلى جانب “بقعة ضوء10″، يطل ياخور على الجمهور المصري والعربي، بطلاً لمسلسل “المرافعة”.
وتعود نسرين طافش أيضاً عبر المسلسل العربي “حلاوة الروح”، وتؤدي فيه دور صحفية شهيرة، تقاوم ضغوط زوجها لترك المهنة، ويسلط العمل الضوء على الحدث السوري، ضمن رصده لتداعيات “الربيع العربي”، من زاوية تعاطي الإعلام معه.
لكن كل تلك الإطلالات لنجوم سوريا العائدين، تبقى رهينةً، لظروف مشاهدةٍ خاصّة، يسرق فيها المونديال الأضواء هذا العام، من الأعمال السوريّة والعربية، التي تتنافس في موسم العرض الرمضاني 2014.