فرانس برس- أفاد مراسل قناة “العربية” بأن وزير الدفاع الإسرائيلي قد أعلن بدء عملية عسكرية برية محدودة في غزة، بينما اقتربت زوارق حربية بغطاء جوي من مينائها.
العملية العسكرية البرية سبقتها تحضيرات ميدانية تمثلت بطلب الجيش الإسرائيلي من الفلسطينيين على حدود قطاع غزة إخلاء بيوتهم، وسط تقارير تحدثت عن نشر مدرعات ودبابات على طول خط الحدود.
كما استدعى الجيش الإسرائيلي حوالي 40 ألفاً من جنود الاحتياط لدعم القوات النظامية في تصعيد محتمل للقتال في قطاع غزة.
يأتي ذلك بعد وقت قصير من تحذير الرئيس الفلسطيني محمود عباس من هجوم بري تعتزم إسرائيل شنه ضد قطاع غزة، مؤكداً أن الحكومة الإسرائيلية صادقت بالفعل على العملية البرية.
هذا.. وتواصل إسرائيل هجومها الجوي على قطاع غزة الذي أسفر منذ الثلاثاء عن سقوط حوالي 90 قتيلاً و700 جريح، بهدف وقف الصواريخ التي تطلقها حركة حماس رغم دعوة الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار.
وأفاد مصدر أمني أن الطيران الإسرائيلي شنّ ليل الخميس الجمعة غارات جديدة على قطاع غزة وخصوصاً مدينة رفح، ما أدى إلى احتراق عدد من المنازل.
وتوعدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الخميس إسرائيل بـ”معركة طويلة”، وقال أبوعبيدة الناطق باسم الكتائب في بيان: “إننا قد أعددنا أنفسنا لمعركة طويلة جداً مع العدو، ليست كما يقول بعض قادته لأسبوع أو لعشرة أيام بل لأسابيع طويلة وطويلة جداً”.
وقال إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، في بيان صحافي: “لا نخشى تهديدات العدو ودماء القادة ليست أغلى من دماء الأطفال والعائلات. العدو نقض منذ وقت طويل اتفاق التهدئة وتنكر لكل التفاهمات وقرر الحرب امتداداً للهجمة المسعورة على شعبنا في الضفة الغربية والقدس”.
وكانت صفارات الإنذار دوت مجدداً في القدس التي تبعد 80 كلم عن قطاع غزة قبل سماع انفجارات كبيرة.
وسقط صاروخان في مناطق غير مأهولة، الأول قرب مستوطنة معالي أدوميم في شرق القدس والثاني على مسافة غير بعيدة من سجن عسكري إسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة بحسب شهود.
وتم اعتراض صاروخين آخرين من جانب نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ. وكانت تل أبيب تعرضت لهجمات مماثلة صباحاً.
وهذا الهجوم العسكري هو الأكبر والأكثر دموية منذ نوفمبر 2012 وجاء بعد خطف وقتل ثلاثة شبان إسرائيليين في 12 يونيو، ثم قتل شاب فلسطيني في القدس بأيدي يهود متطرفين في عملية انتقامية.
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس أي وقف وشيك لإطلاق النار، وقال كما نقلت عنه صحيفة هآرتس: “لا نتحدث مع أحد في الوقت الراهن عن وقف لإطلاق النار، هذا غير وارد”.
وقد وصل عدد الغارات الجوية التي شنتها المقاتلات الإسرائيلية منذ بدء الهجوم منتصف ليل الاثنين إلى 860، إلا أن العملية الجوية الإسرائيلية لم تنجح في وقف دفعات الصواريخ التي يطلقها مقاتلو حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي. والمنظمتان مسلحتان بشكل جيد ومزودتان بصواريخ بعيدة المدى.
وفي الساعات الـ24 الأخيرة سقط أكثر من 120 صاروخاً على إسرائيل واعترضت منظومة القبة الحديدية 24 أخرى. وفي المحصلة سقط 370 صاروخاً على إسرائيل منذ بدء الهجوم.
وتبنت حماس التي تسيطر أمنياً على القطاع الخميس إطلاق صواريخ على تل أبيب والقدس وحيفا التي تقع على بعد أكثر من 160 كلم عن غزة، وكذلك على موقع مفاعل ديمونا النووي.
إنسانياً، فتحت مصر الخميس معبر رفح لاستقبال الفلسطينيين الجرحى في الهجوم الإسرائيلي، ونقل مصدر في وزارة الداخلية الفلسطينية عن الجانب المصري أن المعبر سيفتح الجمعة أيضاً لنقل الجرحى إلى المستشفيات المصرية.