سي ان ان – — اعتبر الناقد الفني اللبناني جميل ضاهر، أن الدراما اللبنانية والسورية استطاعتا هذا العام لفت أنظار المشاهدين إليهما، بسبب التجديد وتنوع جنسيات الأبطال، وأكد أن تحولات العالم العربي فرضت نفسها على الدراما. وأن الكثير من الأعمال الشامية والخليجية تقوقعت على المجتمع الخاص بها ولم تستطع أن تكون أعمالا عربية إلا القليل منها، بسبب افتقارها للشمولية.
وتطرق ضاهر إلى الانتاجات السورية هذا العام، واعتبرها أعمالا واقعية قريبة من الظروف السياسية والحرب التي تعيشها سوريا وقال:”تجلى ذلك مثلاً في الجزء الجديد من مسلسل ‘باب الحاره‘ إذ ظهرت فيه اسقاطات سياسية لم تكن معتادة في الأجزاء المنتهية، كذلك مسلسل ‘حلاوة روح” فقد سلط الضوء على الثورة السورية بصورة جيدة.”
وانتقد ضاهر الجزء الجديد من باب الحارة قائلاً:”رغم أن المسلسل يحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة إلا أنه من الواضح أن تغيير المخرج أثر كثيراً في العمل، فهناك مشكلة كبيرة في الصورة التي خرج بها العمل، فنحن على مشارف نهاية العمل ولم تتضح خيوطه بعد، بل على العكس الأحداث في تصاعد غير منطقي، فمن الواضح أن المخرج عزام فوق العادة، يقوم بعمل فوق العادة!، وأعتقد أنهم إن لم يتخطوا هذه المشكلات في الجزء الجديد سيتأثر العمل.”
وأبدى الناقد اللبناني إعجابة بمسلسل “حلاوة روح” واعتبره من الأعمال السورية المميزة هذا العام، اذ استطاع المخرج شوقي الماجري تجسديد الثورة والحرب في سوريا بصورة فائقة من الناحية المشهدية مكتملة العناصر، والنص القوي ، ما سمح لهما معا بجذب المشاهد. كما أشاد أيضاً بمسلسل “ضب الشناطي” الذي استخدم الكوميديا السوداء لتجسيد ما يدور في حياة الناس والعلاقات بينهم خلف الأبواب في ظل ما تتعرض له سوريا حاليا وأثنى أيضاً على فريق العمل.
وعلق على مسلسل “لو” قائلاً:”هذا العمل استطاع تسجيل نفسه في قائمة الأعمال الأكثر متابعة في رمضان، المجتمع اللبناني فيه الكثير من التناقضات بين قمة الانفتاح والحرية في أمور والرجعية في أمور أخرى، المسلسل اعتمد على جرأة اللبنانيين وخبرة السوريين والمصريين. ما ساهم في انجاح ‘لو‘ الاختيار الجيد للشخصيات وقصة الحب غير المعتادة عربياً والتصوير المميز. العمل يناقش قضية خيانة الزوجة رغم حبها لزوجها فهي قضية صادمة للمجتمع، لكن الصدمة في الدراما تدفع المشاهد أحياناً إلى المزيد من المتابعة ليعرف ما سيحدث.”
وتحدث عن مسلسل “قلم حمره” قائلاً: “من الأعمال الجيدة ويتطرق إلى قضية مسكوت عنها وهي أحوال السجينات وصراحة هو عمل يستحق المتابعة فالكتابة والأخراج والممثلين جيدين، لكنه ظُلم بعرضه حصرياً على قناة لا تحظى بنسبة مشاهده عالية، واعتقد أنه سيتابع أكثر بعد انتهاء الموسم الرمضاني.”
وأشاد ضاهر بأداء الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي وقال”إنها مفاجأة بالنسبة لي، أدائها التمثيلي يفوق الغنائي.” ونصحها بالتركيز في التمثيل أكثر من الغناء. وعلى العكس من ذلك جاء رأيه في أداء الفنانة اللبنانية ميريام فارس، فيرى أن العمل يفتقد للحد الأدنى من المقومات الدرامية وأن النص فُصل ليناسب فارس ونصحها بالتركيز في الغناء أكثر، ووصف العمل “بالساذج والتافه” على حد تعبيره.