بي بي سي: رفض متمردو ميلشيا سيليكا في جمهورية أفريقيا الوسطى اتفاق وقف إطلاق النار مطالبين بتقسيم البلاد بين المسيحيين والمسلمين.
وقال القائد العسكري لسيليكا يوسف زونديكو في مقابلة مع بي بي سي إن قواته ستتجاهل اتفاق وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه الخميس.
وأضاف أن الاتفاق تم إبرامه من دون إعلام صحيح بتفاصيله للجناح العسكري لتحالف سيليكا السابق.
وكان نحو ربع سكان أفريقيا الوسطى البالغ عددهم 4.6 مليون نسمة قد اضطروا الى النزوح من ديارهم.
وقد وقع اتفاق سلام بين ممثلين عن ميلشيا “سيليكا” المسلمة وميلشيا “انتي بالاكا” المسيحية في عاصمة الكونغو، برازافيل.
وأجبر المسلمون على النزوح من العاصمة ومعظم أجزاء البلاد الغربية، فيما وصفته جماعات حقوقية بعملية تطهير عرقي.
وأتهم كلا الجانبين بارتكاب جرائم حرب مثل التعذيب وعمليات القتل غير القانونية.
وطالب الميجر جنرال زوديكو بتقسيم مجمل البلاد إلى قسمين، مشددا على أن جمهورية أفريقيا الوسطى لم تعد دولة -أمة.
وحض زونديكو على تقسيم فوري للبلاد بين الجنوب المسيحي والشمال المسلم.
بيد أن مراسلنا يقول إن قادة سياسيين من كلا الجانبين يصرون على أن المصالحة ما زالت ممكنة ومطلوبة على الرغم من أشهر العنف.
وقد فر عشرات الآلاف من المسلمين من جنوب البلاد، كما تتواصل الهجمات يوميا في المناطق الريفية في البلاد.
وألقى الميجر جنرال زونديكو باللائمة على من سماهم “أخواننا المسيحيين” في جعل السلام مستحيلا، لكنه رفض أن يوضح بالضبط الكيفية التي ينبغي أن يتم تقسيم البلاد على أساسها.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار يقضي في إحدى فقراته أن يتخلى السيليكا عن مطلبهم بتقسيم البلاد.
وكانت الاضطرابات بدأت في أفريقيا الوسطى، وهي من أكثر دول افريقيا فقرا، عندما سيطر متمردون مسلمون على السلطة في البلاد في مارس/آذار من العام الماضي.
وردت الأغلبية المسيحية، التي اتهمت ميلشيا السيليكا المسلمة بارتكاب انتهاكات وجرائم، بتشكيل ميليشيات من المتطوعين (اطلق عليها اسم “انتي بالاكا”) قامت بدورها باعمال انتقامية مماثلة.
واسفر العنف عن نزوح الملايين من السكان، ولجوء مئات الألوف من المسلمين، خصوصا إلى الدول المجاورة.