أفادت مصادر للعربية باندلاع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة في حي الأكواخ بالعاصمة الليبية طرابلس . يأتي هذا فيما احتشد الآلاف من سكان طرابلس في ساحة الشهداء للاعتراض على طلب البرلمان الليبي المنتخب حديثا التدخل الدولي, فيما دافع البرلمان عن قراره الذي وضعه في اطار الضرورة اللازمة لبسط الامن وحماية المدنيين. .
وكانت عدة مناطق في طرابلس تعرضت لقصف صاروخي شديد منذ فجر اليوم السبت، وكان دوي الانفجارات يسمع في كل أنحاء طرابلس، خاصة في مناطق طريق المطار وجهة حي الأكواخ سابقاً وعين زارة وصلاح الدين وجنزور وقصر بن غشير وشارع عمر المختار.
وسيطر الرعب على سكان العاصمة وضواحيها، حيث إن أصوات القصف سمعت حتى منطقة جود دائم ومدينة الزاوية غرب طرابلس، ولا توجد أية معلومات حتى الآن عما إذا كان هناك قتلى أو مصابون جراء القصف.
وتشهد العاصمة طرابلس منذ 13 يوليو الماضي قصفاً عشوائياً استهدف منازل المدنيين واشتباكات بين تشكيلات مسلحة محسوبة على مدينة مصراتة وتشكيلات أخرى محسوبة على مدينة الزنتان.
من جهة ثانية قال رئيس مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام الصديق الصور: “إن النائب العام أصدر تعليماته بالتحقيق في كل الجرائم سواء صنفت جرائم حرب أو ضد الإنسانية أو حجر حرية”، وأضاف الصور، في تصريحات صحافية أمس الجمعة: “لدينا الشجاعة والإمكانات لإحالة المسؤولين عنها إلى المحاكمة”.
وأكد الصور أن النائب العام فتح غرفة لتلقي الشكاوى والبلاغات، وعلى المواطنين الذين يقع عليهم أو على ممتلكاتهم أي اعتداء أو تهديد تزويد غرفة تلقي الشكاوى بها، من أجل حصر الجرائم وتوثيقها. وأضاف أن مكتب النائب العام سيفتح هذه الملفات عاجلاً أم آجلاً، فطبيعة هذه الملفات لا يسقطها التقادم.
دولياً شجع الاتحاد الأوروبي مجلس النواب المنتخب في ليبيا “للعب دوره المناسب في قيادة الجهود الرامية إلى إرساء دينامية لتسوية سياسية شاملة تضم جميع الأطراف السياسية الفاعلة في البلاد”. وقال بيان أصدره وزراء الخارجية الأوروبيون عقب لقاء طارئ لهم في بروكسل إن الاتحاد الأوروبي يدعو أعضاء مجلس النواب لأداء مهامهم بروح الشمول والاعتدال.
وجدد الاتحاد الأوروبي إدانته للعنف المتصاعد في طرابلس وبنغازي ومناطق أخرى في ليبيا وأثره المدمر على حياة السكان المدنيين، وقال البيان إن العنف في ليبيا يعتبر مصدر قلق كبيراً على الأمن الإقليمي والاتحاد الأوروبي. وأضاف: “إنه كما قام الاتحاد الأوروبي بدعم الشعب الليبي في العملية الانتقالية فإنه يدعو جميع الأطراف المتورطة في الأعمال العدائية إلى وقف جميع أعمال العنف فوراً وإنهاء معاناة السكان المدنيين، لاسيما من خلال الانخراط في حوار سلمي”.
كما أعرب عن دعمه القوي للجهود المتواصلة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، لتحقيق وقف إطلاق نار فوري ووضع حد لسفك الدماء، ورحب بعودتها الجزئية إلى طرابلس بتسهيل من إيطاليا، ورحب البيان الأوروبي بترشيح المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لليبيا برناردينو ليون رئيساً لبعثة الأمم المتحدة.