يقف اختلاف اللغة حائط صد يحول دون التواصل بين معظم الأتراك من جهة، والسائحين الأجانب الذين يزورون مدنا تركية ولا يتقنون لغة هذا البلد من جهة أخرى، لدرجة تدفع الطرفين لاستخدام وسائل تواصل غير تقليدية تبدو غريبة وطريفة أحيانا.
وفي اسطنبول، أكبر المدن السياحية في تركيا، وإحدى أهم وجهات السياحة في أوروبا، لا يتحدث معظم الأتراك سوى لغتهم الأصلية، فيما تنقن أقلية اللغة الكردية، بينما يتعجبون أحيانا من وجود مسلمين غير أتراك، لا يجيدون التركية.
بينما لا تتحدث الغالبية العظمى من الأتراك، حتى في مناطق سياحية، اللغة الإنجليزية رغم كونها الأكثر شيوعا في العالم، والحديث هنا ليس عن إجادة تامة للإنجليزية، بل حتى الإلمام بالحد الأدنى من مفردات اللغة وتركيباتها، تلك التي تخلق أرضية مشتركة للنقاش والتفاهم بين الأتراك والأجانب.
ويقول “توني”، وهو سائح من كوت ديفوار يزور اسطنبول لأول مرة، إنه يجد صعوبة بالغة في التفاهم مع من يضطر للاحتكاك بهم، مثل سائقي التاكسي، الذين يضطر لإعطائهم عناوين محددة مكتوبة على ورقة أو هاتف محمول باللغة التركية كي يتمكن من الوصول إلى وجهته.
ويضيف لـ”سكاي نيوز عربية” أنه يعزف عادة عن الاحتكاك بالأتراك بسبب مشكلة اللغة.
وفي الأسواق التركية، حيث تزداد حركة البيع والشراء، تلعب الآلة الحاسبة دور الوسيط في نقاش البائع والمشتري للوصول إلى سعر مناسب، حيث يكتب كل منهما عليها السعر الذي يريد أن يتقاضاه أو يدفعه، وإلا فالإشارات تقوم بهذا الدور.
ويروي البعض مواقف طريفة حدثت لهم، منها على سبيل المثال اضطرار سائح عربي لالتهام طبق ضخم من المشويات يكفي لفردين، بعد جدال طويل مع النادل الذي لا يتحدث سوى الكردية، فشل خلاله السائح في إقناعه بأنه يريد طبقا لفرد واحد.
ويستغل بعض الساسة والأكاديميين الأتراك تلك المسألة، لانتقاد الحكومة واتهامها بأنها “لا تريد شعبا متعلما ومطلعا”.
وقبل نحو عامين، كتب الباحث والأكاديمي التركي جوفين ساك يرصد تلك الظاهرة، ملقيا اللوم على نظام التعليم في تركيا، وأشار إلى أن “وزارة التعليم لا ترى أن عدم تحدث الأتراك اللغة الإنجليزية مشكلة”، متهما إياها بالإهمال في تعيين معلمي لغة إنجليزية يتحدثون بطلاقة.
واستشهد ساك في مقاله بصحيفة “حرييت” التركية الناطقة بالإنجليزية، بأن نتيجة امتحان “تويفل” للغة الإنجليزية في تركيا في 2012، هي ثاني أسوأ نتيجة في أوروبا، بعد كوسوفو.