فرضت قوات الأمن اليمنية حصاراً على مخيم أقامته جماعة “أنصار الله”، في الشارع المؤدي إلى مطار العاصمة صنعاء، فيما دعا زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، أتباعه إلى تصعيد احتجاجاتهم ضد الحكومة، بارتداء قمصان وشارات صفراء.
وطلب الزعيم الحوثي، في كلمة وجهها إلى أنصاره عقب صلاة الجمعة، البدء في ارتداء القمصان والشارات الصفراء اعتباراً من الأحد المقبل، ضمن خطوات تصعيدية للاحتجاجات التي تقودها جماعة “أنصار الله”، على مبادرة اللجنة الرئاسية بتخفيض أسعار المشتقات النفطية، وتشكيل حكومة جديدة.
وأكد سكان في شارع المطار، أن مصفحات ومدرعات الشرطة، تضم قوات لمكافحة الشغب، إضافة إلى ناقلات لرش المياه، تمركزت بالقرب من مخيم الاعتصام، الذي أقامه المحتجون الحوثيون أمام وزارة الكهرباء، وبالقرب من وزارتي الاتصالات والداخلية.
وكان زعيم “أنصار الله” قد دعا أتباعه إلى تنفيذ احتجاج أطلق عليه اسم “الصرخة”، مساء الخميس، رددوا فيه شعار “الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام”، من فوق أسطح المنازل، ومن نوافذ وأبواب المنازل بالعاصمة صنعاء ومحيطها.
إلا أن عدداً من وسائل الإعلام الموالية لحزب “الإصلاح”، أحد الأذرع السياسية لجماعة “الإخوان المسلمين” في اليمن، والتي تتخذ موقفاً مؤيداً للحكومة، ذكرت أن “هناك حالة من الانشقاق” بين أوساط جماعة “أنصار الله”، إزاء دعوة الحوثي
لتنفيذ احتجاج “الصرخة.”
ويعتقد الباحث في مجال العلوم الاجتماعية، فهمي الفهد، أن “صرخة الحوثيين تقدم عدة دلالات، أهما الحرب النفسية ضد الخصوم، والأخرى قياس مدى الحضور والتواجد للمؤيدين.. وأخيراً الاشارة بالانتقال من مرحلة إلى أخرى”، على حد قوله.
كما اعتبر الفهد أن “الاختلاف وإن وقع فعلياً” بين قيادات جماعة “أنصار الله”، فإنه “يأتي في مصوغات تحويل الفكرة من ثورية إلى مذهبية، من خلال انتهاج الحوثي أسلوب الخميني”، في إشارة إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السابق، الذي كان يدعو أتباعه لتنظيم احتجاجات مماثلة.
من جانبه، استبعد الباحث عبدالله الصنعاني أن يكون هنالك انشقاق بسبب “الصرخة” في أوساط جماعة “أنصار الله”، وقال: “لا توجد إلى الآن أي مكاسب للجماعة يأتي الشقاق عليها”، معتبراً أن “ما تناقلته وسائل الإعلام يأتي في إطار الحرب الإعلامية، والحرب الإعلامية المضادة”، على حد وصفه.