أثارت مداخلة باحثة موريتانية في مهرجان ثقافي وحديثها عن “الشواذ” ودورهم في الشعر الموريتاني، انتقادات لاذعة خاصة أنها المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن الشواذ علناً في مهرجان رسمي. فرغم ظهورهم في المجتمع إلا أن الحديث عنهم لا يزال مشوباً بالحيطة والحذر.
وأثارت آراء الباحثة استياء الكثيرين، خاصة أن المهرجان الشعري نظم خارج موريتانيا، حيث اعتبره البعض تشهيراً بالبلد وبحثاً عن الشهرة، كما أن ما ذهبت إليه الباحثة في تحليلها لظاهرة الشعر النسائي المعروفة محلياً بـ”التبراع” وضعها في مواجهة مع بنات جنسها اللاتي يعتبرن شعر “التبراع” خاصاً بهن ولا ينافسهن فيه أحد.
وقالت الباحثة الموريتانية فاطمة عبدالوهاب في مهرجان ثقافي نظم مؤخراً بمدينة فاس المغربية، إنّ الغزل النسائي الذي تحتكره نساء المناطق المتداولة للهجة الحسانية منذ أمد والمسمى بـ”التبراع” قد أضحى يعرف تدخل “رجال شواذ” ينسجونه قبل أن ينسبوه إلى مجهولات، وذلك لكون ذات الفعل الشعري الإبداعي يقترن بمغازلة الإناث للذكور.
واعتبرت أن “شعر التبراع” النسوي الحساني “فعل إبداعي يتم تداوله سراً بفعل ضمه محرمات اجتماعية بالبيئة الحسانية، والـ”برَاعات” تعمدن إلى إخفاء أسمائهن عما أنتجن من احتفاء بالذات والمحبوب، لذلك تنسب أبيات التبراع إلى مجهولات من دون ملكية فكرية، فيما تداوله يقترن بكل فضاء ينأى عن الرقيب الاجتماعي”.
وأضافت أنه “غزل بشقين.. منه العام العفيف كما به ما يحتفي بالجسد من دون خدش للحياء، ومن بين قائلاته تتواجد لاجئات إلى أساليب الدعاء والمناجاة لأجل صياغته”.
وتتركز أنشطة الشواذ في موريتانيا في التجارة النسائية والسمسرة وإحياء الحفلات الشعبية والأعراس، وبين الفينة والأخرى يطرقون الأبواب طلباً للمال، حيث يصعب عليهم الحصول على عمل كغيرهم، ويعتمدون على حلاوة اللسان وتواجدهم الدائم في الأعراس لكسب المال.