تحولت دبي خلال العامين الماضيين، إلى مركز للعمليات الجراحية التجميلية، بعدما باتت تجذب مواطني دول مجلس التعاون الخليجي الذين كانوا يسافرون سابقاً إلى منطقة بيفيرلي هيلز الأمريكية، والبرازيل، وبيروت.
ولم يكن الجراح التجميلي في بيفيرلي هيلز الدكتور جيسون دياموند والذي اشتهر في برنامج الواقع الأمريكي “الدكتور 90210،” بعدما أجرى عمليات تجميلية لمجموعة من قائمة المشاهير، مستعدا للضجة التي واجهته، عندما زار دبي للمرة الأولى، بمثابة طبيب ضيف في الجراحة التجميلية.
وتذكر دياموند قائلاً: “في هذا الأسبوع، انتظرني الناس حرفياً حتى الساعة الثانية فجراً، لطلب الإستشارة الطبية التجميلية،” مضيفاً: “امتلأت غرفة الانتظار بعشرات الأشخاص على مدى يوم كامل.”
حصل ذلك في العام 2009. ومنذ ذلك الحين، اعتاد دياموند على القدوم إلى دبي كل شهرين أو ثلاثة أشهر، كجزء من شراكة مع المركز الطبي والجراحي البريطاني الأمريكي.
وعلى خط مواز، قال أمين سر جمعية أطباء التجميل والترميم في لبنان الدكتور سامي سعد: “في لبنان، حصل انخفاض بنسبة بين 30 و 40 في المائة في إجراء العمليات الجراحية التجميلية،” مضيفاً أن “هناك الكثير من الجراحين التجميليين الذين يتركون البلد، للإنتقال إلى دبي، وأبوظبي، وقطر، والكويت،” مشيراً إلى أن “هذه الدول تعتبر أكثر أماناً وجاذبية لأطباء التجميل.”
ولاحظ دياموند أن في يومنا الحالي، “لا يوجد ندرة في عدد الجراحين التجميليين في دبي.” ووفقاً لأرقام جمعية الجراحة التجميلية البلاستيكية في الإمارات، قفزت العضوية من 60 في العام 2006 إلى 150 خلال العام الحالي. وفي الواقع، يوجد طبيب في الجراحة التجميلية بشكل أكبر لكل مواطن في دولة الإمارات العربية المتحدة، مقارنة بما كان عليه الأمر في البرازيل أو الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف الجراح التجميلي الدكتور لويز توليدو العضو في اللجنة العلمية لجمعية الجراحة البلاستيكية في الإمارات، والذي انتقل إلى دبي من البرازيل في العام 2005، أن “السوق مشبعة جدا،” مشيراً إلى أن “كل يوم أتلقى رسائل عبر البريد الإلكتروني مفادها: “سمعت أن دبي تعتبر موقعاً جيد للأعمال التجارية. أريد أن أقوم بزيارتها، والقيام ببعض الأعمال، ثم أعود للمنزل.” وأوضح توليدو أن “الكثير من الأشخاص يعتقدون أن دبي مكان للأغنياء، وأنهم إذا أتوا إلى دبي، سيجدون الذهب على الطرقات. ولكن الأمر لا يشبه ذلك، بل هو عمل شاق.”
وقال خبراء إن الطلب على الجراحة التجميلية يزيد بشكل كبير. وأشارت هيئة الصحة في دبي، في العام 2012، إلى أن السياحة الطبية ساهمت بنسبة 8.7 في المائة من إجمالي إيرادات القطاع الصحي، مع إقبال الكثير من السياح على الجراحة التجميلية.
وقالت الإستشارية في الجراحة التجميلية فاسيليكا بالتاتيناو إن “السوق ينمو بسرعة كبيرة”، مضيفة أن “سوق الرعاية الصحية في دبي، من المتوقع أن ينمو بنسبة 11.4 في المائة خلال العامين المقبلين.”
وبينما تعتبر دبي واحدة من أكثر المدن المتعددة الثقافات في العالم (200 جنسية مختلفة في الإمارة)، ليس من المستغرب أن يلاحظ الجراحين التجميليين استعداد ديموغرافياً واسع النطاق للخضوع للعمليات الجراحية التجميلية.
وأضاف توليدو أنه في العام الماضي، عاين مرضى من 73 جنسية، ما يعتبر رقماً قياسياً، مشيراً إلى أن “رغم من المرضى الذين يأتون من أماكن بعيدة مثل أفريقيا وشرق أوروبا، إلا أن الغالبية تأتي من دول مجلس التعاون الخليجي، وخصوصاً السعودية.
من جهته، قال دياموند إنه أجرى عمليات جراحية للكثير من النساء السعوديات، اللواتي يرتدين الحجاب التقليدي، موضحاً أن النساء في الشرق لديهن شعور بالشغف، حتى يظهرن بشكل جميل، بقدر ما تفعل النساء في الغرب.
ويذكر أن النساء لسن فقط اللواتي تسعين لتجميل وتحسين مظهرهن، إذ أفاد خبراء التجميل عن رؤية عدد متزايد من الرجال في عيادات الجراحة التجميلية، فضلاً عن نسبة كبيرة من المراهقين.