حشدت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حولها 10 دول من أجل عمل مشترك ضدّ “داعش” ولكن وفقا للمحللين فإنّ الأم من ذلك هو تلك الدول التي تحيط بموقع نشاط التنظيم أي في الشرق الأوسط.
ولا توجد سوى تركيا من ضمن الدول التي جمعتها واشنطن، تقع على خط الجبهة مع التنظيم الذي أعلن نفسه “خلافة إسلامية” أما البقية فلا حدود جغرافية ولا خلفية ثقافية تجمعها به.
والثلاثاء يجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بنظرائه من الشرق الأوسط للعمل على بناء تحالف في المنطقة يكون كفيلا بهزم “داعش.” ووفقا لرئيس دراسات الشرق الأوسط في معهد لندن للاقتصاديات فواز جرجس فإنّ” العنصر الأهم في هذا التحالف هو المحلي والإقليمي. والولايات المتحدة وحلفاءها لن يضعوا أقدامهم على الميدان فأمر القتال سيكون موكولا للعراقيين والأكراد والسوريين أساسا .”
قطع “الهواء الاجتماعي” عن داعش
وأضاف أنّ أهم ما يمكن القيام به هو قطع الهواء والأوكسيجين عن داعش الذي رسّخ قدمه في تجمعات السنة على أساس أنه المدافع عنهم. ولذلك يتعين أن يتم إقناع العرب السنة بأنّ التنظيم عدو لهم أيضا ويمر ذلك عبر دقّ إسفين بين هؤلاء وداعش.”
ولذلك، وفقا لفواز جرجس، فإنّه يمكن للملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية دور مهم جدا لأنهما بلدا غالبيتين سنيتين ومن ضمن المقيمين هناك ضباط سابقون من الجيش العراقي فروا من بلادهم أثناء وفي أعقاب الغزو الأمريكي عام 2003. وأستطيع أن أراهنكم على أنّ مسؤولين أمريكيين وسعوديين وأردنيين يعملون على مدار الساعة في محاولة لإقناع هؤلاء بالانضمام لتحالفهم.”
الدور السعودي الأبرز
وقال محللان على صحيفة نيويورك تايمز إنّ المملكة العربية السعودية هي السلطة الوحيدة في المنطقة التي تملك القوة والشرعية لهزم داعش.” وقال نواف عبيد من مركز بلفير في هارفارد وسعود الشرهان من مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية إنّ السعودية “اقتلعت على نحو فعال تنظيم القاعدة من داخل أراضيها كما أنها الوحيدة التي لديها شكل فريد من المصداقية الدينية والشرعية.”
واعتبر السفير الأمريكي السابق دنيس روس أنّ وضع المملكة العربية السعودية في مركز القيادة لا يمكنه إلا أن يدعم شرعية الحملة على داعش ” داعيا الدول العربية إلى توفير الدعم العسكري بما فيه قوات مسلحة وتجهيزات وتدريب وتشجيع العشائر والجهود الاستخباراتية والدبلوماسية وحتى الدينية للتأثير على داعش.”
كيف يمكن ضمّ إيران؟
ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى تحالف يضم إلى جانب بعضهما البعض كلا من المملكة العربية السعودية وإيران، وفقا لأستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن ستيفن بيدل.
وأضاف أن الشرق الأوسط “يتميز بخطوط مصالح ونزاع خاطئة فعندما اصطف المسلمون خلف الخطوط السنية والشيعية وجدت السعودية وإيران نفسيهما منفصلتين وعمليا قادتا حروبا بالوكالة ضد بعضهما البعض.”
ويعتقد تريتا بارسي رئيس المجلس القومي الأمريكي-الإيراني أنّ إيران مجهزة بشكل أفضل من السعودية فيما يتعلق بمواجهة داعش. لأن لدى الإيرانيين خبرة أكثر بالقتال ولاسيما مع نوعية المعارك التي يخوضها تنظيم داعش وكذلك مقاتلة المليشيات في حروب الشوارع .”
لكن مايكل روبن الباحث في معهد المؤسسات الأمريكي حذّر من مغبة أن تنسق الولايات المتحدة مع إيران لأن “إيران لا ترغب حقا في هزم الإرهاب.”
وماذا عن سوريا؟
والحالية الآن تعكس نجاحا لنظام بشار الأسد، وفقا لبعض المحللين ومن ضمنهم ربيكا أبو شديد، من مشروع ترومان التي أضافت أنّ “النظام السوري مدعوما بإيران، سمح لداعش بالامتداد حتى يضع أمام الولايات المتحدة وأوروبا خيارا صعبا. ولذلك فإنّ جميع الأطراف في هذه الأزمة يتحملون جزءا من المسؤولية إزاء الوضع الذي نواجهه وعلى سبيل السخرية أنّ إيران الآن تريد من الولايات المتحدة أن تقاتل وحشا خلقته بنفسها.”
وعلى هذا الصعيد، قال الباحث في معهد كاتو جاستن لوغن إنّ دول الخليج العربية ترغب في رؤية سقوط الأسد لكن ألا تساعد الغارات الجوية الأمريكية على معاقل عدوه في تقويته وتعزيز موقفه؟ لذلك سيكون هناك الكثير من الاختلافات بشأن هذه النقطة” وهو ما سيخلق “تعقيدات دبلوماسية جمة” وفقا لكريستوفر شيفيز من مؤسسة راند، الذي أضاف أنه من “غير المرجح بصفة كبيرة أن تنسق واشنطن مع دمشق وطهران مباشرة والتركيز سيكون في العمل مع البشمرغة والقوات العراقية.”