قلما تحظى المرأة بالرعاية الصحية خلال مرحلة سن اليأس، رغم الأرقام المخيفة التي تصف الأمر. تعاني نصف النساء من الاكتئاب، وثلثهن من القلق، إضافة إلى أن عدداً كبيراً منهن ترهقه أعراض الإنهاك والتعرق الليلي والآلام العضلية، وقد يعاني من أعراض أكثر جدية كترقق العظام والهبات الساخنة، بحسب الدراسات الحديثة.
وتضيف الأرقام أن حوالي ثلث النساء يتغيبن عن العمل لفترات متفاوتة خلال سن اليأس، كما أن واحدة من كل خمسين امرأة تضطر لأخذ إجازات طويلة بداعي المرض، وتترك واحدة من كل عشر عملها بشكل كامل وتحظى بتقاعد مبكر، وحتى في المجتمعات المتقدمة فإن حوالي ثلث النساء اللواتي يلجأن للطبيب بسبب الأعراض المزعجة لا يناقشن مسألة “توقف الطمث” و”سن اليأس” معه، ويتعامل الأطباء مع المشكلة ببرودة وباعتبارها مرحلة عابرة وطبيعية.
وتقول حوالي 28% من النساء، في إحصاءٍ كتبت عنه “ديلي ميل” وشمل أكثر من ثلاثة آلاف امرأة، إن الأعراض التي عانين منها خلال فترة انقطاع الطمث كانت شديدة جداً بحيث إنها منعتهن من ممارسة حياتهن بشكل طبيعي، يحدث ذلك غالباً في سن الـ51، لكن العديد من النساء يصلن لسن اليأس أبكر في الأربعينات من العمر، كما أن 6% من النساء يتوقف الطمث عندهن قبل سن الأربعين.
الجدل الذي لا ينتهي عن الهرمونات الأنثوية
ولا ينتهي الجدل الطبي بخصوص العلاج الذي يجب أن تحظى به المرأة خلال سن اليأس، فبعدما كان اعتماد علاجات هرمونية تعوض المرأة بالهرمونات الأنثوية التي يتوقف إنتاجها مع توقف الطمث (الإستروجين والبروجسترون) بشكل شائع، صعقت دراسة ظهرت عام 2002 الأطباء حينما زعمت نتائجها أن هذا العلاج يمكن أن يسبب سرطان الثدي وأمراضاً قلبية مميتة، وربطت دراسات أخرى في ذات الفترة بين هذه العلاجات وبين الإصابة بسرطان الرحم.
منذ ذلك الحين، انخفض استخدام هذا العلاج بنسبة تفوق النصف، رغم أن دراسات متتالية ادعت العكس، ورفضت وجود رابط بين العلاج الهرموني وسرطان الثدي، وقالت إن استخدام هذه الهرمونات بالطريقة الصحيحة يقي المرأة من الإصابة بالنوبات القلبية، ويحميها من ترقق العظام ولا يصيبها بسرطان الرحم، عدا عن كونه يخفف من الأعراض المزعجة التي تصيب المرأة خلال سن اليأس.
وظل الأمر موضع جدل ولم يحسم العلم أمره تماماً بسبب نقص البيانات، إلا أن توصيات معظم المراكز والمنظمات الصحية تعتقد أن فوائد هذه الهرمونات تتفوق على مخاطرها أحياناً، وتجيز استخدام العلاج الهرموني في الحالات التي تعاني منها المرأة أعراضاً تؤثر على حياتها الطبيعية، خصوصاً فيما يخص الهبات الساخنة وترقق العظام، أو بخصوص النساء اللواتي يصلن لسن اليأس باكراً قبل الأربعين من العمر.