مرسلة من صديق الموقع فريد البدري

في فلم قصير ردئ التصوير مأخوذ من كاميرا تلفون نقال (أشك في أنه نوكيا لردائة الفلم ) قتلت ندى أمام الكاميرا برصاصة قناص من الباسيج الايرانى وهو بالتأكيد محافظ ضد التجديد وضد بنطلونات الجنز (كالذي ترتديه ندى)…لايري هذا القناص أن في الجينز إصلاحا أو أي شكل من أشكال الثورة والتجديد… بل لعله كان يعتبر نفسه أنه أطلق الرصاصة على أهم رمز للامبريالية … رغم أن المفارقة المدهشة في الموضوع وهي أن المتعارف عليه أن الامبريالية عدوة الشعوب وليست عدوة الانظمة , لكن في المشهد الايرانى يختلف الوضع ينعكس 180 درجة , كل شئ في ايران يختلف …الكافيار … السجاد …الزعفران … المتعة … فلم ندى الردئ مازالت تتبناه كل قنوات الغرب وأمريكيا بلا استثناء … مازال الحدث الرئيسي وحصاد الاخبار في السي أن أن وسكاي نيوز ومواقع الانترنت من يوتيوب وليف ليك وغيرها … بينما هناك خبر صغيرإحتل حيزا شديد الخجل في نشرات الاخبار فهو يتحدث عن أكثر من 70 قتيلا عراقيا فقط في اليوم الدامي ببغداد واكثر من 200حريح 200 جريح كلهم من المدنيين (عملية لم يتبناها أي فصيل من المقاومة بل صدر بيان مشترك من عدة فصائل حمل حكومة المالكي والامريكان مسؤولية التفجير) طبعا إعتاد الاعلام الان في نشرة اللطم اليومية علي ذكر اعداد الضحايا في العراق بدون كسور يعنى إذا كان العدد 74 يعلنون عن 70 من أجل التسهيل والسرعة على المذيع والجرحي كذلك تري العدد في الغالب خمسين او ستين او تسعين او مائه او مائتين وهكذا يدون كسور (اسهل حسابيا بالنسبة للجمع والطرح والدفن).. ويعود المذيع لمتابعة الحديث بإسهاب عن ندى وأحلام ندى ومن أي زاوية جاءت الرصاصة وكيف ومتى وعن أخر كلمة قالتها وابيها الذاهل إليها ليسعفها مستطيرا تمتد منه اليدان والخ…في موضوع ذو صلة رامبوا هوليود الذي قتل 300 مليون فيتنامي خلال ساعة وسبعة وخمسين دقيقة فقط والمالبورو والجينز وثقافة راعي الابقار أقتحموا شوارع بغداد قبل 2003 بكثير واستولوا على مخيلة العراقي الذي وجد نفسه عند سقوط بغداد أنه لم يكن يشك أبدا أن الدبابة الامريكية التى كانت تقذف بحممها من علي الجسر وأمام عدسات التلفاز كان يقودها سلفستر ستالون بشحمه ولحمه وكان هذا العراقي المُحتل عقليا ومستباح إعلاميا قبل أحتلاله عسكريا بفترة طويلة ينظر عاجزا إلي هذه الدبابة وهو يهمس لاصحابه (خـ … بعرضة رامبوا هذا … هو بفيتنام طشرهم بسكين بس بسكين … هلنوب جايينا بدبابة … ياويلي يالله وش راح يصير بينا…ياعلي ) …
نفس السيناريو حدث لوسائل الاعلام الغربية والامريكية في متابعة أحداث التبت وخصصت هذا الوسائل مساحة هائلة لثمانين بوذيا قتلهم البوليس الصينى علي مراحل وفي فترات متباعدة … في حين غض هذا الاعلام النظر عن أكثر من مليون ونصف عراقي ماتوا بعد (تحرير بغداد وحتى الان) واكثر من مليون طفل آخر قتلوا اثناء الحصارفي الفترة الواقعة مابين 1991 و 2003 … طبعا 80 قتيلا في الحسابات العراقية اليومية هي فقط عبارة عن حصيلة نصف نهار في بغداد فقط دون حساب لقتلي الضواحي والمدن الاخري … او مجرد رقم في جعبة قناص مستعجل لم يسعفة الوقت لقطف مزيد من الرؤوس … هو متعب وعليه العودة سريعا هذا المساء غير عابئ بالعشرات الذين اصطادهم والذين لن يعودوا إلي بيوتهم أبدا …
بوذا هذا حظي بنفس الشعبية أيضا في الاعلام الغربي عندما أحاطت بتمثاله في باميان مجموعة من الطلبه تكره التماثيل وأعلنت ان فتح كابول كفتح مكة تماما لا لهبل والعزة واللات ولا لتمثال بوذا فنسفته نسفا أضر بسمعة الطلبة (الاعلام العربي ) وبرهنت أن الاسلام ليس دين سلام ولا تسامح (الاعلام الغربي) وأحزن بنى بوذا كثيرا (الاعلام الصيني) لكن بوذا بقي حيا في قلوبهم يشحذ الخبز كل صباح من افقر فقراء الارض في القري الصينية ذات الجهل المركب … وفي الوقت الذي كبلت به وسائل الاعلام مليار مسلم كان الطلبة وحدهم هم الطلقاء … فالجينز ليس مرحبا به في أي مدينة أفغانية (ولا حتى كملابس داخلية تحت الشادر) ولا المارلبورو الذي تحتقره حتي نسائهم , كما أن رامبو نفسة كان أضحوكة عسكرية سبقة رامبوا الروسي والفرنسي والبريطاني لذا كان الاعلام أبعد من أن يصلهم , أصلا هم بدون كهرباء وأي أتصال خارجي مستحيل, الواصل والمتواصل فيهم والمطلع على الاحداث هو في الغالب شخص واحد في القرية لدية راديو صغير ببطاريات قلم يلتقط في المساء (حسب الجو) موجة راديو محلي في وادي سوات , ويلتف حولة كل سكان القرية ليستمعوا باستغراب كيف يصدر كل هذا الصوت من هذه العلبة الصغيرة … ( في صورة مشابهة يقال أن مختار قرية فلسطينىية أطلق النار على راديو القرية الوحيد في المقهي بعد أن سمع مذيع البي بي سي الناطقة بالعربية يزف بشري سقوط برلين ودخول قوات الحلفاء إليها … أطلق النار وسط تكبير الحشد وهو يردد كذبت ياعدو الله ,هتلر لم يهزم هتلر لن يهزم يلعن ديــ … أبوك …) بدا واضحا أن المذيع أخطأ الزمان والمكان ليزف بشراه …أم أن مختار القرية والقرية والحشد كانوا في الزمان الخطأ والمكان الخطأ …
محمد الدرة مزقة الرصاص أمام الكاميرا مباشرة … وتعالت صيحات المارة راح الولد راح .. مات الولد مات … واحتل حيزا صغيرا في ذاكرتنا وفي الاعلام المحلي والعربي والدولي .. ثم… راح الولد راح …مازالت السلطة الفلسطينة بصدد إصدار الدرة كطابع بريدي فئة خمسة شيكل …
في مشهد من فلم أمريكي قديم بعض الشئ يتحدث عن أسر العراقيين لجندي أمريكي أثناء حرب الخليج الاولي … يظهر في المشهد محقق عسكري عراقي يُعرض الاسير لصدمات متواصلة من الكهرباء في محاولة لانتزاع اعتراف منه..(طبعا الجندي الامريكي كان أسطورة في الصمود وروعة في التحمل والتضحية ) .. المهم أن محور سؤال المحقق العراقي كان شديد الغرابة ومنطقي إلي حد الذهول … (رغم ان الفلم أمريكي ) .. كان السؤال هو لماذا جعلتم أيها الامريكيين مايكل جاكسون يكرة لونه ؟ … ولم يكن الاسير يجد جوابا سوي الاستغراب الشديد وطلبه أن يكرر السؤال …وكانت تتكرر الصدمات الكهربائية …
مايكل جاكسون كرة لونه فعلا ودفع مبالغ طائلة وجزء كبيرا من ثروته من أجل ان يغير لونة ويصبح أبيضاً في سابقة استثنائية في التاريخ لم يسبقة بها احد … فلم يسجل عن أحد أسود أنه كان مفتونا بالرجل الابيض إلي هذا الحد أو رجل كان شديد القرف من لونه الاسود لهذه الدرجة …كانت محاولة للتحرر من عبودية الروح بتغير لون الجسد ففي الوقت الذي تم فيه إلغاء قوانين الرق تحرر الجسد وظلت الروح تراوح مكانها في خدمة السيد الابيض , كانت محاولة أيضاَ للتحرر من دعاء سيدنا نوح الذي دعا علي إبنه يافث بأن يجعله الله عبدا وخادما لاخوية سام وحام (إسرائيليات) لانه سخر من عورة أبيه .. مايكل جاكسون أيضا كان عبدا لوكلائه اليهود الذين استعبدوه (حسب اعترافه هو) حتى النخاع ورغم أنه باع 750 مليون اسطوانه (رقم قياسي) من أعماله فإنه كان مديونا ب500 مليون دولار سدد منها لهؤلاء مبلغ 400 مليون قبل ان يعاجله نقص الاوكسجين ….
التنصل من العروبة أو الشعور بثقلها الكئيب (أنا ياصديقتى مثقلٌ بعروبتى –درويش ) يشبه محاولة مايكل المسكين …في التنصل من لونه .. وإن كان هذا المسكين قد نجح إلي حد ما في تغيير لونه (خال فاتح قليلا) إلا أن الانسلاخ من العروبة ضرب من المستحيل مهما فعلت رغم ان غريمنا واحد وهو اليهود …(طبعا هذه غريبة نوعا ما لان كلانا أولاد سام إحنا واليهود , ولكن العقدة هنا هي أننا من نسل الخادمة وهم من نسل الست – زوجات سيدنا إبراهيم – يعنى مجرد خلاف عائلي بين أبناء العمومة) وافتتاننا بالرجل الابيض واحد … ومقتنا الشديد لانفسنا واحد … والاهم من ذلك أن الكاميرات التى صنعت مايك (مايك حاف كذا لانى أخذت عليه خلاص) هي نفسها التى تصنع طريقة تفكيرنا واسلوب حياتنا وتقييمنا وحكمنا للاشياء … هي نفس الكاميرات ولكن بزاوية ورؤية مختلفة قليلا …هذه الكاميرات قد تضع مليار ونصف مسلم في كفة و ندى الايرانية أو الثمانين بوذياً في كفة أخري إذا رأي صانع القرار الغربي و الامريكي أن ندى أكثر أهمية لانها تلبي نداء المجتمع الدولي في التعجيل بإقفال ملف إيران النووي أو لاي مصلحة غربية تخدم سياسات أوربا وأمريكيا في منطقتنا … أما المليار مسلم فعلي روؤسهم (أقفالها – أنتروبيا) وهم أخف وزنا من ندى وبنطالها (يقال في اللغة بنطالها إذا كان ضيقا وبنطلونها إذا كان فضفاضا ) الجنز…
يقال أن العزاء بعد مرور ثلاثة أيام يُعتبر شماتة ( مثل صينى يردده أهل الشام) فلننسي الفقيد مايك إذن ولابأس أن نعزي أنفسنا بنا وبعروبتنا فسرادق هذا النوع من العزاء ستبقي قائمة إلي يوم الدين .
جعل الله عروبتكم آخر الاحزان إن شاء الله …

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫23 تعليق

  1. عزيزي فواز اولأ اشكرك ثانيأ الموضوع شوية طويل ولكن الغبن والحق والعدالة بين ناس وناس و موضوع تافه يكبروه وانسان يصوروه كأنه المنقذ طبعأ ينراد جريدة شرح لان شوية اخوك تعبان اشكرك مرة اخرى

  2. رغم ان الموضوع طويل الا انني اشيد فيه بدقة الوصف وحسن المقارنه
    بواقعنا المرير ولو انه تطرق الى المعادله الشاليطيه ومقارنتها بواقه الامه
    التليد , في قيمة الانسان العربي تلك القيمه التي رسمها الساسه العرب المراهقين .
    شكرا لك اخي فريد – وان سمح الوقت سنرى قصيده للقباني تشمل الموضوع
    بطريقه دقيقه ووافيه .

  3. شكرأ لك اخي ايها الفجر العظيم تحياتي لك وشكرأ لكل الاخوة عبد الوهاب والاخ فواز والاخت العزيزة المحترمة حنان الرائعة بكل احاديثها كلكم ورود

  4. مساء الخير موضوع طويل لواقع مرير فمهما كتبنا أخ فريد فلا العقل سيستوعب ولا القلم سيعبر فما في القلب هو في القلب ،وما تريده أمريكا هو الماشي عبر الزمان،الم تجعل من نفسها الضحيه في فيتنام وعملت الآف من أفلام الرامبو الذي كنا نحن العرب أول مشجعيها ومحبيها ومصدقيها مع أن اميركا هي المعتديه والمحتله فصورت لنا الفيتناميين وكأنهم وحوش بشريه تمشي على الأرض ،هذا هو الأعلام الغربي سيدي الكريم ومعه الأفلام الهوليوديه ،فأين نحن وأين أمريكا،لكن مازال هناك عدالة السماء فلما اليأس فمن لا يأخذ حقه في الأرض يعطى في الآخره فلا تيأس من عدالة الله،فلله يمهل ولا يهمل ،تحياتي أخ فريد

  5. شكرأ لك اخت ايلين الوردة الصباحية تحياتي لك بالتوفيق وتعليق جميل

  6. شكرا الك اخ فريد،موضوعك بيستاهل التعليق ، يعني هو اللي استفزني بشكل ايجابي وعلقت ،تحياتي

  7. يا البدرى
    تعجبنى مواضيعك وطريقة كتابتك , لكننى إكتشفت إنك عدو للعرب وتريد أن تتشمت بنا !!!
    فعروبتنا ماتت منذ ٦٢ عام وأنت تعزينا اليوم ؟

  8. البقيه بحياتك،اخي العزيز كلنا لها ،ياما دقت على الراس طبول،والفريد ما قصدو تفتيق جروحنا،

  9. hahahhahah
    أهلين سندريلا حلوه منك
    مع إنى لسبب غريب أرى الحزن والوحده فى شخصيتك من خلال كلماتك !

  10. يعني الواحد بيجي ليرفه عن حالو بينصدم بأشياء اصعب ،فيبحمد الله على ما بلاه ،لأنوفي اشياء اصعب من مشاكلي اللي صرت حسها تافهه قياسا لما يحصل في العالم فأعود وأشكر ربي على كل شي أخي الكريم

  11. يعنى توقعى كان فى محله ؟
    بس لازم تعرفى الناس لها عقليات وأفكار مختلفه , وصعب ترضى الكل !

  12. اكيد عزيزي فلو كل البشر على عقول واحده ما كان الصدام بينا ،بس انت شو قصتك دايما تعليقاتك مهضومي،بس ما كو عديتك

  13. كلامك صحيح 100%
    لكن أنا هو لأنى لا أتنكر أبد !
    عادة أنتقد الموضوع بأسلوب ساخر حتى أوصل ما أريد وثانيا حتى أخفف من هم الناس إللى زهقانه من الغربه وحياة الجد طول النهار !!
    على الرغم من هناك شخص حاربنى بدافع الغيره , وبعد ما غاب هناك مؤيدات له إستمررن فى إتباع نفس الأسلوب لكنى لا أرد !!!
    ما يفرحنى إن هناك من الأخوه والأخوات أصبح يقلد طريقتى فى النقد وهذا شئ جميل لوأعرف إنك ذكيه وتلاحظين كل شئ .

  14. خلص وصلني الجواب،،وعرفت قصدك أو خليك متل ما أنت علشان الناس الي متلي الي جايين للترفيه مو للصدمه ،انا ذكيه بلقطها على الطاير،اذا بدك بقلك اسمو او اسم اللي جابو او كم مره بيطلع بليوم ا و مين اتباعو،بس انا ما بحب المشاكل ،ههههه

  15. اخ فريد
    موضوع شيق و حزين و موضوعي
    كفيت ووفيت
    نقدك اللاذع و الساخر في موضوع سياسي
    اكثر من رائع

  16. يعني مااحكي قضيهاضحك
    ههههههه هييكك بيقولو عني هبلا
    او هيك بسسير غبيه مش ذكيه يا بيلدوزر

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *