حذر وزير الخارجية السودانى علي كرتي الأمم المتحدة من “مغبة المساس بسيادة بلاده”، مطالبا إياها “اﻻلتزام بمهامها المحددة وفق المواثيق الدولية أو مغادرة بعثتها البلاد”.
وجدد كرتى، في تصريح للإذاعة السودانية، السبت، رفض السودان إعادة التحقيق حول مزاعم محطة “راديو دبنقا” التي تتبع للمتمردين، بوقوع حاﻻت اغتصاب بمنطقة تابت بولاية شمال دارفور.
وأعلن كرتي أن إعادة التحقيق يقصد منه “إدانة السودان بعد أن تمت تبرئته في التحقيقات السابقة”، التي أجرتها بعثة حفظ السلام المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي (يوناميد)، مشيرا إلى أن هذه المزاعم “تهدف لإيقاف العودة الطوعية للنازحين واللاجئين لمناطقهم وقراهم بعد أن عمها السلام واﻻستقرار والتعمير”.
وكانت تقارير إعلامية أشارت في وقت سابق إلى وقوع عملية اغتصاب جماعي لنحو 200 امرأة على يد قوات سودانية، في منطقة تابت بولاية شمال دارفور.
ورفض السودان في البداية السماح لـ”يوناميد” بزيارة القرية للتحقيق في مزاعم الاغتصاب، لكن القوات سمح لها فيما بعد بزيارة القرية ولم تعثر على أي أدلة تدعم التقارير الإعلامية، لكن الأمم المتحدة شكت من التواجد الكثيف للجيش السوداني أثناء مقابلات “يوناميد” لضحايا الاغتصاب المزعوم.
وطلبت الأمم المتحدة إعادة إجراء التحقيق في الحادث بالمنطقة ذاتها.
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم القوة أشرف عيسى إن البعثة تلقت “ملاحظة شفهية من الحكومة السودانية تشير إلى الحاجة إلى وضع استراتيجية للانسحاب من السودان”.
وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن إن هذه الملاحظة يمكن أن تنتهي إلى اتخاذ موقف صارم يتمثل في إنهاء عمل البعثة، وقالوا إن الخرطوم لم ترغب يوما في وجود بعثة لحفظ السلام على أراضيها.
وتم نشر قوة يوناميد في إقليم دارفور غرب السودان منذ عام2007، وشاعت الفوضى في عدة مناطق في دارفور بعدما حمل متمردون أغلبهم من القبائل الإفريقية السلاح في عام 2003 ضد حكومة الخرطوم متهمين إياها بتهميشهم.