(رويترز) – دعا شيخ الأزهر يوم الأربعاء التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد إلى استنفار كل طاقاته للقضاء على الإرهاب بكل صوره والتصدي للدول الداعمة له.
وكان الشيخ أحمد الطيب يتحدث أثناء افتتاح مؤتمر بعنوان “الأزهر في مواجهة الإرهاب والتطرف” الذي ينظمه الأزهر الشريف على مدار يومين بالقاهرة ويأتي في إطار تحركات المؤسسات الدينية في العديد من البلدان الإسلامية لمواجهة تمدد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال الطيب “على التحالف الدولي أن يستنفر كل طاقاته المادية والمعنوية للقضاء على هذا الإرهاب بكل توجهاته ومذاهبه ومدارسه.”
كما دعاه إلى “التصدي للدول التي تدعمه وتقف وراءه وتمده بالمال والسلاح” مشيرا إلى أن التحالف بذلك “فإنما يدافع عن شعوبه أولا قبل أن يدافع عن شعوب الشرق.”
واستولى تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة في سوريا والعراق وأعلن إقامة خلافة إسلامية عليها وأثار توسعه السريع والمباغت قلقا على الصعيدين الدولي والعربي.
ويشن التحالف الدولي ضربات جوية ضد مقاتلي الدولة الإسلامية منذ أغسطس آب بهدف تقليص رقعة الأراضي التي يسيطر عليها.
ويتطابق موقف الطيب إلى حد كبير مع الموقف الرسمي المصري الداعي لتوسيع الحملة الدولية لتشمل كل التنظيمات المتشددة في منطقة الشرق الأوسط وألا تقتصر على تنظيم الدولة الإسلامية فقط.
وقال الطيب “ليست داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) هي الفصيلة المسلحة الوحيدة على الساحة بل هناك مليشيات أخرى طائفية تذبح وتهجر قسرا في العراق وسوريا واليمن وهناك طوائف مذهبية تحاول جر الأوطان إلى ولاءات إقليمية خارجية باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان كما يحدث في البحرين مثلا.”
وتتهم حكومات ومنظمات دولية وحقوقية تنظيم الدولة الإسلامية الذي انشق عن تنظيم القاعدة بارتكاب فظائع مثل استعباد وذبح الأقليات والمخالفين لأفكاره مما تسبب في معاناة شديدة بالمناطق التي سيطر عليها.
وقال الطيب مدافعا عن صورة الإسلام الصحيح إن التنظيمات المتشددة مثل الدولة الإسلامية “طرأت علينا وعلى بلادنا وحضارتنا وثقافتنا وتجاوزت كل الحدود التي وضعتها الأديان والأعراف الإنسانية.”
وأضاف أن “هذه الجرائم البربرية النكراء ما لبثت أن تدثرت بدثار هذا الدين الحنيف… في محاولة لتصدير صورة إسلامهم الجديد المغشوش بحسبانه دينا جاء للناس بالذبح وقطع رأس كل من يخالفه أو تهجيره من دياره.”
وتابع “هذه الصورة الكريهة الظالمة لديننا الحنيف طالما كانت أملا تمناه أعداء الإسلام وانتظروه… واغلب الظن أن هؤلاء الأعداء سوف يواجهوننا اليوم بهذه الصورة الشوهاء.”
ويشارك في مؤتمر الأزهر نحو 600 من علماء المسلمين من دول مختلفة ورؤساء كنائس شرقية وعلى رأسهم البابا تواضروس الثاني بطريرك الأقباط الأرثوذكس بالإضافة إلى ممثلين عن بعض الطوائف الأخرى.