أمّنت الداخلية الفرنسية، ليلة الخميس إلى الجمعة الماضيتين، الحماية والحراسة المشددة لعميد مسجد باريس الكبير، الجزائري دليل أبو بكر، الذي تعرض إلى التهديد العلني من قبل تنظيم “داعش”، الذي نشر، نهار الثلاثاء الماضي، شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يهدد فيه كلا من عميد مسجد باريس الكبير ورئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الدكتور دليل أبو بكر، إلى جانب إمام مسجد “درانسي”، حسن شلغومي، بالقتل، واصفا هذين الأخيرين “بالإمامين والزعيمين المنافقين”.
ودعا داعش الشباب بفرنسا للقيام بـ”المهمة”، حسب ما أظهره شريط الفيديو الذي اهتمت وزارة الداخلية الفرنسية بمسحه وحذفه بصفة نهائية من روابط التواصل الاجتماعي.
وجاء طلب الحماية الشخصية من رئيس المرصد الوطني ضد الإسلاموفوبيا بباريس، عبدالله زكري، الذي أوضح لصحيفة “الخبر” أنه بمجرد رؤية شريط الفيديو على شبكات الإنترنت، تم الاتصال بمستشاري الداخلية الفرنسية من أجل تأمين الحماية الشخصية لعميد مسجد باريس الكبير، دليل أبوبكر، مع وضعه تحت الحراسة المشددة، خاصة أنها تعد المرة الأولى التي يتم فيها استهداف ممثلين للجالية المسلمة بفرنسا، بذكر أسمائهما علنا، فيما أضاف أن إمام مسجد “درانسي”، حسن شلغومي، يخضع منذ سنتين إلى الحماية الشخصية.
وعلى صعيد آخر، أفاد عبدالله زكري بأن الأرقام المسجلة للاعتداءات العنصرية ضد المسلمين إلى غاية 31 يناير الماضي فاقت الخيال، وبلغت سقف 199 اعتداء في حق المسلمين في فرنسا، مباشرة عقب الهجمات المسلحة الأخيرة التي عرفتها باريس، وذلك بارتفاع بنسبة 155 في المئة، مقارنة بتسجيل 133 فعل طيلة سنة 2014 بأكملها.
يذكر أن الفنان اللبناني “كومبو”، من أب مسيحي وأم مغربية مسلمة، والمعروف على الساحة العالمية بأعماله الفنية ورسوماته على الجدران الخارجية بأرصفة الشارع، اعتدى عليه، نهار الأربعاء الماضي، مجموعة من الأشخاص المتطرفين بمنطقة “مونت مارت” بباريس، وذلك مباشرة بعد انتهائه من رسم الرموز العقائدية الثلاثة معا: الصليب بالإشارة إلى المسيح، والنجمة المقابلة لليهود، وهلال العقيدة الإسلامية على الجدران، مع إرفاق هذه الرسومات بصورته مرتديا القميص.