العبارة التي قالها داعية سعودي وانشغل بها العالم

أينما تتجول في وسائل الإعلام، من التشيلي في أقصى جنوب أميركا اللاتينية، حتى ألاسكا وراء الشمال الكندي، مروراً بروسيا وأوروبا وإفريقيا، إلى بلاد الشرق البعيدة في آسيا، تجدها تتحدث منذ يومين عن الداعية السعودي، الشيخ بندر الخيبري، وبالذات عن فيديو ظهر فيه مؤكداً “بالدليل” أن الأرض ثابتة لا تتحرك، والشمس هي التي تدور حولها في الفضاء، بعكس ما يقول العلم منذ قرون، ومعه الأرض بمن عليها.
ومن غريب الصدف أن ما ذكره الشيخ الخيبري، كان في محاضرة ظهرت تفاصيلها “أون لاين” باللغة العربية الأحد الماضي، وتاريخه مهم، ففيه ولد عالم الفلك الإيطالي غاليليو غاليلي في 15 فبراير 1564 بفلورنسا، وهو الذي اخترع أول منظار، وأثبت به أن الأرض ليست مركز الكون، بل تدور كغيرها حول شمس هي الثابتة، فحاكموه بالهرطقة، لتعارض ما قال مع الإنجيل، وأجبروه على إعلان التوبة مع تهديد بحرقه على الطريقة “الداعشية” وهو حي، فأعلنها وتاب، إلا أنه خرج وهو يهمس: “لكنها تدور”، طبقا لما يكتبون.

“لو كانت الأرض تدور لكانت الصين تأتي”
أما عن الشيخ الخيبري، فقد ترجمت صحف ومواقع إعلامية كثيرة في العالم ما قاله إلى لغاتها، ساخرة متهكمة، وبثت في مواقعها الفيديو الذي ظهر فيه متحدثا، وتبثه “العربية.نت” الآن ليستمع قراؤها إلى ما شغل به العالم، خصوصا عندما أعطى أمثلة تدعم زعمه بأن الأرض ثابتة، وفيها يبدو منطقيا لمن لا يعلم بأنها حين تدور، تجر معها غلافها الجوي ليدور معها أيضا، وبكل ما فيه: طائرات وسحب وطيور وهواء، وما لا تدركه الأعين من ذرات وحشرات وهوام، ومما لا نعلم.
ذكر في المثل الذي استخدم فيه وعاء صغيرا من البلاستيك، أنه لو كانت الأرض تدور، فبالإمكان السفر من مطار الشارقة إلى الصين بطائرة تبقى ثابتة وتنتظر في الجو مرور الصين تحتها، حين وصولها مع دوران الأرض “أما لو كانت الأرض تدور فلن تستطيع الطائرة أن تصل إلى الصين” وفق تعبيره، لظنه أن الطائرة الثابتة في الجو لا تدور مع الأرض وغلافها الجوي.
“وما شافوا القمر، كله صنعوه بهوليوود”
هذا الكلام الذي نسمعه بعد 4 قرون من وفاة الفلكي البولندي نيكولاس كوبرنيكوس، صاحب نظرية دوران الكواكب كلها حول الشمس، وكذلك من غاليليو الذي أثبت صحتها بالمنظار الذي اخترعه، نشروه في مئات وسائل الإعلام بالعالم، وصوّرت منها “العربية.نت” ما يؤكد انتشاره بالصينية واليابانية والرومانية والإيطالية، وبالإسباني والبرتغالي والهندي، إلى جانب الفرنسية والإنجليزية طبعاً، وبعضها صنف الخبر تحت خانة breaking news أو “عاجل” تهكما واستغرابا، أو ربما للفت الانتباه إلى خبر غريب.
وبقية ما ذكره الشيخ بندر وارد في الفيديو، ومنه اعتماده آية “والشمس تجري لمستقر لها” كدليل بأنها ليست ثابتة بل تتحرك وتدور حول الأرض، التي هي الثابتة برأيه، إضافة إلى رأيه الأغرب، وهو أن أحدا من رواد الفضاء لم يصعد إلى الجرم الأقرب من الأرض “وما صعدوا إلى القمر، وما شافوا القمر، كله صنعوه في هوليوود ونحن صدقناهم وجرينا خلفهم” كما قال.
وانتهزتها مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات فرصة ذهبية، فتداول المبحرون فيها الجدل حول ما قاله الشيخ الخيبري، وأنشأوا له في “تويتر” هاشتاغ سموه “داعية_ينفي_دوران_الأرض” وتجولت فيه “العربية.نت” ووجدت تغريدات بالعربية وبالإنجليزية، مرفق بعضها بصور وبالفيديو النافي حركة الأرض، ومن يطل على ذلك الهاشتاغ قد يعوض ما فاته من وقت ممتع هذا الأسبوع على الأقل .