نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين قولهم إن مصر ستجبر طائرات الركاب الليبية التي تطير من تركيا إلى العاصمة الليبية طرابلس على التوقف في شرق ليبيا، للسماح للحكومة المعترف بها دوليا بالتدقيق والتعامل مع الأشخاص المحتمل أن يكونوا مقاتلين في صفوف تنظيم الدولة.
وفي خطوة تهدف إلى السيطرة على حركة الطيران المتجهة إلى ليبيا قالت مصر إن الرحلات الجوية بين مدينتي طرابلس ومصراتة في ليبيا إلى كل من تركيا أو الأردن عبر المجال الجوي المصري ينبغي أن تتوقف في شرق ليبيا.
وقال رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني لرويترز إن مصر أغلقت مجالها الجوي في وجه الطائرات التي تنطلق من مطارات غرب ليبيا حتى يتم إجراء معاملات الجوازات والمغادرة من جانب مسؤولين من حكومته في شرق البلاد.
وتابع في إفادة مكتوبة ردا على أسئلة “تم إغلاق المجال الجوي لمصر لكل الطائرات التي تأتي من مطار مصراتة ومطار معيتيقة لأن هذه المطارات خارج سيطرة الدولة. وتقبل دولة مصر الطائرات التي تأتي من مطار الأبرق ومطار طبرق. وسبب إغلاق المجال الجوي هو منع تدفق الإرهابيين إلى ليبيا.”
مسار الرحلات الجوية
وأكد مسؤول مصري في مجال الطيران الحظر على الرحلات القادمة من طرابلس ومصراتة قائلا إن القاهرة لن تتعامل إلا مع المطارات التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها. وأكد موقع مطار معيتيقة على الإنترنت تغيير مسارات الرحلات.
وقال شهود عيان إنه حينما تهبط طائرات ليبية متجهة إلى اسطنبول في مطاري الأبرق أو طبرق الصغيرين في شرق البلاد فإنه يتعين على الركاب النزول لإنهاء معاملات جوازات السفر.
وينبغي على شركات الطيران الليبية التي تسير رحلات إلى تركيا والأردن أن تعبر المجال الجوي المصري حيث أن المجال الجوي اليوناني والقبرصي إلى الشمال مباشرة من ليبيا محظوران على الطيران الليبي.
ورأى مراسل لرويترز يزور مطار الأبرق مسؤولين يتحققون من بطاقات الهوية الخاصة بركاب وصلوا على رحلات من طرابلس.
وفي محاولة لمنع من قد يكونون مقاتلين من الوصول إلى مناطق الحرب في سوريا وليبيا، منعت مصر سفر المصريين إلى ليبيا. ويتعين على الشبان المسافرين إلى تركيا الحصول على تصريح بذلك.
ولم يصدر تعليق رسمي مما تعرب بـ”حكومة الإنقاذ” في طرابلس ولكن قرار مصر إجبار الطائرات على الهبوط في الشرق من المرجح أن يزيد الانقسامات في ليبيا.
وأعرب بعض الليبيين الذين يعيشون في الغرب بعض التحفظات على وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت بشأن وجوب أن يمروا على مطارات شرق البلاد.
ولم تعد شركات الطيران التركية والأردنية تسير رحلات إلى ليبيا.
“حلفاء” ضد الإرهاب
وتؤكد هذه الخطوة على ما تقوم به مصر فيما يتعلق بليبيا لتعزيز حكومتها الشرعية المتحصنة في شرق البلاد، منذ فقدت السيطرة على العاصمة في مواجهة مع ميليشيات مسلحة.
وقصفت الطائرات المصرية أهدافا تابعة لتنظيم الدولة في مدينة درنة في شرق ليبيا الأسبوع الماضي بعدما أصدر التنظيم تسجيلا مصورا يظهر إعدام 12 مسيحيا مصريا.
ويتهم رئيس وزراء الحكومة الليبية المعترف بها دوليا عبد الله الثني الحكومة المنبثقة عن المؤتمر العام المنتهية ولايته بأن لها صلات بالمسلحين. وهي تهم تنفيها “حكومة الإنقاذ” والمؤتمر الوطني العام.
وأعلن مسلحو تنظيم الدولة مسؤوليتهم عن هجمات على بعثات أجنبية في طرابلس، وعن هجوم صاروخي على مطار الأبرق في شرق البلاد وعن هجوم انتحاري مزودج بسيارتين في بلدة القبة في شرق البلاد، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا.