تواصل المحكمة الدولية الخاصة بالنظر في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، الاستماع إلى شهادة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي والزعيم الأبرز للدروز في لبنان، وليد جنبلاط، الذي فجر عدة مفاجآت في الجلسة الأولى، متهما النظام السوري باغتيال والده وتهديد الحريري الذي يمثل “شخصية سنية” قوية، معتبرا أن جميع من كانوا على صلة بالقضية تعرضوا للتصفية.
وقال جنبلاط في يومه الأول من لاهاي، إنه عندما رفض مع الحريري الطلب السوري بالتمديد للرئيس السابق، إميل لحود، “بات في لحظة عدوا لسوريا” واتهمه بعض أنصار سوريا في البرلمان اللبناني بأنه “عميل إسرائيلي” مضيفا: “استخلصت عداء بشار الأسد لي وللحريري” ونقل عن الحريري قوله إن الأسد هدده بالقول: “إذا أراد (الرئيس الفرنسي السابق جاك) شيراك إخراجي من لبنان سأكسر لبنان فوق رؤوسكم.”
ورأى جنبلاط أن الرسائل السورية السياسية كانت دائما تحمل أبعاد المواجهة الجسدية قائلا: “هذا ما حصل مع والدي (الزعيم الدرزي الراحل كمال جنبلاط) الذي رفض دخول الجيش السوري فقتلوه. واستذكرت ما حصل مع والدي عندما التقيت الحريري لذا نصحته بالتمديد.”
وتطرق جنبلاط إلى الأبعاد الطائفية لقضية الحريري فقال إن وزير الدفاع السوري الراحل، غازي كنعان ونائب الرئيس السوري الأسبق، عبدالحليم خدام، كانا يريان في الحريري “شخصية عربية بارزة” مستطردا بالقول: “ولكن شخصية سنية كالحريري كانت تخيف النظام السوري”.
ورأى جنبلاط انه “تمت تصفية كل من عمل أو شارك في عملية اغتيال رفيق الحريري”، بما في ذلك مسؤول الأمن السوري السابق في لبنان، اللواء رستم غزالي، الذي أعلنت دمشق وفاته قبل أيام، إلا أن القاضي قرر عدم اعتبار ما قاله النائب جنبلاط عن المتورطين في اغتيال الحريري بمثابة دليل ما يقدم إثباتات، وفقا لوكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
يشار إلى أن الحريري تعرض للاغتيال في بيروت عام 2005 بظروف دفعت تياره السياسي إلى توجيه الاتهام لدمشق، ما اضطر الأخيرة بفترة لاحقة إلى سحب قواتها من لبنان، وقد تأسست محكمة دولية للبت في هذه القضية بسبب صعوبة معالجتها في القضاء اللبناني، ووجهت المحكمة اتهامات إلى عناصر يعتقد أنهم من حزب الله اللبناني، الحليف الأبرز لسوريا، ولكن الحزب رفض تلك الاتهامات.