بريطانيا، المحسودة إجمالاً لقلة زلازلها وهزاتها، تعرضت لواحدة قوتها 4.2 درجات، وأيقظت بعض سكان لندن من نومهم في الثالثة فجر اليوم الجمعة، إلا أن الشعور بها، ومعه القلق، كان أقوى في مقاطعة Kent الممتدة في الجنوب الشرقي لإنجلترا على قناة المانش، حيث توجد محطتان نوويتان. كما كان الشعور بها أقوى أيضاً في جارتها، مقاطعة Essex البعيدة 40 كيلومتراً عن لندن.
لم يرد أي خبر عن قتيل في وسائل الإعلام التي جعلت من الهزة شغلها الشاغل اليوم، إلا أن آلاف الرسائل المختصرة في مواقع التواصل التي ألقت “العربية.نت” نظرة عليها، توحي كم لزم الخوف سكان العاصمة والمقاطعتين، ومعظمها تحدث أصحابها كيف شعروا بالهزة التي وصفتها مقيمة بحرينية في لندن بأنها سببت ما يشبه “رجفان الهاتف الجوال” وفق تعبيرها.
ودفع القلق بغير المعتادين على الهزات، إلى إجراء مئات الاتصالات للاستعلام من دوائر الشرطة عما يجب عليهم فعله، ومثلهم عدداً اتصلوا أيضاً بهيئة المسح الجيولوجي البريطانية، التي أصدرت بياناً عن مركز الهزة، بأنه قريب كيلومترين من بلدة سكانها 40 ألفاً، هي “رامسغيت” الساحلية في مقاطعة كنت، التي تعرضت في 2007 لهزة بالدرجات نفسها، فلم تقتل ولم تجرح، لكنها أضرت بحوالي 474 مبنى.
وفي موقعها بالإنترنت، نشرت الهيئة المعروفة بأحرف BGS القليل عن الهزة التي وصفتها بقوية، وأكبر ما تعرضت له بريطانيا منذ 8 أعوام، كما أطلقت تغريدة في حسابها بموقع “تويتر” التواصلي، قالت فيها إن العالم يشهد 4500 هزة بالدرجات نفسها كمعدل في العام.
لندن المهددة بزلزال حدث مرتين في الماضي
ومع أن الفيالق والطبقات الأرضية راكدة في بريطانيا، وليست من النوع المسبب زلازل كارثية، إلا أن عالماً بريطانياً، بارز التخصص بالزلازل، حذر في سبتمبر 2010 من احتمال وقوع واحد مدمر قوته 5.5 درجات في لندن، يعرض حياة عدد كبير من سكانها للخطر، ويؤدي إلى تدمير أفضل معالمها، ويسبب أضراراً بالمليارات.
عالم الزلازل، روجر موسّن، هو من هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، وتحدث ذلك العام إلى صحيفة “الإندبندنت” التي راجعت “العربية.نت” ما قاله لها مترجماً في صحيفة “الرياض” السعودية، حيث حذر من خطأ تحت سطح البحر في خليج مدينة “دوفر” المعتبرة مقر مقاطعة كنت، فذكر أنه تسبب بزلزالين كبيرين في القرون السبعة الماضية “ويمكن أن يضرب من جديد بأي وقت ويضع لندن على خط النار” كما قال العالم المؤلف لكتاب عن الزلزال الذي يتوقعه.
أضاف موسّن أن خطر وقوع زلزال ثالث “وارد، لكنا لا نعرف ما إذا كان سيقع غداً أو في غضون سنتين أو عشرين، وسيمثل صدمة لبريطانيا لاعتقادها أنها محصنة ضد الزلازل”. وأعاد الذاكرة الأرشيفية إلى أن آخر زلزال ضخم ضرب لندن كان في 6 أبريل 1580 بقوة 5.5 درجات، وأن عدد سكان العاصمة غير المحصنة أبنيتها ضد الهزات، تضاعف 40 مرة عما كان قبل 400 عام، لذلك فزلزال بالقوة نفسها سيكون له تأثير مدمر”.