توصلت دراسة أجراها معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، إلى علاج جديد يتمثل في فيروس معدل وراثيا، يسمح لبعض مرضى سرطان الجلد بالبقاء على قيد الحياة لأكثر من ثلاث سنوات، وفقا لما نشرته صحف بريطانية، الأربعاء.
ويعمل العلاج – المسمى بـ T-VEC – عن طريق إصابة وقتل الخلايا السرطانية، كما يحفز أيضا نظام المناعة ليعمل ضد الأورام.
وقال أستاذ علاج السرطانات البيولوجية في معهد أبحاث السرطان في لندن، كيفن هارينغتون الذي قاد الدراسة، إن “الفيروس المعدل وراثيا يعمل على إيقاظ جهاز المناعة لدى المريض ومهاجمة الخلايا السرطانية أينما كانت في الجسم”.
وأوضح العلماء الذين شاركوا في الدراسة أن العلاج الجديد له آثار جانبية لكنها قليلة، لا تضر الأنسجة السليمة أو الخلايا.
كما أظهر الفيروس المعدل جينيا نجاحا لدى المرضى الذين يعانون من أقل أنواع السرطان المتقدمة في الرأس والعنق، وتلك التي لا يمكن التعامل معها جراحيا.
وقال الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان في لندن، البروفيسور بول ووكمان: “نحن قد نفكر عادة في أن الفيروسات أعداء للبشرية، لكن هذه الفيروسات لديها القدرة على إصابة وقتل خلايا بشرية سرطانية”.
وأضاف “في هذه الحالة نحن نستغل قدرة الفيروسات المركبة جينيا لقتل الخلايا السرطانية وتحفيز الاستجابة المناعية”.
وقد أظهرت التجارب السريرية، التي استمرت لأكثر من ثلاث سنوات، وأجريت في 64 مركزا في جميع أنحاء المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وجنوب إفريقيا نجاحا مذهلا.
وأشارت النتائج إلى أن 163 مريضا كانوا في مراحل متأخرة من سرطان الجلد عولجوا بالفيروس T-VEC، وعاشوا لمدة متوسطها 41 شهرا. وذلك بالمقارنة مع متوسط البقاء على قيد الحياة لمدة 21.5 شهر لنحو 66 مريضا تعاطوا أفضل الأدوية المناعية الحالية.
ويتم إعطاء العلاج عن طريق الحقن، وقد تلقى المرضى في مرحلة التجارب جرعة كل أسبوعين لمدة 18 شهرا.
ويتوقع العلماء إتاحة الدواء الجديد، T-VEC، لمرضى السرطان بحلول العام المقبل، إذا تمت الموافقة عليه من قبل الوكالة الأوروبية للأدوية.