الاتحاد العالمي لكرة القدم، أو FIFA الشهير، هو حديث الناس منذ اعتقلوا بعض مسؤوليه في سويسرا، أمس الأربعاء، ولإقباله غداً على انتخاب رئيس جديد، أو تجديد ولاية القديم للمرة الخامسة، والمعركة محتدمة بين مرشحين: واحد أكبر سناً من الثاني بأكثر من 40 عاماً، هو السويسري جوزيف بلاتر، البالغ عمره 79 سنة، والثاني نائبه المعروف بأنه جعل “فيفا” يسمح بالحجاب في المباريات الكروية الرسمية، وهو الأمير علي بن الحسين، الأخ غير الشقيق لملك الأردن عبدالله الثاني.
كان عمر الأمير 23 سنة حين توفي والده في 1999 بالسرطان، وهو ثالث ابن للملك حسين، والثاني بعد الأميرة هيا من زوجته الملكة علياء، القتيلة بتحطم هليكوبتر أقلتها برحلة تفقدية في 1977 إلى جنوب الأردن، وهو متزوج من الجزائرية ريم العلي، ابنة الأخضر الإبراهيمي، وزير خارجية الجزائر الأسبق، والمبعوث الخاص السابق لأمين عام الأمم المتحدة إلى سوريا، وهي صحافية سابقة بمحطة “سي أن أن” الأميركية، وتكبره بستة أعوام، ولهما ابنان: الأميرة جليلة (10) والأمير عبدالله، الأصغر منها بعامين.
والأمير الذي يجيد الإنجليزية والشركسية، هو رئيس “اتحاد غرب آسيا لكرة القدم” وأيضاً “اتحاد الأردن لكرة القدم”، بحسب ما قرأت “العربية.نت” عن سيرته، وفيها أنه بدأ دراسته في “الكلية العلمية الإسلامية” بعمان، وأكملها في بريطانيا، وتخرج في 1993 من “مدرسة سالسبيري” الأميركية “حيث برع بالمصارعة”، وتلاها متخرجاً كضابط من أكاديمية “ساند هيرست” العسكرية ببريطانيا، ليلتحق بعدها في 1994 بالقوات المسلحة الأردنية، ومنها انتقل إلى الحرس الملكي الأردني، ثم أكمل في 1999 دراسته بجامعة “برنستون” الأميركية، وشغل مرات عدة منصب نائب الملك عند سفره إلى الخارج.
زوج مدربة الدلافين يحلم بالمنصب مجدداً
أما السويسري جوزيف بلاتر، المعروف بأن راتبه السنوي من “الفيفا” يزيد عن مليون دولار، فمجاز في 1959 بالاقتصاد والإدارة من “جامعة لوزان”، وتزوج وفق ما قرأت “العربية.نت” متفرقاً عنه في وسائل إعلام أجنبية، حين كان عمره 66 سنة في 2002 من مدربة دلافين كانت تصغره بأكثر من 26 عاماً، واسمها غرازييلا بيانكا، لكن الزواج الذي لم يثمر عن أي ابن انتهى بالطلاق بعد عام واحد تقريباً.
قبلها عرف بلاتر أول زوجاته، وهي ليليان بينيه، التي أنجبت له ابنته الوحيدة كورينّ، وانتهى ذلك الزواج الأول بالطلاق. ثم تزوج بعدها من باربرا كاسر التي توفيت في 1999 من دون أن تلد له ابناً، وتلاها بعد 3 أعوام بالزواج ممن كانت صديقة ابنته الوحيدة، وهي مدربة الدلافين، المقيمة الآن بسويسرا.
وكان بلاتر عبر الثلاثاء الماضي عن ثقته بإعادة انتخابه عبر رسالة وجهها في جلسة مغلقة إلى اتحادات الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) التي تضم 35 من أصل 209 أصوات، لأن العادة أن يوجه رئيس”الفيفا” رسالة إلى الاتحادات القارية، وعددها 6 تشكل الجمعية العمومية للاتحاد الذي تم تأسيسه قبل 111 عاماً في باريس، والذي يرأسه بلاتر منذ 1998 ويطمح بأن يعيدوا انتخابه للمنصب مجدداً غداً الجمعة أيضاً، لكن توابع اعتقال 6 من مسؤولي “الفيفا” قد توقظه من الحلم على هزيمة تاريخية.
جهد خاص من الأمير أعاد المتحجبات إلى الملاعب
وعودة إلى الأمير علي بن الحسين وقضية حجاب اللاعبات الذي بذل بشأنه جهداً مشهوداً لإعادة النظر بقانون في “الفيفا” لم يكن يسمح للمرأة بارتدائه في دورة الألعاب الأولمبية للشباب التي جرت في 2010 بسنغافورة، ولا حتى في التصفيات الأولمبية النسوية التي جرت صيف 2011 في الأردن، لأنه لا ينسجم مع تعليمات “الفيفا” الذي كان الأمير علي نائباً لرئيسه ذلك العام عن قارة آسيا.
يكتبون أنه قام بجهد خاص لإيصال صوت الكثيرات من اللاعبات المحجبات، ممّن احتجبن عن ممارسة كرة القدم، إلى الدوائر العليا في “الفيفا”، وتمكن خلال اجتماع مجلس الاتحاد الدولي (آيفاب) في 2012 بلندن، المسؤول عن سن القوانين الخاصة بكرة القدم، من إدراج قضية الحجاب التي استمرت المناقشات بشأنها طوال عام، انتهى بالموافقة على تصميم مقترح لغطاء الرأس رضي به الجميع، خصوصاً الراغبات بالتحجب أثناء المباريات.
أما انتخابات الغد التي ستجري في سويسرا، فكتب عنها عدد كبير من المحللين في وسائل إعلام أجنبية عدة، راجعت بعضها “العربية.نت” اليوم الخميس، متوقعين أن تؤثر الاعتقالات التي طالت عدداً من مسؤولي “الفيفا” على مجرياتها، بحيث ينتهي التصويت بفوز الأمير علي بسبب ما لحق بالاتحاد من فضائح، مع أن رئيسه بلاتر بعيد حتى الآن عن أي تهمة.