نشر تنظيم الدولة الاسلامية الخميس شريطا مصورا اشبه بالوثائقي بعنوان “عام على الفتح”، احياء لذكرى مرور عام على سيطرته على مدينة الموصل في شمال العراق، في خطوة مهدت الطريق لاعلانه اقامة “الخلافة” في سوريا والعراق والتوسع في دول عدة.
وابرز التنظيم في الشريط الذي تداولته حسابات الكترونية جهادية، الهجوم الذي سيطر خلاله على ثاني كبرى مدن البلاد ومركز محافظة نينوى، اولى المناطق التي سقطت في وجه هجومه الكاسح في حزيران/يونيو 2014، الذي سيطر خلاله على نحو ثلث مساحة العراق.
وبعد عام على الهجوم، لا يزال التنظيم يسيطر على مدن رئيسية ومساحات واسعة من العراق وسوريا المجاورة، على رغم الضربات الجوية التي يشنها تحالف دولي تقوده واشنطن التي قررت رفع عدد مستشاريها في العراق لتدريب القوات الامنية على استرداد المناطق من الجهاديين.
وتضمن الشريط البالغة مدته 29 دقيقة، مشاهد غير معروضة في اشرطة سابقة، شملت لقطات لعمليات تفجير عبوات ناسفة استهدفت دوريات عسكرية، وقتل عناصر امن عن طريق القنص او اسلحة كاتمة للصوت، سبقت الهجوم الشامل على المدينة الذي بدأ في التاسع من حزيران/يونيو.
ويسمع المتحدث في الشريط يقول “لم يكن في البال ان التقدم سيكون اكبر بكثير مما خطط له”.
واشار الى ان الهجوم بدأ “بقطع طرق الامداد عن عناصر الجيش الصفوي في مدينة الموصل”، مضيفا “دخلت اطراف المدينة ثلاثة ارتال من العجلات العسكرية قادمة من منطقة الجزيرة بعدد قليل من جند الدولة الاسلامية (…) مقابل آلاف من جنود الجيش الصفوي”.
واوضح انه “وضعت الخطط للسيطرة على احياء في مدينة الموصل في جانبها الايمن لتكون منطلقا للمجاهدين في فتح سائر المدينة”، الا انه “حدث ما لم يكن بالحسبان، فتح الجانب الايمن من مدينة الموصل وخلا الجانب الايسر من جنود الصفوية قبل وصول رجال الدولة الاسلامية”.
وفرض التنظيم في العاشر من حزيران/يونيو سيطرته على كامل الموصل، وتابع التقدم ليسيطر على غالبية محافظة نينوى، ومناطق واسعة في كركوك وصلاح الدين والانبار واجزاء من ديالى.
وانهار العديد من قطعات الجيش في وجه هجوم الجهاديين، وانسحب عناصرها من مواقعهم تاركين اسلحتهم ومعداتهم الثقيلة غنيمة للتنظيم. كما ادى الهجوم الى تهجير ملايين السكان من منازلهم، واثار مخاوف من قدرة الجهاديين على تهديد بغداد ومحافظات جنوب البلاد.
واعلن التنظيم في 29 حزيران/يونيو 2014 اقامة “الخلافة” في مناطق سيطرته في سوريا والعراق، وتنصيب زعيمه ابو بكر البغدادي “اميرا للمؤمنين”. وخلال العام الماضي، تلقى التنظيم بيعات من منظمات جهادية في دول عدة، واعلن اقامة “ولايات” ابرزها في مصر وليبيا.