(CNN)– يعتبر الاستحمّام في “حمّامات السوق” التقليدية، أحد أبرز الطقوس التي يحرص العديد من الدمشقيين على ممارستها ليلة العيد، وتزدحم تلك الحمّامات بهذه المناسبة، بما يفوق طاقتها لاستيعاب الزبائن بالعادة، حيث يستمر توافدهم بكثافة إلى ما بعد صلاة الفجر، خاصّةً باعة السوق، بعد تعب يوم “الوقفة” الشاق.
هكذا يبدو الحال عشيّة عيد الفطر في حمّام “الملك الظاهر”، ويديره بسّام كبب، وهو ابن عائلة توارثت هذه المهنه أباً عن جد لما يزيد عن 130 عاماً، وجدّه الراحل محمد علي كبب كان “شيخ كار حمّامات الشام”.
حمّام الملك الظاهر”؛ يعود تاريخ عمارته لـ 985 ميلاديّة، وأعادت عائلة كبب ترميمه سنة 2006، بما يكشف عن شكل عمارته الحقيقي، لاسيما الحجارة الأصلية التي بني بها الحمّام، وهو واحد من ثمانية حمّامات لازالت تستقبل الزبائن بدمشق حتى اليوم، رغم ظروف الحرب، فهذه الظروف ليست الأسوأ بالنسبة لأصحاب (الكار) رغم غياب السيّاح، فالفترة الأكثر سوءاً بالنسبة لهم  كانت “في ثمانينيّات القرن الماضي”، بحسب ما يوضح بسّام لـ CNN بالعربية، ثم بدأت الأمور تصبح أفضل تدريجياُ خلال التسعينيّات، ومع مطلع الألفية الجديدة، عادت المهنة للازدهار، وقبل العام 2011، بلغ عدد حمّامات السوق قيد التشغيل بدمشق 18 حمّاماً، معظمها تم ترميمه، وإدخال التحسينات على شكل الخدمة.
حتى ذلك الوقت كانت تكلفة دخول الحمّام كحد أقصى 300 ليرة سوريّة،  أمّا اليوم فتبلغ 800، حيث اضطر أصحاب المهنة لرفع التسعيرة، بسبب ارتفاع أسعار الوقود بشكلٍ خاص، فضلاً عن صعوبة  تأمينه في الشتاء (وهذا من انعكاسات الحرب السوريّة).
ويدفع الزبون هذه التكلفة؛ لقاء الاستحمام، ومعدّاته كـ (صابون الغار، الشامبو، والليف)، وخدمات المسّاج،  و(التكييس) أي تقشير  البشرة،  وكأسٍ من الشاي أو الزهورات.
فيما لازالت طقوس “حمّام السوق”، تحتفظ بسحرها في دمشق، بدءاً من أجواء (البرّاني) قاعة الاستقبال في مدخل الحمّام، بنافورتها، وأرائكها، وعدّة الشاي والقهوة، والنرجيلة، وصولاً لـ (الجوّاني) الذي بات يضم مؤخراً غرف الساونا، ويقسم بالعادة إلى مقصورات خاصّة، يجمع بينها  رواق كبير تتوزّع على جوانبه  أجران الماء الرخاميّة، ويسمّى جزءٌ من أرضيته بـ (بلاط النار) حيث يمر نظام تسخين الماء تحت البلاط الرخامي، مايمنحه درجة حرارة عالية، تبدو محببّة في الشتاء.
تبدأ رحلة الاستحمام بـ “البرّاني” وتنتهي إليه، حيث يخلع الزبون ملابسه فيه بداية، ويأتزر بفوطة يتعيّن عليه تغييرها ثانيةً بـ “الوسطاني”، وبعد الانتهاء من استحمامه، يستبدل الفوطة بالمناشف، حيث ينتهي مشوار الاسترخاء بكأسٍ من الشاي، أو الزهورات، أو القهوة، وربّما مع النرجيلة للمدخنين، أيضاً

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫4 تعليقات

  1. بأي حال عدت يا عيد …بما مضى ام بأمر فيك تجديد !
    بالقلب غصة وحسرة ان تمر الاعياد متتالية 4 سنوات واكثر والشام حزينة تبكي اولادها المقتولين والمشردين وتنزف دماً وتصرخ من الالم …ما فيه عيد وانت مقهورة وحزينة يا شام ..فقدنا بهجة العيد وفرحه بدونك يا درة الشرق واحلى الأوطان
    اللهم يا من اسعدت قلوب ملايين المسلمين بهذا العيد العزيز على قلوبنا ان تسعد قلب السوريين وتعيد لهم بهجة العيد وسوريا حرة منصورة على الطاغية واعوانه وكل المجرمين وكل من اراد بها شر ..اللهم اسعد قلوبنا واجمعنا في العيد القادم بأهلنا وأحبابنا في سوريا الغالية ..كل عام وشامنا الغالية وشعبنا بألف خير وامان

  2. تحيه للاخوه السوريون وانشا الله بينعاد عليكم بالصحة والعافيه وترجع سوريا احلى من الاول ويرجع كل مشتاق الى داره واهله واخص بالسلام ليلى وشاميه

  3. الله يرحم ايام الشام وسوق الحمديه لنا بهِ صولات وجولات وجبل قاسيون الشامخ وبلودان الخضره .
    باذن الله ترجع ايامك يا سوريا وتجف دمائك .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *