مرسلة من صديقة الموقع سمية الجزائرية

في إحدى المرات دخلت سوقا تجاريا لشراء بعض الأغراض. بينما كنت أصعد إلى الطابق العلوي انتابني شعور غريب, ثقة بالنفس و حماسة, مع أني كنت في متجر و ليس في مبنى الأمم المتحدة لأعرض القضية.
وصلت إلى الطابق العلوي و رأيت أناسا مصطفين على شكل طابور. نظرت إليهم…كانت وجوههم عابسة, شاحبة لا تسر الناظرين.
حدقت النظر في تلك الوجوه المنفرة لعلي أرى بينهم شخصا أعرفه, لكن لم أتعرف على أحد. أيقنت حينئذ أنني أنا الغريبة وسط أولئك الناس . فجأة…عرفتهم…عرفت من هم و إذا بي أصيح بأعلى صوتي:”أنتم من قتل أهلي هناك, أنتم شردتم أهلي وسلبتم أرضهم و سكنتم ديارهم, نعم عرفتكم…تكلموا لماذا أيها المجرمون؟ لم أستطع أن أتمالك نفسي…
لم يتفوه أحدهم بكلمة, جميعهم ينظرون إلي بصمت و الذهول باد على وجوههم المنفرة.
رفعت عيني قليلا و إذا بي أرى لافتة كتبت باللغة العربية و باللون الأخضر, لا أذكر ما كتب عليها لكني قرأت اسم شخص لا أعرفه…غير أني أعرفه, شخص من الصعب نسيانه, شخص يحسن وضع بصمته.
أفقت فجأة و أنا أقول في نفسي “هل هي ثانية أضغاث أحلام”؟ إلى متى تطاردني الهواجس و إلى متى سأضل أسير داخل نفق مظلم لا نهاية له؟
لا شك أن الكثيرين يعيشون مشاهد كهذه كل يوم حتى أصبحت جزءا منا, لا تفارق مخيلتنا و جوارحنا, نسترجع ذكرياتها حتى و إن لم نعشها.

كتبت هذه الأسطر فقط لمن هم يقاومون الرياح, لمن ترابهم الوطن و هم مزروعون فيه لآخر الزمن, لمن تعلوا أصواتهم في كل الأرجاء رافضين أن يكونوا سجناء الكلمة…لكم فقط أحبتي أكتب هذه الأسطر.
بينما كنت أبحث في سجلات الماضي, وجدت هذه الأغنية التي طالما تغنى بها الثوار, فقلت لعلها تحي الضمائر و تهيج المشاعر في زمن التخاذل و النسيان.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫11 تعليق

  1. ساميه يا جزاءريه ،،
    انه الحنين التي اتغنى به هذه الأيام
    بلادنا ابطال ،بأيدي جبانه
    وشبابنا عز تنا قادرين
    على حفظ الكرامه
    ولكن حكامنا سبب من اسباب سلب الكرامه
    شكراساميه

  2. هي سمية يا وردة مو سامية على الكل كلتاهما جزائر و لن يفرقها الالف
    سمية ربي يفرج على كل المومنين يا رب…و يخلي لبلاد في امن و امان انشاء الله
    و ينصر فلسطين و العراق و كل البلاد العربية و الاسلامية يا رب
    قولوا انشاء الله

  3. يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ))) صدق الله العظيم

  4. صباحكم مبروك أصدقائي, أعزائي
    إلين: لقد بكيت كثيرا عندما قرأت مقالك الأحير وهو أحد الأسباب لكتابتي لهدا الموضوع, أرجو من الله أن يحفظ أهلك و يحفظ لبنان الأخضر و كل الأوطان
    أهلا إيمان: فعلا اسمي سمية و ليس سامية و نسأل الله أن تزدهر وطننا
    الأكبر و يكون الأهتمام أكثر للقضية الأم…الله يهدي الحكام
    فاطمة تحية لك, الأغنية لسميرة توفيق, اخترتها و بينما كان والدي يروي لي دكرياته ايام النكسة و هو لم يتم بعد دراساته العليا, العبرات تخنقه…
    الأخ مصطفى و الأخت مي: أنتما من العراق الحبيب و كنت وعدتك أختي بي بنشر موضوع عن العراق لكن ها المرة ساستعين بوالدي لأنه يعرف العراق أكثر مني و حبه له أكبر, ففي العراق كانت له دكريات…
    أهلا ملك و نهارك ميروك

  5. كنا معك في الحلم.نحن الناس الذين رأيتيهم.خذلنا تراب ارضنا وخنقنا الكلمة في افواهنا
    نسينا الوطن واتبعنا الاهواء
    صرنا شباب جيل الواوا
    شكرا سمية على موضوعك

  6. الأغنية عبيلي الجعبة خرطوش.. هي لمطربة سورية قديمة لم أعد أتذكر اسمها ..
    ماكتبت سمية جميل , ويحتاج لقليل من الإعادة .

  7. أشكرك قاسيون على نقدك البناء
    فعلا لم أعط للموضوع حقه الكافي من الفحص و التدقيق اللغوي ربما لأن عملي يكلفني جهدا فكريا أو بالأحرى يستوجب مني وضع كل عصارة ذهني…المهم أن الفكرة وصلت و هذا هو المبتغى.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *