يبدو أن مزيداً من التحديات ستواجه الطلاب والطالبات، والهيئات التربوية بشكل عام في المملكة العربية السعودية، بعدما أخذ العقاب شكلاً جديداً، يتمثل في سجن وجلد المخالف للقوانين، حتى وإن كانوا من صغار السن.

وطالعتنا الصحف السعودية مؤخراً بنبأ عن قرار أصدرته محكمة بمنطقة “الجبيل”، شرقي المملكة، يقضي بحبس طالبة مراهقة (13 عاماً) لمدة شهرين وجلدها 90 جلدة، لتعديها بالضرب على مديرة المدرسة، التي قررت مصادرة هاتف محمول مزود بكاميرا من الطالبة، وفقاً لما هو متبع في مختلف المدارس بالمملكة.

وبحسب النبأ، فقد باغتت الطالبة مديرة المدرسة بضربها على رأسها بكوب زجاجي، مما أسفر عن وقوع الطالبة تحت طائلة القانون، في حين اختارت المديرة تنفيذ حكم الجلد داخل المدرسة، بدعوى “التأديب”، على ما ذكرت صحيفة “الوطن” السعودية الأربعاء.

ولكن الحكم القضائي قوبل باستياء شديد من قبل مختصين بعلم الاجتماع، ومثقفين، وناشطين حقوقيين سعوديين، حيث وصفوه بأنه حكم “جائر”، و”مؤسف”، و”مخالف للقيم النبيلة من وراء العملية التعليمية أصلاً.”

الدكتور سعود الضحيان، أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود، قال إن “هذا العمر (في إشارة لعمر الطالبة) لا يحتاج إلى إخضاعه لعقوبات بدنية وحسية، تدخل من خلالها الطالبة مرحلة نفسية ترى من نافذتها المدرسة بيئة تشبه السجن، من حيث كونها مكان لتنفيذ الأحكام وإهانة كرامة الإنسان.”

ووصف الضحيان، الحكم بأنه “جائر”، خصوصاً فيما يتعلق بعمر الفتاة، التي ينفذ بحقها مثل ذلك العقاب، معتبراً أن “هذا الحكم لن يؤدي إلى الهدف الذي تسعى إليه المدرسة أصلاً”، وفق قوله.

كما اعتبر أن “عقوبة الجلد بها قدر كبير من الإهانة للإنسان”، وقال: “في حال أخطأ الطالب، هناك طرق تربوية أخرى يمكن اللجوء إليها، كأن يتكلف بأعمال لخدمة المدرسة أو ما إلى ذلك، لتنمية شعور الطالب بأن العقاب يأتي في إطار تربوي، وليس قصاص.”

وأبدى الضحيان مخاوفه من أن تتحول الطالبة بعد تنفيذ العقوبة إلى “إنسان لا يمكن إصلاحه وتقويم سلوكياته السلبية.”
غير أن عضو مجلس الشورى السعودي، الدكتور محمد عبد الله آل زولفي، وصف الحكم بـ”العجيب، الذي يتخذ ضد قاصر”، لافتاً إلى أن “عقوبات الجلد والحبس لا تتم إلا بموجب أحكام قضائية، وهذه قاعدة، بينما القصر يعاملون معاملة مختلفة، حيث لا تنطبق عليهم هذه الأنواع من الأحكام، ولهم جهات مختصة معنية بالعقاب، الذي يختلف تماماً عن العقوبات المطبقة بحق البالغين.”

كما أشار آل زولفي إلى أن “هذا الحكم، بهذه القسوة والشدة، لم أراه من قبل في السعودية.”

من جانبه، وصف المحامي والناشط الحقوقي السعودي، عبد الرحمن اللاحم، حكم المحكمة بـ “المؤسف، ويعيد الحديث من جديد على المؤسسة القضائية التقليدية في السعودية، التي لا زالت تتمسك بالعقوبات البدنية، مثل الجلد، الذي يدخل ضمن نطاق اتفاقية مناهضة التعذيب، والتي تعد المملكة طرفاً فيها.”

وأضاف اللاحم  “إن ذلك يؤكد على ضرورة الإسراع في عملية تحديث المؤسسات القضائية التقليدية، التي لا زالت تسير ببطء ودون نتائج ملموسة على حقوق الإنسان في السعودية.”

وأشار إلى أن “إلغاء العقوبات البدنية في المملكة، سيُعد بمثابة الخطوة الأولى التي يخطوها من يريدون إصلاح القضاء في السعودية.”

وأشار إلى أن القضية الحالية “تجاوزت وزارة التربية والتعليم إلى المحاكم، لتتحول بذلك المدارس إلى ساحة لتنفيذ الأحكام والعقوبات البدنية البدائية، بدلاً من أن تكون ساحات للعلم والمعرفة وتلقين الطلاب القيم الإنسانية الرفيعة.”

وعد اللاحم تطبيق عقوبة الجلد على طالبة في مرحلة التعليم الأساسي، بأنها “تخالف قيم التعليم، فبشاعة إلهاب ظهر طالبة بالسياط أمام زميلاتها، تتعارض مع قيم الرحمة واحترام جسد الإنسان المقدس، خصوصاً عندما تشاهدن زميلتهن تُجلد على مرأى ومسمع من الجميع، في صورة أبسط ما توصف بأنها همجية.”

وأشار اللاحم، وهو محامي يدافع عن الحريات في السعودية، أن المبادئ القضائية في العالم الحديث، استقرت على معاملة القاصر معاملة خاصة من حيث المحاكمة والعقوبة، لافتاً إلى الاتفاقيات والمبادئ الدولية بهذا الشأن، “التي أوجبت التفريق بين الراشدين، ومن هم دون ذلك.”

وقد تباينت تعليقات قراء سعوديين للخبر على الموقع الإلكتروني للصحيفة المحلية، بين ما وصف قرار مديرة المدرسة بـ”المجحف في حق الطالبة”، وما أدان فعلة الطالبة من حيث أنه ” لم يعد هناك حياء ولا احترام للمعلم.”

غير أن البعض أشار إلى أن الحكم ظالم حيث لم يضبط مع الطالبة “مخدرات مثلاً”، وفق أحد المعلقين، مشيرين إلى ما أسموه “تقصيراً واضحاً” من قبل المعلمة، التي فشلت في إسداء النصح إلى طلابها، بل وصل الأمر إلى أن وصف أحد القراء المجتمع السعودي بـ”المتخلف”، على اعتبار أنه يجرم طالبة مراهقة بدلاً من توجيهها تربوياً.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫23 تعليق

  1. بصراحة مش مستهلة كُل دة!!
    خصوصاً إن العقاب ليس مُتماشى مع الغلط التى إرتكبتة الفتاه!!
    دى حتى طفلة لسة!! أرجوا إعادة النظر حول القضية مرَة أخرى.

  2. لا يوجد احترام للمراه في السعودية .. يوجد قمع وتنكيل وارهاب يمارس ضدها … يوجد تحجيم و تكبيل لقدراتها .. تعامل الجمال والنوق معاملة اكثر احترام منها …… اتعاطف مع كل بنت سعودية واحزن لانهم فعلا اجمل تلك النياق التي تنظم لها مسابقات الجمال .. واذكى تلك الفئة التي يسمونهم رجال وهم بغال .. ولانهم بارعات وذكيات وجميلات يحاربهم الرجال خوفا من تفوقهن لا اعرف الى متى سيستمر الحال على هذا الشكل في تلك البقعه من الرض قال ارسول .. رفقا بالقوارير لكن مافعلوه انهم هشمو القوارير وكسروها .. احبطو معنوياتهم و قتلو طموحاتهم و جعلوهم في الاعماق يشعرون بأنهم حمل ثقيل مجرد عدد ..واضحكو الناس عليهم وهم يغطونهم من راسهم لاخمص قدميهم وفي نفس الوقت يصفقون للع*اه* رات الكاسيات العاريات ويتزوجوهم .. و يهدوهم الهدايا الثمينة والمجوهرات والسيارات الي حرمو نسائهم من قيادتها … انا ارتفع ضغطي فأكره ما اكره هو قمع المراه … للاسف تعيش السعوديات في افغانستان البرترولية ! انشر حبي…

  3. اكثر عنف على النساء في مصر والسعودية … بس المصرية تاخذ حقها بخبطتين راس على الدماغ تردي الرجل قتيلا …. هاهااهاها. اما السعودية فهيمرهبة من رجال البلد والقانون فلا يمكن ان تدافع عن نفسها لان القانون لا ينصفها ولا تكوينها الجسماني يساعدها !

  4. oh my goodness..lessa fi 7okm bi jald bi dénya!!3an jad 3’areeb..de plus kesk’elle a fait pr kelle ait cette punition!!
    c vraiment ridicule!!

  5. كلامك صحيح بنت لندن….هو الواقع للأسف وماأبشعه ونحن في القرن 21 قد يأتي يوم وترى المرأة العربية الشمس…

  6. اتمنى ذلك ياسهر … هل تعرفين ان المراه العربية اجمل نساء الارض بشهاده الاوربيين انفسهم الذين سنو مقاييس الجمال العالمية … ومع ذلك انظري مايفعل بها ابناء جلدتها من الجحوش الذكورية …..

  7. هاذا منتها التخلف والهمجيه , البنت لساتها طفله ويمكن ارتكبت خطا بس يمكن تصليحه بس اللي عملو فيها مش ممكن تصليحه ابدا . بجد عقوبه الزنا ما وصلت لهادا الحد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    تحيه لبنت لندن

  8. طالبة عمرها ثلاثة عشر سنة ، تتعدى بالقول والفعل، على ناظرة المدرسة ، المربية الفاضلة ، فقط لانها تريد اخذ الهاتف النقال من الصبية ( والتى لا ادري لماذا تحتفظ به الا لامر غير لائق ربما ) , تسكتون عن هذا كله ، وتركزون على العقوبة بحجة انها صغيرة السن !!!!! ما أصبح المعلم الذي قيل عنه يوما: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا، مهانا هكذا الا أننا نركز على الجاني من التلاميذ أو أولياء امورهم،ونبحث لهم عن الاعذار ، ونترك المجني عليه، والقانون الذي عاقب الجاني عُرضة للنقد …. !!! فهل هذا عدل ؟؟؟

  9. لا أخفى عليكم
    أى مسميات قد تندرج كلماتى تحتها ..
    فقط ….
    أردت التعبير عما بداخلى ..
    الايذاء البدنى بحجة التعليم
    ذلك كله مفاهيم خاطئة عن التعليم وبات لدينا مجتمع جاهل وغير سوي نفسياً واجتماعياً، فمتى

    نتوقف عن ادعاء العفاف على جثة التعليم؟ ومن ينقذ جيلاً بأكمله من السقوط في الهاوية بعد أن اتخذ الكبار العصا والايذاء البدنى وسيلة للثقافة والتعلم
    انة منتهى الجهل

  10. الاخ توب
    انت قلتها عمر الفتاة 13 عاما” يعني في سن المراهقه
    وهذه المربيه الفاضله برأيك يوجد لديها الكثير من الحلول او العقوبات
    ابسطها ان تشتكيها لاهلها او تطردها لايام او تعاقبها فوريا”
    وليس ان تشتكيها للشرطه و القضاء و الاعلام و تجعلها خبرا” على النت
    هذه الناظره ليست فاضله و انما امراه حاقده و لا تصلح مربيه
    نعم نحن ننتقد القضاء الذي يحكم بالجلد 90 مره و السجن شهرين
    انه هراء و ليس قضاء

  11. ما حاجة بنت13سنة للمحمول ثم تعالي هذه البنت غير متربيه كيف تطاول على مديرة المدرسه هذا لا يعني أنني مع عقابها بالجلد
    المرأة السعوديه في نعمه تحسد عليها على الأقل فدولتها تتصدى لكل أنواع العري
    وليس كباقي الدول التي تشجع على العري
    ثم ماذا ينقصها فهي مثعلمه ،وتشتغل كباقي نساء العالم
    أما العنف ضذ النساء فهو عام غربا وشرقا
    وماذا عن العنف ضد الرجال؟
    ياريت لو أقدر أعيش في السعوديه وياريت لو المغرب يتبنى القانون السعودي
    دعونا من الشعارات الخاويه التي خربت البيوت باسم حريات جوفاء

  12. مساء الخير فريد عزيزي ، ربما العقاب كان قاسيا ولم يكن عادلا وأنا متأكد انه بعد الاستئناف سوف يبطلونه كالعادة ، لكن انا أتكلم من منطلق آخر ، أولا لا يصح أن نقول عن مربية فاضلة انها امرأة حاقدة لانها اشتكت المعتدية لرجال الامن ، فالنفس عزيزة والاحترام واجب ، وهي لم تقول للقاضي احكم عليها بهذا الحكم ،،،، هي مربية فاضلة شئنا ام ابينا ، خصوصا انك لا تعرف ماذا يحدث هناك من الاهل ومن الفتيات المتمردات على كل شيء ….

  13. مساء الخير و الكرامه الغالي توب
    انها فتاة و صغيره و مراهقه و غلطانه و هذا الامر يحدث كثيرا” و في كل مكان غربا” و شرقا” وليس الحل ابدا” هو القضاء او رجال الامن لمثل هذه
    المواضيع و ليست العقوبه المناسبه الجلد او السجن لفتاة صغيره
    بالنسبه لتلك الناظره
    رأيي انها ليست فاضله ابدا”
    لانها
    لا تعرف التسامح او المعالجه بالحسنى او العفو او العقوبه محدودة الاثر
    او تشتكيها لاهلها او تشكيها لله خاصة اننا نعلم ان من يتصدى لمهنة التدريس
    يتعرض لتلك المضايقات و التعديات
    وشكرا” لردك السابق

  14. ماذا كانت تفعل البنت بالهاتف وشو فيه
    ووووو
    كان ممكن تؤذي البنت كثير بنات قد تصل يمكن لجرائم شرف
    المفروض تؤدب البنت لكن انا ضد عقوبة الجلد
    مش فاهمة يطبقون الدين فقط في العقوبات والتشدد
    في حين لا نجده في امور اخرى
    الله يهديهم
    بنت لندن هل انتي فعلا بنت لندن أشك حتى لو حاولتي تقليدها في كل حرف
    لن تستطيعي لانكي تفتقدين الاسلوب

  15. طالبة او (طفلة) كما تقولون وتتباكون عليها,,,هذي الطالبة (الطفلة) تضرب
    وتفتح راس مدرستها بكاس زجاجي !!!! اي نوع من الطالبات او اي نوع
    من الاطفال تكون هذه الاخت المبجلة !!!!!!!!!
    بعدين بلاش من الاسطوانة المشروخة عن ظلم السعوديات
    اذا في ظلم فالظلم عاااااااام

  16. هده الطالبة بطريقة او باخرى يجب ان تعاقب…وهي ليست في سن الطفولة..
    والكوب الزجاجي الدي ضربت به معلمتها لا يمكن الاستهانة بخطورته..لكي لا تكرر فعلتها مرة اخرى…

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *