مرسلة من صديقة الموقع سمية

هدا المقال نشرته جريدة الشرق الأوسط بتاريخ الأربعاء 05 صفـر 1429 هـ 13 فبراير 2008 العدد

10669 اخترت هذا الموضوع لسببين الأول هو أن الكثيرين لا يعرفون أن للجزائر شخصيات صنعت البطولة و غيرت التاريخ و تركت بصمتها عبر الأجيال كمثال يقتدى به ليس في المغرب العربي فحسب بل في كل الديار العربية و الإسلامية. و السبب الثاني الذي دعاني إلى اختيار شخصية المجاهد العظيم الأمير عبد القادر, مؤسس الدولة الجزائرية هو شهادة عرفان و تقدير لسوريا الشقيقة التي فتحت أبوابها للأمير و أسرته و مئات اللاجئين الذين خرجوا معه عندما صدر قرار نفيه خارج الجزائر مانحة إياه شرف الانخراط في الحياة السياسية في هذه الأرض الطيبة. إنه عربون محبة مني إلى كل الإخوة القراء السوريين الذين جمعتني بهم صفحات نورت. حفظ الله سوريا الشقيقة و جعلها دائما في قبضة أسد فلا تقترب من عرينها الكلاب.
عاش الأمير في سورية 27 سنة ودفن في تربتها

الوجه الدمشقي للأمير عبد القادر الجزائري يكشف عنه بترميم قصره وتصوير فيلم

نسبه:

الأمير عبد القادر الجزائري (صورة التقطها له فرنسيس بدفورد في دمشق سنة 1862)
الأمير عبد القادر الجزائري (صورة التقطها له فرنسيس بدفورد في دمشق سنة 1862)

هو الشيخ الأمير عبد القادر صديق بولكرم خالد ابن الأمير محيي الدين ابن مصطفى ابن محمد ابن المختار ابن عبد القادر ابن أحمد ابن محمد ابن عبد القوي ابن يوسف ابن أحمد ابن شعبان ابن محمد ابن أدريس الأصغر ابن أدريس الأكبر ابن عبدالله ( الكامل ) أبن الحسن ( المثنى ) أبن الحسن ( السبط ) ابن فاطمة بنت محمد رسول الله وزوجة علي ابن أبي طالب بن عم الرسول. يرجع أصله للأدارسة الذين حكموا المغرب في القرن التاسع و قد ورد نسبه في عدة كتب متخصصة اذكر منها:

* جوهرة العقول في ذكر آل الرسول. للشيخ عبد الرحمن بن محمد الفاسي.
* البستان في ذكر العلماء الأعيان. للفقيه عبد الله الونشريسي.
* رياض الأزهار في عدد آل النبي المختار. للمقري التلمساني.

أدرج ضمن خطة احتفالية «دمشق عاصمة للثقافة العربية»، ترميم وتأهيل عدد من البيوت الشهيرة في دمشق بعضها كانت الدولة قد وضعت اليد عليها من أجل تحويلها إلى منشآت سياحية وثقافية، مثل قصر العظم، ودار السباعي، والتكية السليمانية، وغيرها. ويذكر أن بعض البيوت في دمشق القديمة كانت قد تحولت إلى مطاعم سياحية، كبيت الشاعر شفيق جبري، وبعضها لا تزال تنتظر ليبتّ بأمرها، والبعض الآخر، استثمرتها سفارات بعض الدول الأوروبية وحولتها إلى بيوت ثقافية، مثل «بيت العقاد» الذي تحول إلى المعهد الثقافي الدنماركي في حي مدحت باشا.
واليوم وبالاتفاق بين المفوضية الأوروبية والإدارة المحلية والبيئة، وضمن برنامج تحديث الإدارة البلدية، يجري تأهيل بيت الأمير عبد القادر الجزائري الواقع في ضاحية دمر، غرب دمشق، والقصر هو مصيف كان للأمير في «الربوة»، على ضفاف بردى، وسط روضة من الأشجار الوارفة!
القصر كما أفادنا المهندس نزار مرادمي الذي نفذ الترميم، يعود بناؤه إلى حوالي 140 سنة، سكنه الأمير عبد القادر مع عائلته عام 1871، ثم سكنه أبناء الأمير وأحفاده، وكان آخرهم الأمير سعيد الجزائري، رئيس مجلس الوزراء في عهد حكومة الملك فيصل، بعد الحرب العالمية الأولى. وصار القصر مهملاً مهجوراً، شبه متهدم، منذ عام 1948. والقصر اليوم مملوك لصالح محافظة دمشق لأغراض ثقافية وسياحية. تبلغ مساحة القصر المؤلف من طابقين 1832 متراً مربعاً. ويقول المهندس نزار، إن العمل تم في القصر ومحيطه، بعد إزالة البناء العشوائي، وسيتم افتتاح القصر رسمياً في شهر مايو (أيار) من العام الجاري. وسيضم القصر بعد ترميمه، قاعة كبيرة خاصة بتراث الأمير عبد القادر، بالتعاون مع السفارة الجزائرية بدمشق، التي عبرت عن استعدادها بتزويد القصر بكل ما يرتبط بتراث هذا المجاهد الذي يكن له الجزائريون كما السوريون والعرب كل التقدير، ليس لكونه مجاهداً ومصلحاً وحسب، بل أيضاً لكونه عالماً وفقيهاً وشاعراً، وداعية دؤوباً للتآخي بين شعوب الشرق.
ويذكر أنه بعد استقلال الجزائر، تم نقل جثمان الأمير، من دمشق إلى الجزائر عام 1966.
وقال المهندس نزار مرادمي ان عملية الترميم، تتركز على بعدين: ثقافي وبيئي. ويراد من ترميم القصر تحويله إلى بيت للثقافة، يزوره الناس مع ما يحمله اسم صاحب القصر من دلالات، والبعد الآخر سياحي، حيث يتم إنشاء حديقة بيئية أمام القصر وفي محيطه، وهذا يندرج ضمن المساعي القائمة لتحسين مظهر المدينة وتأهيل المعالم السياحية فيها.
ويذكر بهذا الصدد أن هذا القصر لم يكن المنزل الوحيد للأمير، ولم يكن محل إقامته الدائم. فمن المعروف أن منزله هو الذي منحته إياه السلطات العثمانية في حي العمارة بدمشق القديمة، والمعروف بـ«حارة النقيب» وهو الحي الذي ضم آل الجزائري حتى اليوم..
استقر الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق من عام 1856 إلى عام وفاته عام 1883، أي 27 سنة. ومنذ قدومه إليها من اسطنبول تبوأ فيها مكانة تليق به كزعيم سياسي وديني وأديب وشاعر.. وكانت شهرته قد سبقته إلى دمشق، فأخذ مكانته بين العلماء والوجهاء، فكانت له مشاركة بارزة في الحياة السياسية والعلمية. قام بالتدريس في الجامع الأموي، وبعد أربعة أعوام من استقراره في دمشق، حدثت فتنة في الشام عام 1860 واندلعت أحداث طائفية دامية، ولعب الزعيم الجزائري دور رجل الإطفاء بجدارة، فقد فتح بيوته للاجئين إليه من المسيحيين في دمشق كخطوة رمزية وعملية على احتضانهم. وهي مأثرة لا تزال تذكر له إلى اليوم إلى جانب كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي في بلاده الجزائر.
ولمكانة الأمير عبد القادر عند السلطان العثماني عبد المجيد، لجأ إليه «فردينان دو ليسبس» من أجل إقناع العثمانيين بأهمية مشروع قناة السويس، ودعي فيما بعد لحضور تدشين القناة عام 1869.
وهو بالإضافة إلى مكانته الوجاهية في دمشق، مارس حياة الشاعر المتصوف، وكان معجباً بالطريقة القادرية، نسبة إلى المتصوف عبد القادر الجيلاني، وله أشعار معروفة تنم عن عمق نظرته للإسلام، وللتسامح الديني، متأثراً أيضاً بالشيخ الأكبر محيى الدين بن عربي، إذ يمكن القول إن الأمير عبد القادر يشبهه في بعض الجوانب. شبه نجده لا سيما في قدومه من المغرب متجولاً في المشرق وتركيا، ثم اختياره لدمشق موطناً حتى الموت. وربما ليس من باب المصادفة أن يدفن الأمير عبد القادر بجانب ضريح الشيخ الأكبر في حضن قاسيون.
وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300 هـ / 26 مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عاما، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بدمشق لوصية تركها. وبعد استقلال الجزائر نقل جثمانه إلى الجزائر عام 1965 ودفن في المقبرة العليا وهي المقبرة التي لا يدفن فيها الا رؤساء البلاد
ومن جهة أخرى عبر الفنان السوري أسعد فضة، عن رغبته في تجسيد شخصية الأمير عبد القادر الجزائري في فيلم سينمائي ضخم، بالتعاون مع وزارة الثقافة الجزائرية. وسبق للروائي الجزائري واسيني الأعرج أن قدم رواية تاريخية بعنوان «مسالك أبواب الحديد» عن الأمير عبد القادر وسيرة كفاح الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي.
وعن هذا الاهتمام اللافت بالأمير، سواء في سوريا أو في الجزائر، يرى النحات آصف شاهين، رئيس تحرير مجلة أبولدور الدمشقي: إن هذا الاهتمام وإن جاء متأخراً إلا أنه ضروري لرجل يستحق، وهو، أي الأمير، صاحب سيرة حافلة بالكفاح امتدت من المغرب العربي إلى المشرق، وإن كان الأوروبيون يشاركوننا في هذا الاهتمام، فقد كان الأمير عبد القادر رجل حوار وتحرر. وإن كان كافح الاستعمار الأوروبي، فقد عرفته بعض الشخصيات الأوروبية كمحاور متميز وواحد من أعلام الإسلام في ذاك العصر.
ويرى المهندس هائل هلال أن الأمير عبد القادر لم ينل حقه من الإنصاف، وقلما يذكر إلا كمجاهد قديم، جاء من الجزائر إلى الشام ليستريح في افياء غوطتها الغناء! بينما في حقيقة الأمر، يقول هلال: إن الرجل كان أحد أكبر أعلام تلك المرحلة، وأنه هو وأحفاده فيما بعد، دخلوا التاريخ السوري من بابه الواسع.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫177 تعليق

  1. أختي سمية عن جد ما عم أعرف شو احكي ،، الله يحميكي ويديمك يااااااااااااااااارب

  2. احنا بحاجة دعاكي يا ايمانووووو ،، انتي ست الكل … مسا الورد على عيونك

  3. اي و انا بحاجة الدعاء يا ابو مدفع تسلمي يا احلى شي بالموقع …
    الله يحميك و ينجحك و ما يحرمك من اللي تحبهم و يحبوك ياااااااااااااا رب
    قول امين

  4. و الله أخي ميمو لا تحكي شي…كلماتي تنبع من محبة حقيقية أكنها لأشقائي في سوريا خاصة أني عرفت الكثير من السوريين و تربطنا ببعض محبة عظيمة. فضلا عن ذلك, زوجة عمي سورية.
    أهلا بك أختي إيمان, أنا بخير أشكرك

  5. تصدقي يا سمية لما شفت تعليقك بموضوعي تبع يا ظلام السجن خيم ،، وانك تحبي هالنشيد وتحفظيه،، حسيت بقرب الجزائر والجزائريين منا ،، لانك مو اول جزائرية بعرف انها حافظة هالنشيد وبتحبه ،،، يمكن اللي يحكيه النشيد هو اللي يجمع ما بيننا …

  6. أجل ميمو’ في نفس الوقت بالأمس كنا نتحدث عن مفدي زكريا شاعر الثورة الذي كتب هو الآخر نشيد قسما في زنزانته بسجن برياروسا, و هو سجن بناه الأتراك و اتخذته فرنسا مكانا لسجن كوادر الثورة أنذاك. أنا لم أعش الثورة لكن أبوي زرعا فينا حب الوطن, وحب كل الوطن العربي لذا أقول دوما “بلاد العرب أوطاني”…و أعترف أن لسوريا مكانة خاصة.

  7. سميّة …أعذريني يا بنت أمّي كنت مع ضيوف زاروا المكتب الجديد…

  8. و الله أنا منهمكة في العمل كما تعرفين, الآن أراجع الملف قبل ارساله إلى الجهة المعنية. و أنت, حدثيني عنك, كيف هو الجو و الحال عندك؟ هذه صفحة الجزائر و دمشق فمسموح لنا بالكلام ميف نشاء يا بنت أما

  9. بقي 40 دقيقة قبل مغادرتي المكتب. مرّت أيام عليّ نسّتني اسمي… وانت على علم كيف يكون الجوّ لماّ يكون فيه عمل كثير. صار لي زمان ما شفتك يا سومة..
    ميمو, سمية أجابت على سؤالك. الحمد لله على نعمة الصحبة الطيّبة.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *