ننصح القارئ بأن يتجول في مواقع التواصل، ومنها “تويتر” بشكل خاص، ويكتب في خانة البحث بالموقع كلمتي “هتلر نتنياهو” بأي لغة حية يرغبها، من دون أن يكون مالكاً لحساب فيه، ليجد كم انهالت السخريات كالمطر على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ومعها أيضا سخط الغاضبين الإسرائيليين عليه، لتبرئته أدولف هتلر من تهمة إبادة اليهود ولصقها بمفتي القدس في أربعينيات القرن الماضي، الشيخ أمين الحسيني.
https://www.youtube.com/watch?v=m00O1Lzuw1w
برأه بعبارات قصيرة وردت في كلمة ألقاها، الأربعاء، أمام المؤتمر الصهيوني العالمي المنعقد في القدس المحتلة، ونسمعه في الفيديو الذي تعرضه “العربية.نت”، يقول فيها: “هتلر لم يكن ينوي إبادة اليهود، بل طردهم من أوروبا فقط، لكن مفتي القدس آنذاك، الشيخ أمين الحسيني، أقنعه بإزالتهم من الوجود وإلا سينتقلون إلى فلسطين”، فسأله هتلر: “ماذا بإمكاني أن أفعل إذن؟”، وأجابه المفتي، والكلام لنتنياهو: “أحرقوهم”، وهكذا كان من إقناع المفتي لهتلر بثوان معدودات، علما أن اجتماعه به لم يدم إلا دقائق.
صائب عريقات يعلق أيضا
وسريعا هطل مطر غاضب على رئيس وزراء إسرائيل، أولا من زعيم المعارضة فيها إسحق هرتزوغ، بقوله عبر مشاركة له في “فيسبوك” إن ما ذكره نتنياهو “تشويه للتاريخ”، مضيفاً إليها: “حتى على ابن المؤرخ توخي الدقة التاريخية”، في إشارة إلى والد نتنياهو الراحل، بن صهيون، الذي كان متخصصا بالتاريخ اليهودي، فيما ذكرت دينا بورات، وهي كبيرة المؤرخين في مركز “ياد فاشيم” الناشط دائماً بالتذكير بالمحرقة، ومقره القدس المحتلة، أن ملاحظات نتنياهو “لا تتسم بالدقة” وفق تعبيرها.
وقالت أيضا: “رغم تبنيه مواقف متطرفة ضد اليهود، إلا أن المفتي لم يكن الموحي لزعيم النازية بإبادتهم، فالفكرة تسبق لقاء الاثنين في نوفمبر 1941 ببرلين، وتعود إلى كلمة كان هتلر ألقاها أمام الرايخشتاغ في 30 يناير 1939، ودعا فيها إلى إبادة الجنس اليهودي” على حد قولها.
وعلق الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أيضاً على كلام نتنياهو، بقوله إن “من الإيام الحزينة أن نرى رئيس الحكومة الإسرائيلية يكن من الكراهية للفلسطينيين، قدراً يدفعه إلى تبرئة أكبر مجرم في التاريخ من جريمة قتل 6 ملايين يهودي في المحرقة”.
أما في مواقع التواصل، فانهال “التويتريون” العرب بسخريات متنوعة، شبيهة إلى حد كبير بما انهال عليه بلغات أجنبية، وهو ما تتركه “العربية.نت” ليطالع قراؤها تغريداته في الموقع المكتظ بها اليوم، وبعضها مرفق بصور للقاء هتلر بالمفتي.
ورد نتنياهو على العاصفة، وقال بحسب بيان أصدره مكتبه: “لم أقصد أن أعفي هتلر من مسؤوليته عن قتل يهود أوروبا، ولكن لا نستطيع تجاهل الدور الذي أداه مفتي القدس أمين الحسيني بتشجيع هتلر على إبادة يهود أوروبا”.