اجتماعيات سكندرية وعادات خاطئة
بقلم الدكتورة نور هان سليمان
داخل عيادة طبيب القلب المزدحمة بالمرضى و الذى هرولت إلية عندما شعرت ببعض اﻻضطراب والقلق فقررت أن أجرى بعض الفحوصات الطبية لكى يطمئن قلبى . وفى إحدى أركان العياده وجدتها ساكنة شاردة نحيلة القوام شاحبة الوجهه فى نهاية اﻻربعينات من العمر . تملكتنى رغبة شديدة فى تبادل الحوار معها فجلست بجوارها وتعرفت عليها وتبادلنا حوار طويل بدأ بظروف الحياه قسوتها وانتهى بحكايتها مع الزمان القاسى . فهى من كرمها الله بان تصبح عقيمه و ﻻتتمتع باحساس اﻻمومة الذى سلب منها عنوه دون رضاها . فبعد شهور قليلة من زواجها أصرت الحماه على الذهاب للطبيب حتى ترى بعينها اوﻻد ابنها وتفرح بهم فكانت اﻻقدار فى انتظار الخبر الذى كسر قلبها فهى تحتاج ﻻجراء عملية حتى تنجب .وأصرت الحماه ابقوية الشكيمة ان يعالجها الطبيب العائلة المخضرم والذى كان يتابع معها ومع والدتها منذ امد بعيد وكان اﻻقدار كانت فى انتظاره حتى يخفق الطبيب المخضرم مهنيا ﻻول مرة فى حياته لتصاب الزوجه بعاهة مستديمة تفقدها القدرة على اﻻنجاب مدى الحياه .ويرى الطبيب ان يعوضها عن خطيئته برحلة حج إلى بيت الله . واصبح مصيرها الصبر والصمت إلى اﻻبد فهى اصبحت وحيدة بعد فقدت والدتها قبل زواجها مباشرة واخوتها متزوجات فى صعيد مصر قد تراهم كل عدة اعوام .
وتبدأ الحماه فى ممارسة دورها اﻻزلى
لتبحث عن عروس صغيرة السن تعوض ابنها عن حظه التعس ﻻنة ابتلى فى الزيحة اﻻولى وليعوضة الله بزيجة احسن .ويستقر الحال عبى اختيار اخت سلفتها (زوجة اخو زوجها ) لكى تكتمل الدائرة وتعيش فى بيت العائلة بين الزوج وزوجتة واختها وحماتها وحماهه وتحاصر الزوجة وتعيش بالسخرة لتلبى طلبات كل من فى البيت صغار وكبار فهى ليس لها اوﻻد يشغلوها وفاضية تبقى تشتغل عند الكل وهى ايضا صابرة صامتة . حتى تكتمل الصورة بالعروس الجديدة الصغيرة التى ﻻتعى من الحياه شئ وﻻترغب فى التعلم فهى للانجاب فقط .فيقرر الزوج استكمال الحلقة وتصبح الزوجة الكبيرة مسئولة عن احتياجاتة والطعام والشراب والملابس وكل احتياجاتهم حتى فراشها اصبح مستباح لة هو وعروسة وهى جالسة على باب الغرفة تتمزق ألما وغيرة مكسورة القلب محطمة الانوثة والمشاعر تجهز الحمام و البشكير لزوجها وعروسة بعد حمام الهنا وزوجها ليس لة شاغل غير ملذاتة واهوائه فهو ومن بعده الطوفان ويطمئن إلى أنة عمل اللى علية وابقاها على ذمتة رغم عدم انجابها فهو شخص كريم وعلها ان تبوس ايديها ورجليها كل يوم حمدا وشكرا فهو وعروسة يتركان لها كل شئ متطلبات اﻻوﻻد وتجهيز البيت والمذاكرة وجميع الاحتياجات تكفيرا عن ذنبها الذى ﻻ يغتفر وهى صامتة ساكنة لم ينالها من الدنيا غير مرض القلب والسكر والضغط العصبى وتعيش على أمل ان يتذكرها الله برحمتة الذى ليس من رحيم غيرة فى اﻻرض والسماوات .