في الوقت الذي يحرص فيه معظم النجوم العرب على تقديم شخصيات من جنسيات عربية مختلفة، تحقيقاً لانتشار أوسع، فهم مطالبون أيضاً بالتمثيل بلهجات بعيدة عن لهجتهم الأصلية، بل وإتقانها ليبدو أداؤهم طبيعياً. ولعل إتقان الكثير من نجوم سورية ولبنان وتونس اللهجة المصرية تحديداً، ومنافستهم النجوم المصريين في أدائها، أبرز مثال على هذا التحدي، فما هي أسرار إتقانهم لتلك اللهجة؟
لفتت الأنظار إليها بعد مشاركتها الفنان عادل إمام في بطولة فيلم «التجربة الدنماركية» عام 2003، بسبب إتقانها الشديد للهجة المصرية رغم أنها ولدت وعاشت في لبنان.
نيكول سابا تكشف عن سر نجاحها في إتقان اللهجة المصرية منذ أول عمل فني شاركت في بطولته، قائلة: «هناك أكثر من سبب وراء نجاحي في إتقان اللهجة المصرية، فأنا تربيت منذ طفولتي على مشاهدة الأفلام المصرية، سواء القديمة أو الحديثة، وهذا الأمر أفادني كثيراً. السبب الثاني وراء إتقاني اللهجة المصرية بسرعة هو دراسة شقيقتي في القاهرة. فقبل دخولي مجال التمثيل، كنت حريصة على السفر اليها والخروج مع أصدقائها المصريين في القاهرة، وبدأت أتعلم منهم طريقة الحديث باللهجة المصرية، وحفظت الكثير من المصطلحات».
وتضيف: «السبب الثالث الذي جعلني أنجح في إتقان اللهجة المصرية، هو حبي الشديد لها، فأنا مؤمنة بأن الإنسان الذي يحب شيئاً، في إمكانه تعلمه بسرعة مهما بلغت صعوبته».
الأفلام والمسرحيات
رغم أنه ممثل سوري الأصل، أرجنتيني الجنسية، ورغم نشأته في الأرجنتين وإقامته في أكثر من دولة أوروبية قبل خوضه غمار التمثيل في مصر، يُعد الممثل فراس سعيد من أبرز النجوم العرب الذين لفتوا الأنظار إليهم بإتقانهم اللهجة المصرية.
فراس يتحدث عن سبب نجاحه في هذا الأمر، ويقول: «مشاهدتي للأفلام والمسرحيات المصرية السبب الرئيسي وراء إتقاني اللهجة، فأهلي كانوا يعشقون الفن المصري وكانوا حريصين على إطلاعي عليه من خلال متابعة كل ما يُعرض في السينما والمسرح المصري».
ويضيف: «يمكنني القول إنني تربيت على مشاهدة الأفلام والمسرحيات المصرية، وبالتالي تمكنت من استيعاب ألفاظ ومصطلحات خاصة بالشعب المصري في وقت قصير جداً، وعندما قررت دخول مجال التمثيل والمشاركة في أعمال مصرية، لم تكن اللهجة تمثل أي عائق بالنسبة إلي».
السر
رغم أن رزان مغربي ولدت في لبنان وعاشت سنوات طويلة من حياتها في لندن، لكنها كانت من أبرز النجمات اللبنانيات اللواتي تمكنَّ من تحقيق نجاح كبير في مصر، وكان إتقانها اللهجة المصرية سبباً رئيساً من أسباب نجاحها.
«عندما يحب فنان بلاداً ويعشق شعبها، من السهل أن يتعلم لهجتها»، هكذا كشفت رزان عن سر نجاحها في التحدث باللهجة المصرية بطلاقة كما يرى جمهورها.
وتقول: «أعشق مصر وأحب شعبها كثيراً، ولم أتمكن من إتقان اللهجة المصرية فقط، ولكنني أصبحت أيضاً واحدة منهم، وأشعر دائماً بأن مصر بلدي الثاني. وهناك أسباب أخرى جعلتني أنجح في التحدث باللهجة المصرية بطلاقة، أبرزها علاقات الصداقة الكثيرة التي تجمعني بالمصريين، هذا بالإضافة إلى إقامتي في مصر لفترات طويلة، وعشقي لمشاهدة الأفلام والمسلسلات المصرية منذ صغري».
قدرات خاصة
أما النجم السوري تيم حسن فكانت له أسباب تختلف تماماً عن الأسباب السابقة، إذ أكد أن سبب إتقانه اللهجة المصرية يرجع إلى امتلاكه قدرات خاصة، ويوضح: «لم أتمكن من إتقان اللهجة المصرية فقط، وإنما الخليجية واللبنانية وغيرها من اللهجات أيضاً، ولم أكن أعرف كيف يمكنني استيعاب كل هذه اللهجات والتمكن من نطق الألفاظ والمصطلحات بسرعة قصوى وتخطي الصعوبات! فنجاحي في إتقان اللهجة ما هو إلا توفيق من الله، فهو منحني قدرات خاصة تمكّنني من التحدث بأكثر من لهجة من دون أي صعوبات».
تدريبات
الفنانة التونسية دارين حداد، التي خطفت الأنظار إليها بعد مشاركتها في بطولة فيلم «الفيل الأزرق»، تؤكد أن إتقانها اللهجة المصرية لم يأت بسهولة. وتقول: «خضعت لتدريبات مكثفة للتحدث باللهجة المصرية والإلمام بكل تفاصيلها ومصطلحاتها، فالأمر ليس سهلاً كما يعتقد البعض، بل يحتاج الى بذل مجهود كبير، فالأمر لا يعتمد على موهبة أو قدرات خاصة، بل يحتاج الى دراسة».
وتضيف: «أصبحت الآن أُتقن اللهجة المصرية، والفضل في ذلك لا يعود فقط الى التدريبات المكثفة التي خضعت لها، بل يرجع الى إقامتي في مصر منذ فترة، فالتعامل مع المصريين باستمرار وتكوين صداقات في مصر، جعلا التحدث بهذه اللهجة أمراً سهلاً».
صعوبات
«لا أنكر أنني واجهت صعوبات كثيرة في البداية»، هكذا تحدث الممثل التونسي ظافر العابدين عن كيفية إتقانه اللهجة المصرية من خلال الأعمال التي شارك فيها أخيراً، وأبرزها مسلسلا: «تحت السيطرة» و «نيران صديقة».
ويضيف: «نجاحي في إتقان اللهجة المصرية جاء بعد الممارسة والتعامل مع المصريين لفترات طويلة، فالأمر أصبح مع مرور الوقت أسهل وأبسط. وأعتقد أن كل من شاهد أعمالي الأخيرة، وجد أنني أصبحت أُتقن اللهجة المصرية».
الممارسة
أما الممثلة التونسية فاطمة ناصر، التي اتجهت للعمل في مصر خلال الفترة الماضية، فتقول: «الرغبة في النجاح في مصر تجبر أي فنان على إتقان اللهجة المصرية، فالأهداف لا تتحقق بسهولة، وإتقان اللهجة المصرية لا يأتي إلا بالممارسة والتدريب والتعلم».
وتضيف: «لا أنكر أن عشقي للسينما والدراما المصرية منذ صغري، ومشاهدتي الأفلام والمسلسلات قد ساعداني كثيراً في التحدث باللهجة المصرية، كما لا أخشى الاعتراف بأنني ما زلت أرتكب بعض الأخطاء حتى اليوم، لكنني أنجح في تجاوزها بمساعدة المخرجين الذين أتعاون معهم».
دراسة
بسبب إتقانها اللهجة المصرية، يعتقد كثيرون أن مي سليم مصرية ولا يعرفون أنها أردنية الجنسية، كما أنها ولدت ونشأت في الإمارات.
مي تكشف عن سبب نجاحها في إتقان اللهجة المصرية بالقول: «لم أجد صعوبة في التوجه الى الغناء والتمثيل في مصر، لأنني أتقن اللهجة وأعتبر نفسي مصرية، فقد درست في مصر وقضيت فيها سنوات طويلة من حياتي، حيث التحقت بإحدى الجامعات في القاهرة، ولذلك نجحت في استيعاب كل مصطلحات هذه اللهجة قبل دخولي مجال التمثيل، ولم تواجهني هذه الصعوبة مثلما واجهت العديد من النجوم العرب».