في محرابِ الانتظار

مرسلة من صديقة الموقع سهر

رأيتك تخرج من بحر الشوق العميق..تضمّ حنيني بدفء عينيك..تغمر خوفي بقوة ساعديك ..تغازل صمتي ..تعانق انتظاري و تأخذني إليك
إنّك تكتبني,,تقرؤني,, تعيد صياغة الزمن..وتغيب
وأعودأنا لصديقي العتيق..
…الانتظار !!
أن تجالس الذكرى وتغنّي لها ” بعدك على بالي ” لتعزف لكَ بإتقان لحناً مشحوناً بالآه لمسمعه أنين لا يُنسى . هو احتضار بطيء بنور شمعة تحترق يهتدي لمثواه
2-
لا أذكر تحديداً متى بدأتُ علاقتي مع الزمن ..كيف صارت الدّقائق تسامر انتظارك والثواني تحمرُ خجلاً باقترابك
عرفته للمرة الأولى وأنا أنتظر أبي لأُطفِئَ شمعتي العاشرة..وصل متأخراً..كان مفهوماً ضبابياً غائماً ليس بحدود الذاكرةأوالمكان..كيف جعلتَ من الوقت صحبة لأرقي,, صديقاً لشوقي وحافظاً لأسراري!!!! أتراني تركتُ طفولتي في تلك اللوحةالمعلّقة هناك حيث تعلمتُ الحروف… حيث عرفت أن الحياة أكثر من مجرد لحن جميل لبتهوفن يعزفه أبي لنا كل مساء, وأعمق من رواية عشق تنتهي بإنقاذ الأميرة و زواجها من البطل..نعم تركتها هناك حيث تشكلت أيديولوجيتي..و رسمتُ أحلامي,,ماكان الانتظار حينها سوى صبر لذيذ أُنشده لأعانق الغد..
3-
غيابك يختصر الزمن ..بتجرد أنت سيّد الغياب
وغيابك علّمني لغةً جديدة حروفها من وجع من شوق من دقائق تائهة ولحظات عناء…هي لغة الانتظار
ما أدركتُ يوماً أن للانتظار لونٌ و رائحة بل و مذاق..حلوٌ كالشّهد حين تطلُّ بقامتك الشامخة من بعيد,,تلك الثواني العذبةالتي تسبق حضورك كاكتمال القمر,, كلون الربيع تطرق باب قلبي المرتجف حتى تصير أمامي وتشرق عيناي بمرآك …ومرٌّ كالعلقم حين يستحيلُ الوقت بوابةً من أسىً محكم الإغلاق وسجناً من ليلٍ كئيب..هي ساعات بعادك
صارت حواسي تدرك رائحة الوقت وتشرب قهوتها مع ساعة الحائط…
أرجوك لا ترهقني بانتظارك أكثر…
لكنّي و بلغتي الجديدة سأحبك حتّى التعب ..حتّى اللانهاية..حتى يُعيد الزمن دورة الحياة ويولَد الانتظار..

…سهر.