لايزال خبر استهداف حافلة تقل قناصات تابعات للحرس الجمهوري في سوريا، يشغل حيزاً بارزاً في تغطيات الصفحات الموالية لنظام الأسد.
فبعد إنكار الوكالة الرسمية “سانا” لاستهداف حافلة القناصات، ونشرها لخبر سقوط قذيفة “أصابت حافلة تقل مدنيين” بينما كان الخبر الحقيقي هو استهداف مباشر ومحدد للحافلة التي تقل القناصات العائدات من منطقة داريا في ريف دمشق، قام أنصار النظام، بكامل صفحاتهم وقنواتهم، بلا استثناء، بذكر خبر استهداف حافلة القناصات العائدات، وبعدما تقدموا بالتعزية إلى ذوي إحداهن، وهي هناء صالح محمد، تراجعوا واعتذروا عن خبر موتها، قائلين إن قلبها “عاد الى العمل” بعد توقف دام ساعات!
ومع أن توقف القلب لساعات، يعني الموت المحقق لصاحبه، إلا أن الصفحات الموالية لرئيس النظام السوري، لم تجد حرجاً في ذكر المبرر الذي جعل “الملازم شرف هناء صالح محمد” تعود الى الحياة وبعد أن “نعيناها شهيدة” فقد “أبت إلا أن تكمل طريق المقاومة بعد توقف قلبها ساعات عاد إلى الحياة وهي الآن بحالة مستقرة”.
وتجمع كل المصادر المتابعة للداخليات السورية، بأن سبب هذا التضارب يعود الى محاولة النظام الدائمة “بتزييف الحقائق” والكذب على جمهوره قبل معارضيه. فمنذ اللحظة التي استُهدف بها “باص القناصات” عمّم النظام خبراً مجهّلاً عن قذيفة أصابت حافلة “تقل مدنيين” بينما كان أهل إحدى القتيلات القناصات، وهي فرح سليمان، يدفنون قتيلتهم التي قضت في حادث استهداف الحافلة.
فقام إعلام الأسد بمنع ذكر أي تفصيل عن الخبر الحقيقي، وتولت وكالته “سانا” بجعل القذيقة “الميتافيزيقية” تصيب حافلة “تقل مدنيين” فقتل من قتل، ونجا من نجا، بل إن بعضهم قتل ونجا، برواية هي أقرب الى “الهرطقة العلمية” خصوصا في الحديث عن العودة الى الحياة بعد توقف القلب لساعات. لأن الموت في العلم، هو توقف القلب، لا الدماغ. فمابالك إذا كان هذا التوقف هو لساعات كما قال بيان الأنصار الذين أرادوا التلميح الى “معجزة” لم تحصل إلا في مخيلة محرري الخبر الذين وقعوا ضحية تجهيل النظام لخبر استهداف الحافلة.
القناصة الأخرى التي بقيت قتيلة هي “فرح سليمان” حيث لم تستطع “معجزات أنصار الأسد” إعادة قلبها الحياة، فبقيت “قتيلة” ولم تشملها “كرامات” النظام الذي انطبق على سلوكه ومنهجه قول شاعر اللاذقية الأشهر بدوي الجبل: “نحن موتى، وشرّ ما ابتدع الطغيانُ موتى على الدروب تسيرُ”.