المثل الشعبي اللبناني “حظ اعطيني وبالبحر ارميني” وجد من يؤكد صحته الآن، وهو شاب جاء عبر البحر مع طالبي لجوء آخرين، اكتظ بهم قارب وصلوا به إلى سواحل إسبانيا، وفيها ربح بيانصيبها السنوي، المعروف باسمEl Gordo الأكبر بجائزته في العالم، مبلغ 400 ألف يورو، تعادل 440 ألفا من الدولارات، وكله لأنهم انتشلوه من البحر وأعطوه لجوءا، وبعدها انتشلته ورقة يانصيب من فقره المدقع، وجعلته نصف مليونير.
لم تذكر وسائل الإعلام الإسبانية بخبرها عنه إلا اسمه الأول، وهو Ngagne اللاجئ من السنغال، وعمره 35 سنة، وعرجت في الخبر على مغربية ربحت المبلغ نفسه أيضا في “إل غوردو” الذي تنظمه إسبانيا منذ 1812 لمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة كل عام، وجائزته هي في 2015 أكثر من ملياري دولار، يربحها آلاف المشترين لتذاكر، كل منها تحمل 5 أرقام، مكررة نفسها في 10 أوراق ضمن فئات متنوعة التصنيف، وموزعة بدورها في مقاطعات ومدن عدة، بحيث يستحيل على واحد فقط أو حتى عدد قليل، ربح كل الجائزة بمفردهم، إلا مشاركة مع عشرات المئات دائما.
“وسيحول إلى عائلته بالسنغال ما يريحها”
تناقلوا عن “نغاني” المقيم بمدينة “روكويتاس دي مار” الممتدة على ساحل مقاطعة “ألميريّا” في منطقة الأندلس بالجنوب الإسباني، ما رواه هو نفسه لصحيفة La Voz de Almeria التي كانت أول من تحدث إليه، ومنها انتشر ما قال ببقية وسائل الإعلام بعد التعرف إلى هويته الأربعاء، فأقسم أنه لم يكن معه ولا زوجته يوم إعلان نتيجة السحب الثلاثاء الماضي على تذاكر الفئة الرابحة “إلا 5 يورو فقط” عندما وجد أن أرقام ورقته 79140 هي نفسها المشاركة بربح الجائزة الكبرى بالمدينة التي يقيم فيها.
وقال إنه عاطل عن العمل، وآخر مرة اشتغل فيها كانت “بجمع الخضار في المنطقة” وخسر عمله قبل 10 أيام من شرائه التذكرة، طبقاً لما نشرت “صوت ألميريا” التي أطلعت فيها “العربية.نت” بأنه سيؤمن بالمبلغ ما يحتاجه بسرعة، وهو شراء شقة وتوابعها، وسيحول إلى عائلته بالسنغال ما يريحها، ثم سيتثمر الباقي في عمل يؤسسه، ليبدأ ما ينسيه 8 سنوات من عيش مضن أمضاه لاجئا.
“أنقذونا عندما كنا نغرق في البحر”
جاء Ngagne متسللا بقارب مع 65 آخرين، بينهم من تزوجها فيما بعد بإسبانيا التي انتشله رجال خفر السواحل فيها من بحر كان هائجا، ثم منحوه لجوءا منذ وصل في 2007 وعملا، لذلك شكرهم وقال: “نحن موجودون هنا، لأنهم أنقذونا عندما كنا نغرق في البحر”، مضيفاً أنه يكن لهم كل تقدير، لتغييرهم حياته وحياة أفارقة كانوا معه في القارب يائسين.
أما الجائزة الكبرى التي ربحت فئتها “ألميريا” التي كانت في 1896 من نصيبها أيضا، فقيمتها 640 مليون يورو، شارك بربحها 1600 مشتر فيها لتذاكرها، ومنهم مغربية عمرها 18 واسمها إيمان نعمان، المهاجرة طفلة مع عالتها في المقاطعة، وربحت أيضا 400 ألف يورو، لذلك نراها في الصورة التي تنشرها لها “العربية.نت” ناظرة إلى من يصورها، وبيديها تمسك بالورقة الرابحة، مع ضحكة ممتدة في جميع الاتجاهات، وتكاد تصل إلى أطراف أذنيها من شدة الفرح.