قدّم الرئيس الأميركي باراك أوباما دعمه للمرشحة هيلاري كلينتون لنيل تأييد الحزب الديموقراطي. جاء ذلك بحسب مسؤولين أميركيين وجريدة نيويورك تايمز خلال اجتماع لمتبرّعين ديموقراطيين في أوستن بولاية تكساس منذ عدة أيام، حيث أشار أوباما إلى أنه حان الوقت ليجتمع الديموقراطيون حول بعضهم ومنع الجمهوريين من استغلال نافذة أو خرق.
مفارقات
من المفارقات الكبيرة أن هيلاري كلينتون كانت منافسة باراك أوباما على ترشيح الحزب للرئاسة في العام 2008 وقد هزمها أوباما في معركة طويلة استمرت حتى ما قبل مؤتمر الحزب في صيف العام 2008 ثم عملت معه وزيرة للخارجية في ولايته الأولى، ومنذ تركت إدارة أوباما ظهرت خلافات بينهما حول إدارة الشؤون الخارجية من دبلوماسية وأمن قومي، وبدت هيلاري كلينتون وكأنها كانت تزايد على أوباما في التشدد واستعمال القوة العسكرية.
خلال “تأييده” ترشيح هيلاري كلينتون، لم يُعلن أوباما صراحة أن على برني ساندرز أن ينسحب وأنه يدعم الترشيح علناً ورسمياً لكنه وصفها بأنها ذكية وقوية وصاحبة خبرة، وأشار إلى أنها ستكمل إنجازات إدارته.
هذا التأييد له وزنه في الحزب الديموقراطي، فهناك تيار واسع من الحزب، خصوصاً النخبة فيه، تعتبر أن باراك أوباما تابع مسيرة الرؤساء الديموقراطيين، خصوصاً بيل كلينتون واستعان بخبرات الكثيرين ممن عملوا في إدارة الرئيس السابق، واختيار هيلاري سيكون بالفعل استمراراً للخط الرئيسي في الحزب الذي يسعى إلى رفاهية الأميركيين والمساواة بينهم بدون تفرقة على أساس اللون أو الجنس، ويدافع عن حقوق الأقليات ويقبل بدور للحكومة في تنظيم حياة الناس والمجتمع.
ديموقراطيو ساندرز
لكن هذا التيار يواجه انتفاضة من جيل جديد من الديموقراطيين والأميركيين خصوصاً بين الشباب من 18 إلى 30 سنة، حيث يرون أن قضايا الديموقراطيين من الستينات والسبعينات تمّ إنجازها، ويجب الآن الدفع أكثر إلى إصلاحات تساعد الجيل الجديد من الأميركيين، وهذا ما يدعو إليه برني ساندرز، لذلك يطالب المرشح المنافس على ترشيح الحزب الديموقراطي إلى تعليم جامعي مجاني وإصلاح صحي يذهب أبعد من إصلاحات أوباما ويقدّم طبابة وعناية صحية شاملة ومجانية للجميع، بالإضافة إلى مناهضة “المال السياسي”.
المتحدثون باسم حملة برني ساندرز ما زالوا يعتقدون أنه قادر على نيل ترشيح الحزب وينظرون بتفاؤل الى الانتخابات التمهيدية في اريزونا وويسكونسن واداهو واوتا وواشنطن ونيويورك، ولا يعتقدون أن المهمة صعبة، وربما يجدون الآن في دعم أوباما للمرشحة كلينتون مناسبة جيّدة لاتهام النخب الحزبية بالتآمر، وهذه التهمة استعملها برني ساندرز للقول إن المال السياسي والمصالح الرأسمالية هي التي تموّل حملة هيلاري كلينتون، فيما يمثّل هو الجيل الجديد المترفّع عن أي مال سياسي أو دعم من مصارف وول ستريت.
في رسالة إلكترونية أرسلها مدير حملة ساندرز إلى مناصري المرشح قدّم “جيف ويفر” مقارنة تقول “إن كلينتون ستحضر اجتماعاً انتخابياً في ولاية تينيسي حيث يدفع المؤيّدون 27 ألف دولار لحملتها، بالمقابل يشارك ساندرز في اجتماع حواري مع الناخبين في اريزونا وكذلك تفعل “هيلاري” في فرجينيا فيما يحاور برني ساندرز الناخبين في ايداهو وايوتا واريزونا”.
كان من اللافت أيضاً أن الرسالة تقول للفقراء “أنتم المتبرّعون لبرني” وكان افتتح الرسالة بالقول “أيها الإخوة والأخوات” وانهى الرسالة بشعار “بالتضامن” في مؤشر واضح على خلق رابط بين المرشح الديموقراطي الاشتراكي والمتحمّسين له.
أوباما اول رئيس اسود لامريكا يدعو لانتخاب اول امرأة لرئاسة امريكا.