صرّح وزير الاتصال الموريتاني محمد الأمين ولد الشيخ أن موريتانيا تعتبر حزب الله “منظمة إرهابية انسجاما مع قرارات جامعة الدول العربية”، متحدثًا في مؤتمر صحفي أمس الخميس عن أن هذا التصنيف أمر عادي بالنظر إلى وجود موريتانيا ضمن دول الجامعة العربية.
ويعود القرار الموريتاني إلى ما صدر عن مجلس جامعة الدول العربية، في ختام أعمال دورته الـ 145 على مستوى وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، اعتبار حزب الله اللبناني “منظمة إرهابية”، وقد رفضت السلطات الموريتانية بعد ذلك الترخيص لنشاط مساند لحزب الله اللبناني.
وقد ارتبطت العلاقات الموريتانية مع حزب الله اللبناني بالعلاقات الرسمية الموريتانية الإيرانية ، إذ تأثرت على الدوام بدفء أو برودة العلاقات بين البلدين، للصلات الوثيقة بين إيران وحزب الله، غير أنه منذ العام الماضي، دعا ثلاثة وعشرون نائبا برلمانيا بقطع العلاقات مع إيران، وجرى الحديث حينها عن عزم النظام قطع العلاقات مع إيران تنفيذا لتعهدات قيل إنه قدمها للملكة العربية السعودية.
وكانت للعلاقة القوية التي جمعت الرئيس العراق الأسبق صدام حسين بموريتانيا تأثيرها البارز في تدهور و تجميد العلاقة بين طهران ونواكشوط، إذ إن الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد سيد احمد الطائع كان يعبر في أكثر من مرة أن علاقة الأخوة و التحالف التي يرتبط بها نظامه مع النظام العراقي هي أولوية الأولويات بالنسبة إليه، ممّا جعل العلاقات الموريتانية الإيرانية تشهد جمودا كبيرا وصل إلى قطعها خلال حقبة ولد الطائع.
ومع الإطاحة بنظام ولد الطائع وتربع نظام عسكري جديد علي سدة الحكم في البلاد، شهدت العلاقة بين البلدين تحسنا نسبيا، بلغ ذروته بعد الإطاحة بنظام ولد السيخ عبد الله ووصول الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز لهرم السلطة، إذ تم قطع العلاقة مع اسرائيل استجابة لرغبة إيرانية اشترطتها لتنفيذ مشاريع تنموية اقتصادية كبرى، منها إكمال تجهيز مستشفى الأمراض السرطانية في موريتانيا الذي كانت الدولة العبرية قد بدأت تشييده .
وقد كان لزيارة الرئيس الموريتاني يوم الاثنين الخامس والعشرين يناير 2010 لطهران وإعلانه عن موقفه الداعم لها في خلافها مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي ، دورًا كبيرًا في تسريع وتيرة العلاقة بين طهران ونواكشوط، حيث تم الاحتفاء به بشكل لافت، وذكرت طهران للرئيس الموريتاني موقفه هذا وشكرته له، وكان بذلك أول رئيس موريتاني يزور إيران منذ قيام الثورة الإسلامية.
بعد الزيارة تحدثت بعض المصادر الإعلامية عن منح إيران لموريتانيا عبر المصرف الإيراني للتنمية والتصدير سلسلة قروض مالية لإنشاء مشاريع تنموية تشمل النقل البري وشق الطرقات وإنشاء السدود وإدارة الموارد المائية في المناطق الزراعية، كما توالت الزيارات المتبادلة بعد ذلك بين كبار المسئولين في البلدين.
وموازاة لتحسن العلاقات الرسمية بين الحكومتين الموريتانية و الايرانية، وتعميقا لذلك التحسن، عرفت علاقة بعض الأحزاب الموريتانية وخصوصا حزب ” التجمع الوطني للإصلاح والتنمية” ذي المرجعية الإسلامية مع حزب الله تشهد تقدما كبيرا، غير أن التطوّرات الأخيرة قد تعيد الجمود مرة أخرى إلى ما بين إيران وموريتانيا.