فاجأ مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون، والذي تسمّيه المعارضة السورية “مفتي الأسد” نظراً لإطلاقه الفتوى تلو الأخرى لصالح النظام ضد الثائرين عليه، فاجأ عمومَ الشعب السوري بقوله إن “الجيش السوري لم يذبح أحداً منذ أربعين عاماً”. واتّهم معارضي الأسد بأنهم هم من يقوم بذلك.
وصدمت هذه التصريحات شارع المعارضة السورية التي رأت أن “مفتي الأسد” لم يكتفِ “بدعم قاتل شعبه وأصبح المنظّر الفكري والعقائدي لجرائمه” بل هو يسعى إلى “حجب جرائم النظام عن العالم بقوله إن جيش الأسد لم يذبح أحداً منذ أربعين عاماً. فما هو الفارق بين من يُقْتَل ذبحاً ومن يقتَل ببراميل الأسد وطائراته وصواريخه التي قتلت مئات الآلاف من السوريين؟”.
ونفى “مفتي النظام” أن يكون قد وجّه التهديدات لأوروبا، عندما سبق ولوّح لهم في وقت سابق، بأن “التفجيرات ستطالهم”.
وقال إنه لم يهدّد الأوروبيين “وإنما نصحهم” على حد قوله.
علماً أنه سبق وقال حرْفياً إن “استشهاديين سينطلقون من سوريا ولبنان” إلى “أرض أوروبا وفلسطين” في حال “سقوط أول قذيفة على سوريا”.
ولا يزال الفيديو الذي يطلق فيه تهديده موجوداً على “يوتيوب” لكل راغب بمشاهدته وهو يوجه التهديد علناً ومحاطاً بعشرات من أنصار الأسد.
وأطلق المفتي جملة تصريحات في لقائه التلفزيوني الأخير “لا تقل غرابة” عن ما سبقها، فقد قال إن “العالم شنّ حرباً على سوريا” لأن السوريين “سبقوا العالم” في “العلم والصناعة والزراعة”!
وأوحى بتصريحه الأخير أن “آينشتاين” قد تلقى علم الفيزياء في مقر إحدى الفرق الحزبية التابعة لحزب البعث العربي الاشتراكي، كما أحب معارض سوري أن يعلّق ساخراً.
وبعد قول المفتي إن الحرب شنّت على نظامه لأنه “سبق العالم” بالعلم والصناعة، أحسّ أن الأجواء ممهّدة للقول: “رفضتُ قصراً عُرِض عليّ” فقرر “البقاء في سوريا”.
ولم يتمالك المعلقون أنفسهم ما بين “عبقرية النظام وتعفّف مفتيه” إلا وعبّروا بسخرية شديدة عمّا سمعوه منه وهم يتساءلون: “كيف لنظام سبق العالم بالعلم أن لا يعرف أن شعبه لا يريده؟ .. خزات العين عليك يابشار”!
وأضاف المفتي في تصريحاته التلفزيونية أنه لن يرحّب بمن يريد العودة إلى سوريا، إن كان “تحت مظلة حزب ديني”.
وهو الأمر الذي لا تطرحه حتى الأحزاب اليسارية والشيوعية السورية، إلا أن المفتي عادة “ما يظهر في هذا الثوب العلماني المتطرف الذي لم يسبقه إليه تروتسكي أو لينين وستالين”. كما ذكر تعليق على بعض الصفحات.
وسبق للمفتي أن أطلق تصريحات عديدة أثارت الجدل، لعل أشهرها تهديد أوروبا بإرسال انتحاريين الى أراضيها. إلا أنه أنكر اليوم إطلاقه لها، علماً أن التسجيل الذي يظهر فيه مهددا لا يزال معروضا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان المفتي قد قام بزيارة إلى مختلف قرى وبلدات اللاذقية مسقط رأس النظام السوري في وقت سابق من العام الماضي، وطرح من هناك قضية “تجديد الفكر الإسلامي” على حد قوله. وحضر لقاءاته تلك، عدد من رجال الدين من مختلف الطوائف والمذاهب في المنطقة، ورحبوا بطروحاته ترحيباً شديداً، خصوصا في إشارته المتكررة إلى ضرورة “تجديد الفكر الإسلامي” كما يذكر دائماً.
يذكر أن صفحة مفتي سوريا على “فيسبوك” نقلت تصريحاته المشار إليها، عبر مقاطع متتالية نقلاً من حواره التلفزيوني الأخير.
مفسد سوريا الواطي …نظامك ما قتل حدا من اربعين سنة ..معناها السوريين اللي ماتوا كان بسبب الهنا والسعادة اللي معيشهم فيه هالنظام المجرم …ريتك ما تروح غير دبح وتقطيع يا منافق