كتب – محمد عبد السيد
الاديبة والروائية التونسية بسمة حسن حمدي تتألق وتخرج من نفائس الاعمال الادبية الكثير في القاهرة بعد أن مزجت الادب التونسي بالمصري وصدر عنها ادبيات كثيرة تطرح فيها قضايا الامة وتعالج الأمور الاجتماعية في المجتمع الشرقي
بسمة حسن حمدي .. روائية وسيناريست تونسية ممثلة جمعية ” خيمة علي بن غذاهم للشعر العربي التونسية بجمهورية مصر العربية .. مؤسس ورئيس مهرجان السينما والفن الدولي لذوي الاعاقة .. مسؤولة الشأن التونسي بجريدة اخبار المدينة المصرية ,, مقيمة بمصر من سنة 2002 من مواليد برج السرطان ,, صدر لي بمصر رواية العنقاء والافاعي عن مكتبة مدبولي الصغير .. وقضية انتماء عن دار جنة .. لي روايتين تحت الطبع ” اشهر الجمر ” و ” وجهان ” ولعل الاخيرة الوحيدة التي اكتبها عن قضية اجتماعية تونسية .. عقبان النار هي اولى رواياتي التي لم اطرحها للنشر لكتي افكر بجدية في تحويلها الى مسلسل لانها تجمع بين ثورتي تونس ومصر .. سبق وحولت رواية قضية انتماء الى فيلم وانتظر الانتهاء من تأسيس شركتي الخاصة بالانتاج الفني لأيبدا في تصويرها … انا بالاساس روائية ودخلت عالم الفن من خلال كتابة السيناريو .. ايجيبت ستار هي شركة انتاج فني مصرية كنت شريكة فيها ومن خلالها صورت ثلاثة افلام روائية قصيرة عن ذوي الاعاقة ” اغتصاب طفولة ” و ” ليه كده ” و” حظي م الدنيا ” من هنا كان اتشاري في الوسط الادبي والفني .. انا انسانة عادية جدا عصبية في عملي .. لكني اتمتع بطيبة مفرطة .. غيورة جدا على اسمي وعملي .. واحب اكتشاف المواهب لايماني بانهم الغد المشرق .. لا احب التكلف .. بسيطة في زينتي احب الميكاب الهادئ الذي يتماشى وبشرتي القمحية .. انا ام بامتياز احب بنتي وابني حبا فوق الوصف .. عن علاقتي الشخصية اعيش في مفترق طرق ولكني سعيدة بها … امزج عملي بين الثقافة والفن .. ارفض الاسفاف واعشق اسمي
يفصلني عن حاجز الاربعين سنة واحدة . ومع ذلك ارهق نفسي بنفسي . واحاسبها علي مالم تقترفه . واحمل نفسي كل نتائج عثرات حياتي وكل خساراتي , ومرات عديدة اقف امام مراتي .. واتطلع مليا الي عيني الحزينتين وأتمتم ” امغتربة انت ام منفية ؟ ”
آخر اعمالها الادبية من رواية وجهان ( تحت الطبع ) وننفرد بنشر مقدمة لها هنا
واترك مكاني الذي اقف فيه واعود اذرع الغرفة جيئة وذهابا .. وصوت من اعماقي التمسه .. ارهف السمع يقول ” الامران معا . لكن سبب نفيك مشاعر واحاسيس فقدت الدفء والحنان . جاحدة . قاسية . وعقول بدائية . دمرت كل الروابط , فكانت الهجرة بداية طريق الغربة . واصبحت الغربة اختيارا . فخططت الرحال . تزوجت احد الرجال . وانجبت احلى الاطفال . اذا البكاء علي الاطلال محال . مقنع ما تهتف به اعماقي . لكن لعقلي راي اخر . يتعارض مع ما تؤكده اعماقي . فانا انحدرت من صلب رجل انعم الله عليه بقسمات جذابة . وجعلته المشيئة اوسم اخوة جادت بهم رحم امه . فكان منذ سنوات شبابه الاولي . وحتي سنوات متاخرة في مرحلة كهولته الاكثر تهافتا عليه من بنات حواء . فتزوج من اثنتين . وعقد علي اثنتين , وخطب اثنتين . وتعرف علي عشرات من المطلقات . ومراهقات . ولكل واحدة معه حكاية . لكنه يرفض ان يطلق عليه زير نساء . لأن الزير دائم الركض خلفهن . اما في حالته النساء من هم يركضن وراءه . وهن من يحاصرن تحركاته . وكما يستفدن من صحبته يستفيد هو الاخر من رفقتهن . لا اذكر من تلك المغامرات الا من عايشته . وانا في المرحلة النهائية من التعليم الابتدائي ، عندما استاجر احدهم عندنا سكنا صحبة زوجته اللعوب وابنيه الصغيرين . وبعد بضعه اشهر من تواجدهن .. في بيتنا كثرت الخلافات والمناوشات بين الزوجين . وكثير ما تدخل والدي لفض هذه النزاعات . والى هذا الحد يبدو الامر طبيعيا . وذات يوم عدت الي المنزل . بعد يوم دراسي مضن ولكن بساعه مبكرة عن العادة . لاكتشف ان العلاقة بين جارتنا اللعوب تتعدي حدود الجيرة . لتدخل في طريق محرم ومظلم .. وصممت جارتنا طلب الطلاق من زوجها .. وساعدها والدي بالمال ووكل امر طلاقها الي صديقه المحامي . ولكن وبنفس السرعه التي توهجت بها تلك المشاعر . انطفأت بذات السرعه لان .. ابي عربي من الدرجة الاولي فما ان قضي وطره منها ادار لها ظهره . وبنفس المنطق الذكوري العربي القائل : من تفرط في نفسها مرة تفرط في نفسها عشرة مرات ..