حمل المسلسل الشامي “خاتون” تطورات خاصة وكثيرة لأعمال البيئة الشامية، من جهات عديدة قد تصل إلى حد الانتقال بهذا النوع الدرامي إلى مستوى أعلى من حيث الإنتاج والدراما.
وضمّ العمل المؤلف من جزأين (60 حلقة) من كتابة طلال مارديني ومعالجة درامية لسيف حامد وإخراج تامر إسحق، ترسانة ضخمة من نجوم الصف الأول الذين قلّما اجتمعوا في عمل واحد، من أبرزهم باسم ياخور الذي يخوض غمار الأعمال الشامية للمرّة الأولى، إلى جانب سلّوم حداد وسلافة معمار وكاريس بشّار وكندة حنّا وزهير رمضان وضحى الدبسّ وميلاد يوسف وأيمن رضا وشكران مرتجى ومعتصم النهّار ونادين تحسين بك وجيني إسبر ويزن السيّد وآخرين.
من جهة أخرى استطاع “خاتون” في تطور لافت أيضاً، أن يدخل ممثلين غير سوريين إلى أدوار البطولة في عمل شامي، مثل الفنّانين اللبنانيين يوسف وورد الخال وطوني عيسى وبيار داغر وغنوة محمود.
ولفت الخال إلى أنه كان يستبعد فكرة مشاركته بأعمال تنتمي للبيئة الشامية، إلا أن إعجابه بالدور في “خاتون” ومشاركته بدور ضابط فرنسي يتحدث باللهجة اللبنانية في عمل شامي غيرت رأيه.
من جهته لفت داغر في هذا السيّاق، إلى أن وجود الممثلين اللبنانيين في دمشق لم يكن كشخصيات سوريّة وفق النصوص، لذا لا توجد أي شبهة حول تجنٍّ على المبرر الدرامي، بل “هو وجود منطقي”، مضيفاً: “عندما يجد السوريون فرصة مناسبة لوجود لبنانيين في أي عمل سوري، لا يقصرون”.
والميزة الأبرز التي طرحها مسلسل “خاتون” هي البطولة النسائية التي توازي على أقل تقدير البطولة الرجالية، إذ وإضافة إلى تسمية العمل باسم “خاتون” إحدى بطلاته، تحظى الأدوار النسائية ببصمة واسعة في القصة السيناريو.
يبدأ الصراع في العمل الدرامي الرمضاني حين تقع “خاتون” (كندة حنّا) بغرام ضابط فرنسي، متحديةً التقاليد والعادات، فتتصاعد الأحداث في صراع درامي بين القيم الاجتماعية والعاطفية إلى جانب الوطنية والأخلاقية، طارحة أسئلة كثيرة حول دور المرأة وحقوقها بإسقاطات معاصرة. تستغل “نعمت” الأحداث من أجل التلاعب بـ “خاتون” لفرط عقد عائلة والدها الزعيم “أبو العزّ” (سلّوم حدّاد) في سبيل تحصيل الزعامة لزوجها “فاروق” (وائل أبو غزالة)، مستخدمةً حسنها من أجل إبراز سيطرتها على زوجها، ودفعه إلى تنفيذ ما تريده منه هذه “الأنثى الساحرة”. وتقف “زمرد” ( كاريس بشار) طليقة “عكّاش” (باسم ياخور) وابنة الزعيم وشقيقة “خاتون”، في وجه “نعمت”، علماً أن بشّار تظهر ربما للمرة الأولى بشخصية “الخيّرة” في عمل شامي.
ومن أبرز الأدوار النسائية أيضاً شخصية “أم فهد” (ضحى الدبس) التي تعتبر محركاً أساسياً لخطوات زوجها (زهير رمضان) في الثأر من “أبو العز” ومحاولة سلبه الزعامة.
ولا يخلو “خاتون” من ترفيه الكوميديا، بخاصة من ناحية “أبو جبري” (أيمن رضا) و”أم جبري” (شكران مرتجى) اللذين شكلا حالة خاصة بعد نجاحات ثنائية بينهما.
بدوره قال رضا عن شخصية “أبو جبري” “غيّرت في الشخصية، ووضعت وجهة نظري فيها، لذا لن يشاهد الجمهور حلاق الحارة بالطريقة التي اعتاد رؤيته بها”.
وأوضح رضا أن “أبو جبري شخص جبان خارج المنزل، لكن داخله رجل قويّ، يمارس رجوليته على زوجته التي حاولت وإياها صنع حالة خاصةّ لا ترتبط فقط بالكوميديا”…
بينما أكّدت مرتجى أنها “أمام تحدٍ كبير لأن دور “الداية” معروف جداً في الأعمال الشامية وأدّتها نجمات كبيرات من قبل، لذا هي حريصة على وضع بصمتها الخاصة، وأشارت مرتجى إلى أن دور الداية سابقاً كان محصوراً بارتباطه بالخطوط الأخرى داخل الحارة، بينما “ام جبري” تتمتع بخطها الخاص مع عائلتها، إلى جانب دورها في الحارة.