الطفل يَزَن واحد من أطفال داريا الذين لم يعرفوا شيئاً عن العالم غير الحصار والقصف منذ أن رأوا النور.
وقطعة الحلوى بالنسبة إليه هي أثمن وأشهى ما تناوله يزن في حياته، وهو يراها للمرة الأولى بعد أن حرم النظام السوري أهالي داريا من الأساسيات الغذائية، فضلاً عن كمالياتها لأربع سنوات كاملة، اضطروا خلالها لتناول الأعشاب والحيوانات النافقة.
في إدلب، تختلط مشاعر الفرح والحزن، حيث يهنئ أهالي داريا بعضهم بالوصول إلى بر الأمان، بينما يبكون حرقة على ما تركوه في أرضهم من ممتلكات وذكريات أجبرهم الجوع والقصف على تركها للنجاة بحياتهم.
وخرج حوالي 8 آلاف سوري، بينهم المئات من مقاتلي الجيش الحر السبت من المدينة المحاصرة، بعد أن حصلوا على ضمانات بعدم التعرض لهم، وفقاً لاتفاق اضطرت المعارضة هناك لعقده حفاظاً على أرواح المدنيين.
ويعيد هذا الاتفاق إلى الأذهان الاتفاق المماثل الذي خرج بموجبه مقاتلو المعارضة وعائلاتهم من أحياء حمص ثالث كبريات المدن السورية العام الماضي، دون يقين بالعودة إليها مرة أخرى، لتصبح اليوم داريا بهذا الاتفاق ثاني الشواهد على تسخير النظام لحملات القصف والإبادة خدمة لمخططاته في إحداث التغيرات الديمغرافية في سوريا.