وسط منزل متواضع بمدينة غزة، تدحرج محمد الشريف على السلالم بنصف جسد يلامس الأرض الباردة، ثم تبعته شقيقته سجود، بينما كان شقيقه الرضيع أنس يراقب المشهد من أسفل الدرج، ويخفي وراء ابتسامته الهادئة حزن عائلة مكلومة أنجبت ثلاثة أطفال بدون أطراف سفلية.
حكاية هؤلاء الأطفال الثلاثة، هي التي ترسم ملامح الحياة اليومية للوالد الأربعيني عماد الشريف، البائس، والذي لا حول له ولا قوة سوى أن يتفرغ بشكل شبه كامل من أجل نقلهم إلى المدارس، حاملا مفتاح “الصبر” بعد أن رزقه الله ثلاثتهم مع تشوهات خلقية، حيث ولدوا دون أطراف سفلية.
يقول الشريف: “أنا أعاني معهم لكنها مشيئة الله.. وأنا لا أستطيع فعل شيء لهم سوى تلبية حاجاتهم”.
فيما كان الشريف يشرح في حديث هاتفي مع “العربية.نت” عن معاناة أولاده، كان ثلاثتهم يتضاحكون داخل المنزل، لا همّ لهم سوى إكمال اللعب، لكن بعد حصول “العربية.نت” على صور وفيديوهات للأولاد داخل المنزل، كان الأمر صادما.
المشهد يظهر محمد حين وضع نصف جسده فوق الأرجوحة ودفع بنفسه إلى أعلى السقف، وتناوب مع شقيقته التي كانت تتأرجح فيما معدتها التي تركزها على حبل الأرجوحة. الضحك والفرحة كانتا تغلبان على وجهيهما، لكنه “أمر مضحك مبكٍ، فأولادي لا يجدون صعوبة في الحياة بقدر ما أفعل أنا، فلا مكان لهم سوى هنا، ولا أحد يعيلهم سواي، وإن حصل لي مكروه سيكون مصيرهم صعبا”، حسب الوالد.
القصة تنسحب أيضا على أنس الذي ما زال في شهره العاشر ويعاني من فقدان جسده السفلي بعد أن أجرى مؤخرا عملية لإحداث فتحة للشرج، وما زال وضعه صعبا مع وجود خلل في نمو أصابع يديه أيضا، كما يؤكد الوالد.
حاول الشريف الحصول على دعم من الحكومة التابعة لحركة “حماس” في قطاع غزة، لكن دون جدوى، فهو يسعى لإصلاح منزله الكائن في الطابق الرابع ليكون مؤهلا لهؤلاء الأطفال الذين يتنقلون إليه على الأدراج زحفا على أيديهم وعلى جسدهم السفلي.
ويتحرك الأطفال زحفا على أيديهم عند النزول أو الصعود على سلم البناية الطويل في حي الشابورة برفح جنوب القطاع، وصولاً إلى المنزل المكون من غرفتين وصالة ومطبخ وحمام، على الطابق الرابع، ومسقوفا بـ”الزينكو” ويفتقر للقصارة والبلاط والشبابيك.
ويقول والد الأطفال الثلاثة، الذي يعمل موزعا لأنابيب الغاز، إن أولاده أصيبوا بهذه الإعاقات نتيجة عامل وراثي، موضحاً أن هذا المرض متوارث في العائلة، وقد أصاب أحد أجدادهم.
الشريف، وفي ختام حديثه مع “العربية.نت”، تمنى أن يتم بناء منزل يؤويه مع أطفاله، ويكون مؤهلا للتعاطي مع حالتهم الصعبة، ليسهل عليهم حياتهم، كما أشار إلى أن أبناءه بحاجة لرعاية طبية خاصة ربما تساهم في التقليل من معاناتهم.
لا حول ولا قوة الا بالله اللهم لك الحمد على نعمة الصحة التي لاتقدر بثمن
الله يكون في عونه على هذا الابتلاء و يكون في عون اخواننا في غزة كافة
هذا ابتلاء من رب العالمين ،،، الله يصبرك و ياخذ ب ايدك
لكي الله يافلسطين ،،،،، ربي ينصركم على من خذلكم
لاحول ولا قوة الابالله
كان الله في عون الأهل و الأبناء ، مسألة الأطراف الإصطناعية فيها نقص حاد في غزة خُصوصاً بعد الحرب الأخيرة .
إذا كان المرض وراثي فيجب التوقف عن الإنجاب رحمةً بالنفس و الأبناء !!