أدين بريطاني مسلم، الجمعة، بتبني فكر تنظيم “داعش” الإرهابي للمساعدة في قتل إمام بفبراير الماضي لاعتقاده أنه “ليس مسلماً بالدرجة الكافية”.
وتبع محمد سيدي وشريكه محمد عبد القادر ضحيتهما الإمام جلال الدين (72 عاماً) لدى عودته إلى منزله بعد صلاة العشاء في مسجده في روتشديل بشمال إنجلترا في فبراير وضرباه حتى أردياه قتيلاً.
وتعد تلك الجريمة الثانية في أقل من سنة التي يُقتل فيها مسلم بيد مسلم آخر لأن الضحية “ليس مسلماً بالدرجة الكافية”، ما يعد مؤشراً على انتشار نوع من الطائفية لم يكن معهوداً في بريطانيا من قبل، بحسب ما ورد في تقرير على موقع شبكة “بي بي سي BBC” الإخبارية.
وبحسب ممثلي الادعاء فإن سيدي قام بتهريب شريكه عبدالقادر، الذي يعتقد أنه هرب إلى تركيا ومنها إلى سوريا، بعد أن ضرب الإمام بمطرقة بإحدى حدائق الأطفال بروتشديل. لكن لم تتوصل المحكمة إلى إجابة للسؤال: لماذا لم يهرب سيدي نفسه؟
وبسؤال كل من كان يعرف الإمام جلال الدين فقد كان رجلاً تقياً يعيش حياة بسيطة وكان لا يبخل بعلمه ومساعدته لكل محتاج.
وقال ممثلو الادعاء إن الرجلين كانا قد خططا لقتل الإمام منذ أشهر بسبب ممارسته “الرقية”، وهي شكل من أشكال العلاج يستخدم خلاله آيات قرآنية.
ويعتقد سيدي، الذي يتبع المذهب “التكفيري” الذي ينتهجه تنظيم “داعش”، أن الموت عقاب لهذه الممارسة التي تشبه “السحر الأسود” بحسب رأيه وتفسيره هو للإسلام، ومن ثم فقد اعتبر الإمام كافراً ويستحق الموت.
ونقل تقرير “بي بي سي BBC” عن هراس رفيق، وهو أحد العاملين بمؤسسة “كويليوم” لمكافحة الإرهاب، قوله “إن جريمة قتل الإمام في روتشديل تعكس ما يحدث في المملكة المتحدة وحول العالم. هناك حرب أهلية داخل الإسلام في الوقت الحالي، فهناك أشخاص يطبقون قانون الإلحاد ويصدرون الأحكام ويقتلون أشخاصاً آخرين لأنهم ليسوا مسلمين بالدرجة الكافية، وأعتقد أننا سنرى المزيد من هذا الأمر”.