الغضب عارم هذه الأيام من ملياردير العقارات، دونالد ترامب، ويكاد يشمل كل المخلوقات، من بشر صغارا وكبارا، كما والطيور والحيوانات، ولم يعد ينقص سوى سمكة “بيرانيا” تفاجئه بالأسوأ إذا ما نزل مرة للسباحة بأحد البحار.
في ديسمبر الماضي هاجمه نسر اسمه “العم سام” وقبل شهرين راح طفل يصرخ غضبا ويبكي حين حمله ترامب بيديه، ورفضت طفلة أن يقبلها وراحت تبكي أيضا. أما الاثنين الماضي، فهاجمه هر “نيوجيرسي” الطراز، رآه يطل من شاشة محطة تلفزيون أميركية، وفيه نراه ممعنا في خرمشته بمخالبه بلا توقف، يريد إسكاته، ولولا شاشة الكومبيوتر التي حمته، لفتح الهر بوجهه ما يشبه الأنفاق والشوارع.
كان يعلق وقتها على الفيديو الذي بثته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية في موقعها يوم الجمعة الماضي، وقلب الدنيا على ترامب، ففيه سمعناه يتحدث قبل 11 سنة بألفاظ “زقاقية” الطراز ورذيلة شوارعية، أثناء تسجيل برنامج تلفزيوني، ويبدو أن الهر Hamlet المولود قبل عامين، وتربيه الأميركية Susan Scoblink-O’Neill لم يكن مرتاحا لظهور ترامب على الشاشة، فاعتبره دخيلا على كومبيوتر اعتاد عليه، أو لأن بحة صوته لم تعجبه، فراح يخرمش فيه.
وهذه ليست المرة الأولى التي تهاجم الحيوانات فيها ملياردير العقارات، ففي ديسمبر الماضي هاجمه نسر أثناء جلسة تصوير نظمتها مجلة Time الأميركية ضمن مشروعها “شخصية العام” وكان ترامب مرشحا فيه لنيل اللقب. أما النسر، فأحضروه ليلعب دور الرمز الوطني الأميركي بالصور، لكنه وجد نفسه منزعجا بجانب ترامب، فبدأ يعاديه، حتى أنه انقضّ عليه ونقره بمنقاره، وفيه نرى “العم سام” وهو لقب النسر البالغ عمره 27 سنة، متوترا وعصبي المزاج، ولم يكن على بعضه تماما.
والصغار من بني البشر أيضا أثبتوا مرتين بأنهم لا يرتاحون بالسليقة والفطرة إلى ترامب، ففي يوليو الماضي كان في مهرجان انتخابي، ورغب أن يثبت حبه للأطفال وحبهم له، فنظر من حوله ووقعت عيناه على طفلين، كل منهما كان مع والدته، فانتزع الواحد بعد الآخر، وحمل الاثنين بيديه طبقا للفيديو أدناه أيضا، إلا أن المحمول بيسراه راح يبكي ويتأوه، ولم يتحمل ما وضعوه فيه.
وهناك طفلة لا وجود لفيديو عنها، إنما صورة، وحملها ترامب بيديه في مايو الماضي، ولم تمر ثوان معدودات إلا وراحت تبكي وتصرخ حين رغب بتقبيلها، أو لشعورها أيضا بعدم الارتياح وهي بين يدي ترامب الذي أسرع وأعادها إلى والدتها. كما أنه أمر في إحدى المرات بإخراج طفل رضيع كان مع والدته في أحد مهرجاناته الانتخابية وبدأ الطفل يبكي فجأة، فانزعج منه ترامب وهو يلقي كلمة بالمحتشدين، فطلب من والدته أن تخرجه معها، ثم استدرك سريعا بأنه أخطأ بالطلب، فطلب منها البقاء مرغما.
حتى الحيونات بتكرهك يا شيطان !