قالت مصادر عراقية إن قائد فيلق القدس الإيراني الارهابي قاسم سليماني، وصل بغداد منذ يومين قادماً من إقليم كردستان، لبحث مشاركة الحرس الثوري الإيراني في معركة تلعفر، وهي مدينة تقع شمال الموصل، وذلك ضمن استراتيجية إيرانية تهدف إلى جعل هذه المنطقة معبراً للقوات الإيرانية من العراق إلى سوريا، حسبما يرى مراقبون.
وتتركز ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة إيرانياً، في أطراف تلعفر التي تقع على المثلث الحدودي العراقي – السوري – التركي، حيث يرى مراقبون أنه خيار استراتيجي إيراني يهدف إلى تأمين ممر باتجاه سوريا وصولاً إلى سواحلها على المتوسط، لدعم نظام الأسد وتأمين خط حيوي لإمداد قواتها في سوريا عبر العراق.
ومن المتوقع أن يشرف سليماني على بعض المحاور العسكرية التي يشارك فيها الحشد الشعبي، لتحريرها من قبضة “داعش” من بينها قضاء تلعفر شمال الموصل الذي كانت تقطنه أغلبية شيعية من القومية التركمانية.
وستؤدي السيطرة على تلعفر إلى تعزيز التنسيق بين الحرس الثوري وميليشيات الحشد الشعبي وجيش النظام السوري الذي تدعمه إيران.
وترى إيران وحلفاؤها بالمنطقة أن معركة الموصل مصيرية وستؤثر على المعارك في حلب وبعض مناطق سوريا”، كما صرح مسؤولون عسكريون إيرانيون خلال الأيام الأخيرة.
يأتي هذا، بينما أكّدت مصادر عراقية أنّ “قائد فيلق القدس قاسم سليماني، عقد سلسلة لقاءات مع زعماء الميليشيات في بغداد منذ يومين، حول المشاركة في معركة الموصل، ضمن المحور الجنوبي المعروف باسم محور القيارة”.
ونقلت وسائل إعلام عراقية عن قيادي بارز في “الحشد” قوله إنّ “قاسم سليماني وصل برفقة مجموعة من مساعديه وعناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى بغداد بهدف التنسيق لمعركة الموصل”، معلقاً على زيارة سليماني بالقول إنّه “لا يمكن أن تفوته هذه المعركة المهمة”.
بالتزامن مع ذلك، أكدت قيادة العمليات المشتركة، الأربعاء، أن ميليشيات الحشد الشعبي بدأت مهامها بالمحور الجنوبي من الموصل، من دون أنّ تحدد طبيعة تلك المهمة، على الرغم من أنّها تشارك فعلياً في المعارك مع الجيش منذ الساعات الأولى لانطلاق المعارك.
وبحسب وسائل إعلام عراقية، قال ضابط رفيع في الجيش العراقي، إنّ “سليماني وصل بغداد قادماً من السليمانية (شمال العراق) وبرفقته قيادات إيرانية بالحرس الثوري”، مؤكّداً أنّ “القائد دخل على خط معركة الموصل وعقد اجتماعات مع قيادات ميليشيات الحشد”.
ونقل الضابط عن سليماني قوله إنّه “لن يعود إلى بلاده قبل الاطمئنان على سير معركة الموصل”، مشيراً إلى أنّ “المسؤول الإيراني الذي يدير تحركات الحرس الثوري الإيراني في العراق، كثّف لقاءاته بقيادات ميدانية عراقية خلال الساعات الأخيرة”.