التغلغل الإيراني في الجسد السياسي العراقي مكشوف للجميع، لكن تغلغل إيران في الأوساط السنّية العراقية غير ظاهر لكثيرين، فهناك سياسيون ورجال دين من العرب السنة فاجأوا مؤديهم بمواقف داعمة لميليشيات الحشد الشعبي ومتجاهلة لانتهاكات هذه الميليشيات ضد العرب السنة.
مهدي الصميدعي وعبداللطيف الهميم في العراق.. اسمان محسوبان في الظاهر على معسكر المدافعين عن الوقف السني.. لكن من وراء الجدر، للصميدعي والهميم قصص كثيرة، وصلت حتى باب خامنئي إيران وأسد سوريا ومالكي العراق.
الاسم الأول
مهدي الصميدعي، ابن ديالى في العراق، كان من أنصار التيارات المتطرفة قبل الاحتلال الأميركي للعراق.. تبنى خطاب التحريض ضد الأميركيين والشيعة بعد سقوط نظام صدام.. وكان جامع أم الطبول قاعدة الانطلاق، قبل أن تعتقله القوات الأميركية.
لكن الأمور تغيرت بصعود نوري المالكي، الذي جاء به من سوريا، حيث كان يعيش بعد خروجه من المعتقل.. المالكي قرّب منه الصميدعي لخلق مرجعية سنية حليفة له عبر هيئة دار الإفتاء لأهل السنة.
الوقائع تشير إلى أن الصميدعي، استقبل في مقر إقامته سفير إيران، وخصومه يتحدثون عن علاقته المباشرة مع الحرس الثوري الإيراني.
الاسم الثاني
عبد اللطيف الهميم، رئيس الوقف السني في العراق.. من محافظة الأنبار، اشتهر بلقائه مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين، فضلاً عن تلقي أموال لهيئة ما عرف باسم “المجاهدين العرب”.. لكنه هرب بسقوط صدام إلى عمّان.. وخلال هروبه، شارك في مؤتمرات بإيران.. وينقل مراقبون دعمها له في تأسيس قناة تلفزيونية بمصر.
الهميم كان قريبا من وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، واستلم قبل سنة منصب رئيس الوقف السني في العراق بدعم من كتل شيعية.
اللافت أن الهميم مدح الثورة الإيرانية وخامنئي، لكنه لم تصدر عنه أي إدانة لجرائم الميليشيات بحق أهالي السنة في العراق.