ظاهرة الـ “بوعزيزي” عادت من جديد، لكن في ساحل سوريا هذه المرة، إذ أقدم رجلٌ سوري يدعى “رياض مصطفى ديدان” على إحراق نفسه في مدينة جبلة – ذات الغالبية السنية – في ظل ظروف غامضة.
مواقع وصفحات موالية للنظام السوري على مواقع التواصل الاجتماعي، ذكرت سيناريوهات عدة حول حادثة “ديدان”، فمنها من قال إن الرجل لم يحرق نفسه، وإنما اشتعلت به النار أثناء انقطاع الكهرباء، عندما كان يحاول إشعال سيجارة، وهو يحمل “جركن” بنزين صغيرا غير محكم الإغلاق في يده، وحاول رميه عندما اشتعلت به النار، فانسكب البنزين عليه، وأمسكت به النيران، وهو الآن في حالة حرجة. في حين، قال سيناريو آخر إن “ديدان” كان يعاني من مشاكل نفسية، وأنه نازح إلى المدينة منذ عدة سنوات ويرجح أنه بالأصل من مدينة “حلب”.
المعلومات التي توفرت عن الحادث تشير إلى أن الرجل يبلغ من العمر 53 عاما، وهو من سكان حي العزة في جبلة، أقدم على سكب مادة المازوت على جسمه وإشعال النار فيه في سوق المدينة، ليهرع البعض لإطفاء النار ونقله إلى المشفى.
شبكة إعلام اللاذقية، نفت نقلا عن أحد معارف ديدان “جنونه”، حيث قال إن “رياض رجل طبيعي، ولا يعاني أي مرض عقلي”، ولكنه نفى علمه بالمسببات التي دفعته للإقدام على حرق نفسه.
وتفاعل الشارع السوري مع الخبر بتناقض واضح، ففي حين شتم الشبيحة الرجل واتهموه بمحاولة تقليد “البوعزيزي” لإشعال ثورة جديدة، اكتفى بعضهم بوصفه بالمجنون، ولكن آخرين أبدوا تعاطفهم مع حالته وتمنوا له الشفاء. وأبدى الموالون انزعاجهم من الحادثة كونها أعادت إلى الأذهان حادثةً وقعت عام 2011 وكانت سبباً في ازدياد وتيرة الثورة ضد النظام في جبلة، حين اختار رجل حرق نفسه بدل أن يدلّ قوات الأمن على مكان اعتقال ابنه.
ولم تعلق السلطات السورية على الحادث، كما منعت إدارة المشفى الوطني في جبلة (حيث يتم علاجه) مقابلة رياض أو التصريح عن حالته الصحية، بحسب ما ذكرته شبكة إعلام اللاذقية.
وعن مثل هذه الحوادث في سوريا، هو ما جرى في وقت سابق من شهر كانون الثاني عام 2011، أي قبل اندلاع الثورة السورية، حين قام الشاب “حسن علي عقلة” من مدينة الحسكة، بإحراق نفسه اقتداءً بالشاب التونسي “البوعزيزي” وذلك احتجاجا على البطالة والأوضاع المعيشية والاقتصادية المزرية في المدينة وقام النظام في ذلك الوقت بالتعتيم الإعلامي التام على هذا الحدث.
يذكر أن ما يزيد عن 50 شخصا في العالم العربي أقدموا على إحراق أنفسهم اقتداءً بـ “البوعزيزي”، في مجموعة من الدول العربية، مثل: مصر، والمغرب، والجزائر، وتونس، وسوريا، وليبيا.
“منحبك بس جعنا”
صرخات الموالين للأسد، تأتي في ظل انهيار الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، وحالة الفقر التي تحيق بهم في الوقت الراهن ناجمة عن ظروف اقتصادية ومعيشية تضرب كامل المدن السورية بمعارضيها ومواليها.
ويبدو أن هذه الصرخات، وصلت إلى الساحل، قريباً من قاعدة حميميم الروسية، فأصوات الموالين للنظام السوري هناك بدأت ترتفع للمطالبة بوقف تصدير المنتجات الزراعية المحلية إلى روسيا، مع انتشار الفقر وارتفاع الأسعار، بسبب عدم توفر كميات كافية من الخضراوات والحمضيات في الساحل، جراء تصدير قسم كبير منها إلى روسيا.
ووجه الموالون للنظام السوري رسائل إلى رئيس النظام بشار الأسد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي إحدى الرسائل: “دكتور نحن منحبك ونفتخر بك، ولكننا بدأنا نموت جوعاً، والفقر هو القاسم المشترك الأكبر بين عشرات آلاف المدنيين من أبناء الساحل، روسيا حليفة لنا ولكن هل يجب أن نموت لنثبت لها بأننا أوفياء”.
وعقبت شبكة الساحل على “فيسبوك” على ما آلت إليه الأمور في عموم المناطق الساحلية، بالقول: “الفساد استشرى لدى من يمسك زمام أمور المنطقة، والتمييز ليس له حدود، وعامة الناس بدون ماء بدون كهرباء، والكهرباء معدومة، وأسعار المواد غذائية، كل المسؤولين حرامية ولا ندري من يحمي من”.
لاحول ولا قوة الا بالله , الله هو وحده المستعان هي تقريبا جلّ البلدان العربية أصبحت “بوعزيزي”