وعد رجل من تكساس كان يصارع سرطان الدم وهو على سرير الموت، خطيبته بأن يتزوجها الزواج الذي تحلم به، وقد نفذ وعده فعلا، قبل أن يرحل عن العالم بعدها بـ 36 ساعة (يوم ونصف اليوم).
ومنذ 2006 فإن راؤول هينوهوزا وإيفون لاماس قد أتما الخطبة، ولم يتعجلا بإجراء مراسم الزفاف، وذلك بانتظار الوقت المناسب الذي يكون بمقدروهما أن يقيما زواج الأحلام الذي يرسمانه في مخيلتيهما.
وقد تأخر الزواج شيئا، فشيئا، خاصة بعد 2012 عندما أثبت التشخيص الطبي أن هينوهوزا مصاب بسرطان الدم.
وقالت خطيبته إيفون لاماس (34 سنة) لـ أيه بي سي نيوز، “إنه عمل جاهدا على إنفاذ وعده، وظل يردد.. أخيرا وجدت المرأة التي أحبها.. أخيرا عثرت على أميرتي التي تستحق حفل زفاف خرافي”.
انشغال مع المرض
ومع ظروف المرض انشغل الخطيبان بخطة العلاج بدلا من التحضير للزفاف الحلم. وبحلول أكتوبر الماضي كان المتراس الكبير قد سد الطريق، عندما نقل هينوهوز الذي يلقبه أصدقاؤه وأسرته بـ “تيني” – أي الصغير-، إلى المستشفى.
وقالت لاماس: “لقد بدأت الأمور تسوء بجد”. مضيفة: “كان ذلك خطب ضمن أمور أخرى، تضاف إلى مرضه المستعصي”.
الأمنية الأخيرة
وفي الأسبوع الماضي قال الأطباء بمستشفى المعمدان سانت أنتوني في أماريلو بولاية تكساس للخطيبين “إنهم فعلوا كل ما بوسعهم”.
وطلب القسيس من هينوهوزا إذا كان لديه رغبة نهائية أو أمنية في الحياة قبل الوداع. وذكرت لاماس أن خطيبها قال بأن أمنيته الأخيرة هي أن يعود إلى البيت ليكون بين أسرته.
فبالإضافة إلى ابن يبلغ من العمر 9 سنوات يدعى جوفون، فإن الخطيبين أو الزوجين لديهما أربعة أطفال آخرين من علاقات سابقة.
لكن الأطباء قالوا إنه من الصعب أن يتم نقله للبقاء بالبيت لأن مستوى الأكسجين معه ضعيف جدا. لهذا قاموا بإعادة السؤال عليه، إن كان من أمنية أخيرة أخرى. فقال لهم: “أريد أن أتزوجها.. أريدها أن تكون لي”. في حين أن لاماس قالت بحسب ما ذكرت: “قمت بالدوران حول نفسي وهو يضحك وسألته، هل تقصدني؟” فأجاب: “نعم أنت”، كررها. وهنا بدأت لاماس التي تعمل في مجال تجارة التجزئة، بالبكاء، لأن هينوهوزا لم ينس وعده الذي قطعه لها بأن يتزوجها.
زفاف في غرفة العناية
ورفع المستشفى قصاد ذلك من أهبة الاستعداد لتحضير حفل الزفاف، حيث قامت كافتيريا المستشفى بإعداد كعكة كبيرة للمناسبة.
كما تنازل القاضي المحلي عن مدة الـ 72 ساعة المطلوبة للحصول على ترخيص الزواج، تضامنا معهما.
وقامت عائلة لاماس بتوفير ملابس العروس والأحذية لها، في حين أن مدير وحدة العناية المركزة بالمستشفى تبرع بالبدلة وحتى الجوارب للعريس.
وقالت لاماس أن زواجهما الذي تم في 9 ديسمبر بجوار سرير المرض، كان حدثا لا ينسى.. “لا يقدر بثمن”، حيث احتشدت العائلة والأصدقاء في غرفة المستشفى لحضور الزفاف، بل إن المكان امتلأ بالضيوف إلى أن عبأوا الممر المجاور للغرفة، وفقا لفيديو حصلت عليه ايه بي سي نيوز.
وقد وصفت لاماس زواجها: “لقد كان أكثر من قصة خيالية، وهذه هي نعمة الله”.
النهاية الخيالية لا تكتمل
لكن قدر الله نفذ، فبعد 36 ساعة فقط من تبادل عهود الزواج، مات الزوج البالغ من العمر 33 عاما.
وقالت لاماس: “لقد كانت المرة التي أوقع فيها باسم عائلتي الجديد على شهادة الوفاة”. بعد أن أصبحت تنسب لعائلة الزوج كما في الأعراف الغربية، لتصبح إيفون هينوهوزا.
وقالت أخيرا: “لقد كان شخصا محبا للآخرين.. لن أنساه. وكان يحب قضاء وقت كاف مع عائلته.. سأكون ملاكه على الأرض.. وهو سيكون ملاكي في السماء”.