بعد 34 عاماً من مولدهما، اكتشفت امرأتان روسيتان أن كلاً منهما قد عاشت طيلة كل هذه السنين مع أم ليست هي والدتها الحقيقية وتربت معها، وذلك نتيجة خطأ حدث في غرفة العمليات أثناء الولادة بإبدال المولودتين.
وقد أثبت الحمض النووي حقيقة الوضع الخاطئ الذي وقع في مستشفى ولادة بسيبيريا قبل أكثر من ثلاثة عقود بتاريخ 21 يناير 1983 واتضح أن سبب الارتباك هو تماثل اسم العائلة لوالدتي الطفلتين، بحسب ما نشر موقع صحيفة “ديلي ميل أونلاين”.
الوالدتان وهما أليسا سايرونوفا ويوبوف سيرونوفا، حيث يبدو اسم العائلة واحداً برغم أن لا قرابة أصلاً، يسعيان الآن إلى التفاهم بخصوص الوضع، حيث أحبت كل أم ابنة أخرى ليست هي ابنتها في الواقع.
وتنحدر الأسرتان من منطقة جمهورية بورياتيا ذات الأغلبية البوذية، وتبدو ملامح سكانها مميزة.
بداية الاكتشاف.. فالحقيقة
في عام 2003 كانت أليسا وهي رسامة محلية معروفة قد أحضرت معها ابنتها وهي في عمر الـ 20 إلى منطقة مسقط رأسها، لكي تقوم بالتدرب هناك على العمل في مجال المحاسبة.
تقول البنت واسمها يوليا: “جاءت امرأة لي وأخبرتني أنني أشبه بنات يوبوف وزوجها داشي من قرية بولاق.. وقد أشعرني ذلك بالصدمة”.
تقول إنها عادت البيت، وقد عملت أمها على تهدئتها وأنها هي الأم الوحيدة التي أنجبت في المستشفى في ذلك اليوم. ومن ثم توقف الحديث بينهما حول الموضوع.
لكن كل أم كانت قد أدركت أنه لابد من سبب يجعل كل والدة تشبه أقارب الطرف الآخر، وهو الأمر الذي لا يحتمل تفسيرا منطقيا فليس من خطأ واضح.
وفي عام 2013 عندما أصيبت أليسا بمرض خطير انتابها شعور بأنه لابد من مراجعة ذلك الأمر القديم، وبدأت في إمكانية معرفة الحقيقة بمساعدة اختبار الحمض النووي.
لكن البنت الأخرى للأم الثانية واسمها ديغراما – أي البنت – رفضت أن تقوم بتقديم حمضها النووي للفحص وأخذ المقارنة للاختبار.
وقد تفاقم المرض مع أليسا وهي تلح في معرفة الحقيقة، وفي العام الماضي فقط أخذت هي وابنتها يوليا اختبارا بمفردهما، أثبت أنهما ليس لهما علاقة دم البتة.
تقول يوليا: “لقد شعرت بصدمة كبيرة.. رغم أنني كنت على استعداد أن أعرف أنها ليست أمي”.
على الجانب الآخر فإن “أمي” أليسا ظلت بالنسبة لي “هي الأم الأفضل في العالم”.
وقد وافقت ديغراما أخيرا على أخذ حمضها النووي للاختبار، وكذا أمها يوبوف، حيث جاءت النتيجة كما المتوقع.
ماذا بعد الاكتشاف؟!
بعد معرفة الحقيقة من الطرفين كان على كل أسرة أن تتعامل مع وضع جديد بما يشبه إجراء جراحة عميقة.
وقد ظهر الجميع يتحدثون لقناة محلية ويعبرون عن مشاعرهم باتجاه ما حدث من قصة غريبة.
أليسا في الـ56 من عمرها، قالت إن “عامل المستشفى يجب أن يلام على ذلك الخطأ، حيث لم يكن ثمة آخرون غيرنا كما دلت الوثائق”.
وأوضحت أن “المأساة لا تتعلق بأن ثمة من عاش في وضع أفضل من الآخر. ليس هذا الموضوع. إنما يتعلق الأمر بأن هناك أماً حرمت من تربية ابنتها بالطريقة التي كان ينبغي أن تربى بها أو تتطلع لها”.
في حين أضافت الأم الأخرى يوبوف قائلة: “الأمر بالنسبة لي صعب جدا، يتعثر علي أن أحكي شيئا”.
وأضافت: “ما زلت غير مصدقة لما جرى.. أشعر بالأسف لابنتي.. كما أشعر بالأسف ليوليا.. فبعد 34 سنة يكون هذا الاكتشاف قاسيا ومحطما للنفسيات.. كيف سنعيش مستقبلا.. كلا البنتين هما بناتي”.
وقالت البنت ديغراما: “إنه لفرح عظيم وغامر.. وحظ سعيد.. ونرغب أن نرى الجانب الإيجابي لهذا الشيء”.
فيما قالت يوليا: “كيف يمكن تغيير ذلك؟ فنحن لسنا أطفالا اليوم ولم نعد.. فقد أصبح لدى كل منا حياته ومصيره وأطفاله كذلك”.
وأضافت: “لقد رأيت ديغراما لأول مرة وكانت بالنسبة لي تشبه أمي تماما.. كانت هي تماما مستعادة أمام ناظري”.
سبحان الله