أعادت صور “السيلفي” لمنفذ الاعتداء على متحف اللوفر الفرنسي – والتي جاءت بعد ما انتشر أيضاً من صور “سيلفي” التقطها لنفسه منفذ اعتداء مطعم “رينا” في اسطنبول – إلى الواجهة ما يمكن تسميته “السيلفي الداعشي”.
وبات “السيلفي” اليوم وسيلة جديدة للتنظيم لإدارة عمليات ذئابه المنفردة المتواجدين حول العالم من داخل الرقة في سوريا، معقل تنظيم “داعش”.
ويأتي التقاط “سيلفي” أثناء سياحة الدواعش بالإرهاب، نتيجة التضييق على قيادات التنظيم في الموصل بالعراق والرقة السورية بإدارة وتوجيه العمليات والاعتداءات الإرهابية من خلال التواصل المباشر مع المنفذين، نتيجة الرقابة الأمنية الصارمة المفروضة على الهواتف الذكية وشبكة الإنترنت.
وليس على من يسميه التنظيم بـ”الذئب المنفرد” سوى انتحال هيئة السائح الأجنبي مع كاميرا أو هاتف ذكي، يلتقط لنفسه “سيلفي” خلف مواقع متعددة، مدعياً البهجة والمرح، وما ذلك إلا حيلة لتلقي أوامر فورية بتنفيذ اعتداءات إرهابية ارتجالية.
السيناريو ذاته كان مع “عبد الله الحماحمي” (مصري الجنسية) منفذ اعتداء متحف اللوفر الذي التقط لنفسه، قبيل التنفيذ، صورتي “سيلفي” في العاصمة الفرنسية، باريس، وهو يقف أمام معلمين رئيسيين.
وتظهر الصورتان المهاجم وهو أمام برج إيفل وأمام هرم مميز لمبنى متحف اللوفر وجزء من مبنى يظهر في خلفيته.
وكانت السلطات الفرنسية قد أطلقت النار على عبدالله الحماحمي، الجمعة، قرب المتحف بعد أن هاجم جنوداً بسلاح أبيض، مصيباً جندياً واحداً قرب مدخل المتحف.
وعاد “السيلفي” للظهور مع اعترافات الداعشي التركي من أصول أوزبكية، عبد القادر ماشاريبوف (33 سنة)، خلال استجوابه الذي أكد فيه تلقيه التعليمات من الرقة.
كما ظهر منفذ الهجوم على مطعم “رينا” باسطنبول ليلة رأس السنة في فيديو “سيلفي” التقطه لنفسه، وهو يتجول في محيط ميدان تقسيم الشهير، قبل تنفيذ الاعتداء الذي راح ضحيته 39 شخصاً وإصابة 65 آخرين.
ووفقاً لما جاء في اعترافاته كان يفترض به أولاً استهداف ساحة تقسيم وسط اسطنبول، المكتظة بالسياح، إلا أنه قام بتغيير خطته بسبب الإجراءات الأمنية المشددة.
وقال ماشاريبوف، الذي تم اعتقاله من قبل فرق مكافحة الإرهاب التركية بالتعاون مع جهاز المخابرات عقب أكثر من أسبوعين على وقوع الهجوم: “تلقيت تعليمات من الرقة بتنفيذ هجوم في ساحة تقسيم ليلة راس السنة”، مفيداً بتوجهه إلى ساحة تقسيم لعملية استكشاف ملتقطاً فيها صور سيلفي أرسلها إلى أشخاص في الرقة.
حيث ذكر: “توجهت إلى ساحة تقسيم ليلة رأس السنة، لكن الإجراءات الأمنية كانت كبيرة ولم يكن من الممكن أن أنفذ هجوماً فعاودت الاتصال بالشخص الذي أصدر الأوامر لي”، ليتلقى تعليمات جديدة بإيجاد هدف آخر في المنطقة، مستقلاً سيارة أجرة جالت به على طول الساحل حتى تمكن من رصد مطعم “رينا” الذي وجده هدفاً مناسباً لشنّ الهجوم. وبحسب كلامه: “للوهلة الأولى لم تكن هناك تدابير أمنية مشددة”.