اعتقلوا أمس الأربعاء إحدى امرأتين، تكاتفتا على قتل كيم جونغ- نام، الأخ الأكبر غير الشقيق لدكتاتور كوريا الشمالية كيم جونغ- أون، حين كان صباح الاثنين الماضي ينتظر حلول موعد سفره من مطار Klia الدولي بكوالالمبور، عاصمة ماليزيا، إلى مقر إقامته في مقاطعة Macau البرتغالية اللغة بالصين، حيث غافلته إحداهما بما لم يكن يتوقع، وعاونتها شريكتها على القتل قبل اعتقال الأولى بعد يومين داخل المطار.
أقبلت إحداهما من خلفه صباح الاثنين، وغطت وجهه بقطعة قماش مبللة بسائل حرق عينيه، فقاوم ما أمكن وهو يصرخ ألما وطلباً للنجدة، ثم أقبلت إليه شريكة لها، ورشت وجهه بالسائل نفسه، وتلته بحقنه بإبرة سم كيميائي في وجهه “كوّمه” للحال على الأرض ينازع، وغير واعٍ ما حدث له بثوانٍ معدودات، فرّت أثناءها الامرأتان كلا بجهة معاكسة من المطار، وهو سيناريو معزز اليوم الخميس، نقلاً عن موقع صحيفة Hankyoreh الكورية الجنوبية، ومستند إلى أقوال شهود استمعت إليهم بماليزيا عن كيفية الهجوم الصاعق للامرأتين على البالغ 45 سنة، وهو بصالة المطار الدولي الماليزي.
بعد فرار القاتلتين هرعت موظفة استقبال بالمطار لإسعاف Kim Jong- Nam ما أمكن، حتى وصلت سيارة إسعاف نقلته إلى عيادة بالمطار، ثم إلى مستشفىputrajaya القريب، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يصل قتيلاً، طبقاً لما أوضحه مسؤول بالشرطة اسمه فاضل أحمد لوكالة Bernama الماليزية للأنباء، قائلاً إن المحققين اكتشفوا سريعاً أن القتيل كان يحمل جواز سفر من كوريا الشمالية باسم Kim Chol المولود في 10 يونيو 1970 بعاصمتها بيونغ يانغ، ثم علموا أنه ليس إلا كيم جونغ- نام، المولود حقيقة في 10 مايو 1971 بالعاصمة التي غادرها بعد تولي أخيه الأصغر غير الشقيق Kim Jong- On السلطة، خلفاً في 2011 لأبيهما الراحل ذلك العام كيم جونغ- ايل.
ومع أن أحمد الذي أخبر بأن الشرطة أبلغت سفارة كوريا الشمالية في كوالالمبور باغتيال كيم، وبأنه “لا مشتبه بهم حتى الآن، وبدأنا تحقيقاً وننظر بعدد من الاحتمالات” إلا أن محطة تلفزيون Chosun الكورية الجنوبية ذكرت الأربعاء أن إحدى القاتلتين تم اعتقالها بعد يومين من فرارها بسيارة تاكسي، وعودتها الأربعاء بتاكسي آخر إلى المطار، مخططة السفر منه إلى فيتنام.
المعلومات نفسها أكدها المفتش بالشرطة الماليزية الجنرال نور رشيد إبراهيم، في معرض شرحه بأن المعتقلة هي من ميانمار، وعميلة لكوريا الشمالية، وكانت تحمل جواز سفر فيتنامياً باسم Doan Thi Huong المولودة في 1988 بمدينة Nam Định عاصمة المقاطعة بالاسم نفسه في الشمال الفيتنامي، وتم اعتقالها بعد التعرف إليها من فيديو صورت لقطاته كاميرا مراقبة، ظهرت فيه على رصيف المطار، مرتدية الثياب نفسها يوم الاغتيال، وهي بلوزة بيضاء ممهورة بأحرف LOL وجوارب وردية.
قال الجنرال أيضاً إن آخرين من الأجانب متورطون مع المعتقلة “دوان ثي هوونغ” وتطاردهم الشرطة حالياً، وأهمهم شريكتها بالاغتيال الذي قرأت في موقع صحيفة Malay Mail الإنجليزية اللغة بماليزيا، أنه لم يستغرق سوى 10 ثوانٍ على الأكثر، وحدث وسط مئات كانوا في صالون المطار يستعدون للسفر والاستقبال.
وبحسب موقع صحيفة The Rakyat post الماليزية، عدد اليوم الخميس، فإن القتيل كان يعيش في مقاطعة “مكاو” بحماية السلطات الصينية مع زوجته الثانية، فيما له طفل وحيد من زوجته الأولى، المقيمة مع ابنها في العاصمة بيجينغ.
كما ورد بتغريدة في حساب @SumishaCNA التويتري، وهو للإعلامية الماليزية Sumisha Naidu مراسلة قناة News Asia التلفزيونية السنغافورية، أن كوريا الشمالية طلبت الثلاثاء عبر سفارتها في كوالالمبور جثة القتيل كيم “من دون تشريح، إلا أن الحكومة الماليزية رفضت” وأنهت التشريح في “المعهد الوطني للطب الشرعي” بكوالالمبور، وقد تعلن عن تفاصيله في اليومين المقبلين، على حد ما ذكرت وكالة “برناما” الماليزية للأنباء بموقعها اليوم الخميس.
ليس بعيدا ان يكون اخوه الدكتاتور وراء اغتياله