كتب – محمد عبد السيد
﴿﴿كليوباترا﴾﴾ تلك الملكة ﴿﴿ السكندرية﴾﴾ المصرية التى كانت ملكة عصرها متربعة علي عرش أكبر امبراطورية في زمانها ؛ لم يكن اختيارها صدفة كإمرأة أولى في العالم ؛ إقتنصها هذا الصياد الماهر ( أنطونيو ) ولماذا اختارها مصرية من الاسكندرية بالذات رغم أن الممالك الممتدة شرقا وغربا تحت عرشه فيها من النساء الشقراوات والحنطيات والزمرديات والسمراوات وغيرهن الكثير ؛ وكان بامكانه ان يتزوج من النساء من كل الوانهن واصنافهن ما يشاء لكنه اختار تلك الأنثى المصرية الاسكندرية ليسجل التاريخ عن فضائل ومحاسن و مفاتن الأنثى السكندرية
دائما الحب يعرف ﴿﴿الأنثى السكندرية ﴾﴾ ، لأنها رقيقة المشاعر ، جميلة الإحساس ، والحب هو أرق كلمة في دفتر حياتها ، ، لأنه صلة روح بروح ، ورفقة قلب إلى قلب ، فالحب لا يستغني أبدا عنها ، لأنها هي من أوجدته ، وهي من سحرته ، وهي من فتنته ، فهو يعرف أنه بدونها سيطرد من القلوب ، لأن قصور القلوب هي الأنثى ، ولكم انبهر هذا الحب من حكمتها ، ولكم خاف من غضبها ، ولكم تعجب من صبرها ، لأنه قد أيقن بعد نظرها ، الذي ترجم له إخلاصها ، ليشهد لها هذا الحب بوفائها ، لأن الحب هو قتيل عيونها ، ولكن أي عيون .. إنها عيون ﴿﴿ الانثى السكندرية ﴾﴾. فتاة كانت أو إمرأة ، الباسقة بالحنان ،إن لغتها الدموع ، وسحرها الصمت ، ونظرتها هي الإبداع .وفائها منزل يتجدد في كل يوم ، لأنها أدهشت الوفاء بمعانيها الفائقة ، فقد رآها الوفاء كصورة خلاّبة ، تفرد بها الزمان على أبجديته ، فالمرأة تفوقت بوفائها لثراء تجربتها ، ولقوة موهبتها ، ولصدق محبتها ، وصحة قلبها ، وجلال رثائها ، وانظر إلى القلم كيف تمسكه أناملها لتعزف أنشودة وفائها على نهر أوراق الخريف الماضي ، والذي تتساقط أوراقه على ميادين الثقافة في كل بحر ، وفي كل مكان .
تجعلك حائرا في طبعها ، في الوقت الذي تجبرك على إحترام صمتها ، تمر من حولها أزمات طاحنة .. وتجدها صامته ، وتأتي عليها الكرب الساحقة .. وتجدها صامتة ، وتزورها كل يوم البلايا الماحقة .. وتجدها صامتة .حيرت الزمن ، وأسرت الدهر ، وكأنك تسمع صمتها ، لأن قلبها دائما يغادر في جوانح الأيام ، فهي تقرأ الحياة بمعناها ، من بدايتها إلى أقصاها ، فــ روحها تنصهر بمعاناتها ، وتذوب أحشائها لمأساتها ، أن قضيتها الدموع ، ولغتها الخالدة . الصمت ، لأنها تعرف أن الحياة دائما تضيق بأعدائها ، لتشاهد حياتها وكأنها لوحة حزينة ، لا ينفعها كلام ، ولا يبكيها فؤاد ، ولكنها تعرف أنها قد حفرت عنفوانها في ذاكرة الأجيال ، ونقشت كبريائها في ضمائر البشر
فـ هي قصيدة الحياة ، ومدرستها الخالدة ، لا تعرف الحياة إلاّ بحياتها ، ؛ هي طعمها الشاهد ، وعسلها الباقي ، فالحياة تعرفها جيدا ، لأنها زميلتها في مدرستها ، وقلمها في كتاباتها . وقد برعت في منهج الحياة ، لتكون مكانتها قوية لامعة ، وحسنها فياض قوي الأسر ، لأن براعتها تكمن في استهلالها ، وإشراقة عنوانها ، وكأنها على هامة الحياة تاجا مرصعا بالذهب والأرجوان ،وسلاحها هو الضعف ، نعم ضعفها الذي أدهش الناس ؛ لأنها تحاربهم بضعفها ، لترحب الحياة بانتصاراتها على ميادين الأرض الواسعة ، لأنها مدرسة الأجيال ، وعلم من أعلام الحياة ، يرفرف على هامة الدهر . كما تفوقت في كل أطوار الحياة ، ، ولا نعرف مجالا من مجالات الحياة إلاّ وهي تقف على عنوان المجالات الرائعة ، والأعمال النافعة ، لأنها موهوبة بالفطرة ، فرضت أنوثتها على الزمن لتسمع لها أذن الدهر ، حتى الأعمى الذي لا يبصر ، قد سحره قوة ذيوعها ، ومساحة لموعها ، فهو قد أنصت لإبداعها ، واستمتع لإمتاعها ، فالأيام تبحث عن تفوقها ، والسنين تفيض شعرا لمحبتها ، وعلو رفعتها ، فقد خطفت الأضواء ، ببراقة سريرتها ، ومطلع أحاديثها ، لأنها عنوان النجاح لكل عظيم من عظماء هذه الحياة ،، فــ لتفوقها ذيوع ، ولموهبتها سطوع ، ولعبقريتها نبوغ .
وكأن الدهر يقول لها أحبكِ حبيبتى . وأعشق تفاصيلكِ واغازلك بترحاب . أنظر إليكِ دائما نظرة حب وإعجاب . رسمتكِ جملة في كل كتاب. رسمتكِ نقش على الجدران والأبواب. رسمتكِ زهرة في بستان . لوحة بيد فنان. فراشة متناسقة الألوان. أسمع صوت أمواج بحرك بداخلي. يعزف لحن حب على مسامعي. و تداعب هديل رخات أمطارك مشاعري. و تحرك أفكاري وخواطري ..لقد أصبحت أراكِ على كل الأشياء. كأنكِ في الأرض درب بلا انتهاء. كأنكِ بحر بأعماقكِ اللآلئ والمرجان. وكتب عليّ أن أغوصهُ إلى الأعماق. أراكِ في وجوه أهلك. أراكِ في السماء كأنكِ النجوم. كأنكِ الشمس كأنكِ القمر. أعشق البراءة التي في عيني شبابك وفتياتك . أعشق الخجل حين يلون وجنتىك ؛ أعشق البسمة حين ترسمها شفتىك فقط يكفيني أن أجلس و أتطلع إليكِ من فوق أريكة علي بحرك الفتان أنت قاموس للحياة الجميلة، جذر للمعاني وبرق للغمام، وسقف للسحاب وأفقٌ لليمام، غيم وخميلة، وهواء عليل يوقظُ النائم من عمق المنام حفنة من نور ، حمامة تعشق الهديل، غيمة تجيء من خلف قلعة شامخة، رعشة هواء عليل، وهج نشيد، أبعاد لغة في معاجم الحب العتيق، شجرة توت، وتين، نخيل، وعنب مثمرة قصة الحب الذي لا ينتهي، عبقنا، طوق الياسمين، قناديل مضيئة، تألقي بسبب أو من دون سبب، ألبسي حلية الجمال الخلاب تجملي تعطري بعطور أهلها أشعلي الحب على جمر الحسد، أتركي ريحك الندية تداعب أوجان أشجار النخيل والعنب، تألقي تألقي، يا صاحبة البهاء، الحب فيك لهب، اغسلي وجهك الجميل برخات دموعك، وصبي على وجنتيك العطر الذي يفوح من بين ثناياك ، استفيقي كل صباح من خدرك الجميل، لنقرأ لك الشعر، ونغني لك على لحن خرير جداول دموعك إنت شخصية غير اعتيادية تسعد جالسيك وتبغض كارهيك وتأنس محبيك إمرأة من نوع خاص يحبها كل من يقابلها او يتعامل معها . كلامها لين وطباعها هادئة وصافية البال والخاطر وتحب الناس كما يحبونها ؛ قلبها مملوء بالحب الذي يغمر مشاعرها فيجعلها كفراشة تحوم حول المصباح فـ تزيد محيطه جمالا وروعة . معدنها نفيس وصداقتها صادقة تكلميها مرة تشعرين بأنها رافقتك عقودا وأكلتِ من طعامها وباشرتِ عيناك حسن طليعها ودقة تعبيراتها ومن بعيد تنظرين إلى عينيها وهى تشع ذكاءا ودهاء كأنها عيون الغزلان كما يقولون تجذبكِ بنظرة تخترق افكارِك وتبعث فيكِ الطمأنينة والسكينة ؛ تشدكِ وترخي حديثها فتجعلكِ راغبة لملاقئها ومجالستها لأنها جذابة ليست لها وصيفة ؛ جاذبية عيونها كمغناطيس ولفته خدها كأنه كوكب دري منير ومؤانستها توصلكِ إلى طريق البهجة والفرح ؛ يسعدُ من يعاشرها ويفرحُ من يسايرها وييهجُ من يجالسها ويحزنُ من يفارقها تعتز بنفسها وتفتخر بكل شيء فيها و تزهو. بنفسها وتتجمل بأنوثة طاغية تشعرك حينما تجالسيها أو تحادثيها أن الأنوثة بخير
دموعها تطرق سمع الإنسان ، لتصل إلى القلب ، لأنها تختار دموعها بعناية فائقة ، وترحل مع همتها محلقة مسافرة ، فتبدأ دموعها ضعيفة ، إلى أن تحتفل برشاقة عيونها ، وحلاوة رموشها ، لأن دموعها ساحرة . شاردة . سائرة على ديوان الزمان .تعاتبنا بتفجع ، وتحاكينا بتوجع ، وكأنها تتقطر عسلا ، أو شهدا مصفى ، تعاند بكلمة ، وتصافح بدمعة ، وترضى ببسمة ، وتغازل بحكمة ، ألا وهي حكمة الدموع .. فأي قلب ساكن بين جوانحها ،دائما تمزج الحب مع الحكمة ، لأن ألفاظها سهلة على اللسان ، راقية في منزل الفكر ، ترعى الوداد ، فدموعها حارة ، وعواطفها مؤلمة ، ونكسة بالها عظيمة ، فمعاناتها تحترق ، وآلامها تلتهب ، ونياط قلبها تتقطع ، تريد قلبا تبث إليه لهيب صدرها ، ونار وجدانها ، فنفسها تذوب مع أول قطرة لدموعها ، فتطير إلى مرتبة الكمال لأن الحسن يعشق دموعها . إنها خبيرة بالأخلاق ، بصيرة بمذاهبها ، مبحرة في حقائقها؛ تعيش حزنها على أوراق الذكريات ، بصفحات مضيئة عبر الزمن ، فهي تجيد صناعة الكلام بعناية ، وتختار الكلمات عن قصد ، لتغرز حروفها في قلب كل حزن يشابهها ، يتعمد قتله ولو للحظات ، ليستقبلها الإبداع ، وليرحب بها الإمتاع فيتيه الشعر هائما في فكرها ، لأنها أثبتت عبقريتها في بحوره ، واستوطنت قوافيه ، لتكسب جمهوره ، لتعيش أكثر من الشعر نفسه ، لأنها أصابت كبد المعاني بـ تعبيراتها الحزينة ، فقد أوجزت الأقوال ، لتصادقها كل الأفعال .فقد وهبها الله من محاسن مخلوقاته كلها
هذا الوصف ليس فقط للسكندرية بل ينطبق على أكثر فتيات المدن العربية المتوسطية فقد عشت في ثلاث مدن عربية متوسطية مثل بنغازي في ليبياوكانت من أجمل أيام حياتي (كانت مرحلة الطفولة) ثم في بيروت وكانت من أحلى الأيام أيضاً ثم في الجزاير العاصمة التي لم أر في طيبة شعبها وترحيبهم بمن يزورهم في أي مكان سبحان الله ما أروعهم من شعب جميل ومضياف.
اللهم أدم الأمن والاستقرار على جميع دولنا العربية وأدم لهم الرخاء والاستقرار وابعد عنهم الحروب والمشاكل وأي ربيع عربي قادم. والله المستعان.